هل ستدخل ايران الحرب ضد اسرائيل ومتى..؟ اذا لم تلجم امريكا والغرب نتنياهو فان الابواب ستكون مفتوحة امام كل الاحتمالات

هل ستدخل ايران الحرب ضد اسرائيل ومتى..؟ اذا لم تلجم امريكا والغرب نتنياهو فان الابواب ستكون مفتوحة امام كل الاحتمالات

مصدق بور
حتى الان تلقت ايران اكثر من رسالة من الولايات المتحدة تطلب منها بلغة التمني والرجاء عدم توسيع رقعة النزاع والتسبب بحرب اقليمية . كماصدرت في نفس الوقت تصريحات فی ذات السياق عن قادة سياسيين وعسكريين امريكيين.
في المقابل لم تصدر عن ايران حتى هذه اللحظة اشارات رسمية صريحة بانها ستدخل مباشرة المعركة لكنها حذرت من ان استمرار القصف الاسرائيلي الوحشي على سكان غزة والاستفزازات التي تقوم بها تل ابيب ضد حزب الله لبنان الذي توعد بان يدخل المعركة في حال تنفيذ الاسرائيليين اجتياحهم البري لغزة وقالت ان المنطقة تحولت الى برميل بارود يمكن ان يشتعل في اي وقت .
واعلنت طهران بانها لاتسعى الى توسيع نظاق الصراع لكنها تحتفظ لنفسها بحق الدعم السياسي لحماس بعد ان قامت في السنوات الماضية بتمويلها وتحصينها وتعزيز قدراتها القتالية اسوة بما تقوم به امريكا حاليا عندما تقول ان من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها . عموما ان سياسة امريكا حاليا هي منع توسع الحرب لاسباب واعتبارات تتصل بظروفها الخاصة اهمها الحرب الاوكرانية والاستحقاقات الانتخابية الرئاسية التي لاتسمح للامريكيين بالتدخل المباشر في الحرب .
وتسعى ايران لتوازن دورها في الصراع بالدور الامريكي .فلايمكنها ان تقيد يد قوى المقاومة في الوقت الذي امريكا تطلق العنان لاسرائيل للقيام بمزيد من الجرائم واعمال القتل والدمار ضد سكان غزة العزل وترى ان الدور الامريكي في هذا النزاع يتجاوز دور الشريك في الجرائم الاسرائيلية وهي من تدير الجريمة .
وقد اعلن المتحدث باسم الحرس الثوري ان جميع تحركات القواعد الامريكية في المنطقة وتحليق الطائرات الامريكية منها الى اسرائيل في دائرة رصدها ومراقبتها وانها رصدت عمليات ارسال القنابل الامريكية اليها .
التحذيرات الايرانية لهذا السلوك الامريكي المنحاز لاسرائيل ربما ترجمتها حتى الان على ارض الواقع اكثر من 19 عملية هجومية خلال الاسبوع الماضي لقوى المقاومة الحليفة لايران على قواعد امريكية في العراق وسوريا .
تعتقد ايران :
ان الاسرائيليين ليس لديهم القدرة على محاربة حماس واذا ارادوا ان يحاربوا برا حماس سوف تتحول غزة الى مقبرة لهم
اي حماقة اسرائيلية ستواجه برد حازم وحاسم من المقاومة
ضربة طوفان الاقصى استثنائية وغير متوقعة ومباغتة وقوية وان ردود الفعل الهيستيرية لاسرائيل وداعميها تظهر انهم فقدوا توازنهم العقلي واصبحوا في تخبط وارباك .
اسرائيل باتت ارض الاشباح والكوابيس وكل يوم يزورها مسؤول امريكي او غربي ليمنحها تنفسا اصطناعيا
ايران حاربت امريكا وتحدتها في كل الساحات
امريكا تراوغ وتريد ان تشتري الوقت لصالح اسرائيل من خلال دعواتها ومناشداتها وتحذيراتها الى اسرائيل من عدم اتساع رقعة الحرب وشن العملية البرية وتعمل من اجل توفير الفرص والظروف المناسبة لمساعدة اسرائيل للمضي بخططها العدوانية.
يبدو ان هناك حالة من عدم التنسيق بين نتنياهو وادارة بايدن وان نتنياهو يتعمد في توسيع نطاق الصراع وتوريط امريكا فيه
التصعيد الاسرائيلي الاخير على غزة هدفه ممارسة الضغط السياسي على المسار التفاوضي الجاري مع حماس في قضية الافراج عن 129 رهينة مدنية
ليس مهما لنتياهو ماذا سيحدث في حال اندلاع الحرب الاقليمية وربما انه يريد ان ينتقم من الشارع الاسرائيلي ايضا الذي يطالبه اليوم بوقف الحرب والاستقالة والاقالة وبالتالي يريد ان يقول من دوني لاوجود لاسرائيل .
من هنا تحذر ايران ادارة بايدن من مغبة الانجرار وراء اي مغامرة لنتنياهو وهي في نفس الوقت توصي جبهة المقاومة بضبط النفس وعدم التعاطي مع نتنياهو بالطريقة التي يريدها هو.
حزب الله يعكف حاليا على التقيد بقواعد الاشتباك مع اسرائيل الا ان الاخيرة تصعد من الاشتباك مما يجبر حزب الله على الرد بالمثل .
المنطقة اليوم على كف عفريت وبرميل بارود والوضع خطير .
هناك كوابح وروادع لها تاثير في رباطة الجاش لدى ايران ومحور المقاومة اهمها :
صيانة الامن والسلم الدوليين في منطقة الخليج القلب الاقتصادي والصناعي للعالم وبالتالي لاترغب ايران باشتعال الوضع لان هناك دولا وقوى صديقة هي سوف تتضرر.
الرادع الثاني ان ايران تعي الظروف التي تمر بها ادارة بايدن وبالتالي تسعى لان لاتكون البادئة في اية حرب .
ايران حريصة على حفظ الانجاز الاستراتيجي والتاريخي لعملية طوفان الاقصى وهي تعلم ان اسرائيل ما بعد هذا الطوفان ليست كما من قبلها وسوف تهجرها غالبية المستوطنين لانها تحولت الى ارض غير امنة لا تطاق .