من يجروء على الكلام ؟عبد الهادي النشاش

0

 

إستمعت قبل قليل إلى حديث متلفز لوزير سوداني يدعو فيه صراحة إلى التطبيع مع (إسرائيل ) ويذهب إلى حد إتهام الفلسطينيين ببيع أراضيهم إلى اليهود ؛ وحديث الوزير السوداني لا يمثل خروجا عن سياق متصل من المواقف والتصريحات العربية الداعية إلى الاعتراف بالعدو الصهيوني.
وفي ظني أن هؤلاء جميعا ما كانوا ليمتلكوا الجرأة للبوح بهكذا مواقف قبل توقيع اتفاقية أوسلو.
لقد أشرت قبل عقدين ونيف إلى هذه الحقيقة في كتابي(الانتفاضة الفلسطينية الكبرى) حين كتبت :”لقد عمدت قيادة المنظمة إلى المفاوضات السرية اقتناعا منها وربما تخوفا من أن أي تقدم على المسارات التفاوضية الأخرى سيدفع إلى التريث في معالجة المسار الفلسطيني رغم أنه لا يوجد من الناحية الواقعية ما يبرر هذه القناعة أو هذا التخوف ؟!
لقد أحدثت اتفاقيات أوسلو فك ارتباط بين القضية الفلسطينية وبعدها القومي على المستويين التكتيكي والاستراتيجي، في المستوى الأول أثار الاتفاق شكوكا واسعة حول جدوى التنسيق العربي وأوجد أزمة ثقة بين أطرافه المعنية وفي المستوى الثاني وفر الإتفاق فرصة ذهبية للنظام العربي الرسمي للتحلل من كامل التزاماته إتجاه القضية الفلسطينية بذريعة أنه يقبل بما يقبل به الفلسطينيون لأنفسهم ”
من هنا تولدت المخاطر والكوارث الحقيقية لاتفاقية أوسلو والتي نشهد مفاعيلها تباعا ومع شديد الأسف ما زالت أطراف نافذة في الساحة الفلسطينية تتمسك بها .
لقد أحدث إتفاق أوسلو وصانعوه حفرة عميقة مظلمة بغية دفن كل ما هو ناصع ومشرف من محطات الكفاح الوطني الفلسطيني على إمتداد قرن من الزمان.
وما عدا ذلك –أيها السادة — فهو مجرد تفاصيل ؟!!!.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار