سيادة المطران عطا الله حنا في حديث حول موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان : ” الفلسطينيون متمسكون بحق العودة وريثما يتحقق هذا المطلب العادل نتمنى ان يُعاملوا بإنسانية”

0

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا ندعو المرجعيات الدينية والسياسية في لبنان الى احترام خصوصية اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان والذين لجأوا اليها اثر نكبة الشعب الفلسطيني وهم ضيوف في لبنان حتى يتمكنوا من العودة الى وطنهم وهم متمسكون بحق العودة ولن يقبلوا بديلا عن فلسطين .
لن يتخلى اي لاجىء فلسطيني في مخيمات لبنان او في غيرها من الاماكن عن انتماءه لوطنه الام فلسطين ، هذه القضية التي هي قضية العرب الاولى كما انها قضية كافة احرار العالم ولذلك وجب دوما على المرجعيات الدينية والسياسية في لبنان كما وفي مشرقنا العربي الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية ورفع الصوت عاليا للمطالبة بحل عادل لهذه القضية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق امنياته وثوابته الوطنية وفي مقدمتها حق العودة .
ان التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين هو واجب انساني واخلاقي وروحي ذلك لان قيمنا الايمانية تدعونا دوما للانحياز الى جانب المظلومين والمطرودين والمعذبين والمهمشين والمستهدفين ولذلك فإننا نتمنى من اخوتنا في لبنان ان يتعاطوا مع اللاجئين الفلسطينيين انطلاقا من القيم الانسانية والاخلاقية النبيلة التي يجب ان نتمسك بها جميعا وانطلاقا من انتماءنا العربي الواحد باعتبار قضية الشعب الفلسطيني هي قضية العرب الاولى .
اذا ما كانت هنالك اخطاء ترتكب في المخيمات الفلسطينية في لبنان واذا ما كان هنالك ارهابيون يدخلون او يخرجون منها واليها فلا يجوز تعميم هذه الظاهرة على كافة اللاجئين الذين هم بغالبيتهم الساحقة ضحية الارهاب وضحية الظلم التاريخي الذي لحق بهم كما انهم ضحية هذه المأساة التي نسميها النكبة الفلسطينية التي جعلت الفلسطينيين يتركون وطنهم عنوة على امل ان يعودوا اليها في يوم من الايام .
بدل من ان يقوم البعض بالهجوم على اللاجئين وانتقادهم بطريقة غير موضوعية نتمنى من هؤلاء بأن يساهموا ويساعدوا بحل القضية الفلسطينية وان يتواصلوا مع الجهات العالمية والغربية وغيرها للمطالبة بإنهاء المأساة الفلسطينية وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا بما في ذلك عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم .
ان اللاجئين الفلسطينيين يتوقعون من اخوتهم في الانتماء الانساني اولا وفي الانتماء العربي ثانيا ان يكونوا الى جانبهم في محنتهم وان يحاولوا تخفيف وطأة اللجوء على حياتهم واتخاذ مبادرات انسانية عملية لمساعدة هؤلاء اللاجئين الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة في وضع اسوأ من العالم الثالث .
ان كنائس المشرق العربي كما والمرجعيات الدينية الاسلامية يجب ان تبقى دوما منحازة الى قضايا الامة وفي مقدمتها قضية فلسطين .
وظاهرة الارهاب التي تعصف بمشرقنا العربي تحتاج الى تظافر الجهود والى مزيد من اللحمة الاسلامية المسيحية والتعاون الوثيق بين المرجعيات الدينية بهدف سحب البساط من تحت ارجل اولئك المتآمرين على امتنا وقضايانا ووحدتنا وثقافة العيش المشترك القائمة في بلداننا .
نحن لسنا بحاجة الى اثارة فتن جديدة فيكفي ما حل بنا من نكبات ونكسات ولعل النكبة الكبرى هي ما يحدث اليوم في مشرقنا العربي من تدمير للصروح التاريخية والحضارية والانسانية والروحية ومن اثارة للنعرات المذهبية والطائفية والعمل على تفكيك المفكك وتجزئة المجزء .
ان هذه المرحلة العصيبة التي نمر بها بحاجة الى اناس حكماء يتحلون بالوعي والاستقامة والوطنية الصادقة ، نحن بحاجة الى رجال يقولون كلمة الحق حتى وان ازعجت هذه الكلمة بعض السياسيين .
نتمنى من اخوتنا في لبنان ان يتفهموا معاناة شعبنا فنحن نحب لبنان ونتمنى له الامن والسلام، والخير الذي نتمناه لفلسطين نتمناه لكافة الاقطار العربية .
نتمنى من كافة المسؤولين الدينيين والسياسيين في لبنان وفي منطقتنا العربية بان يكونوا مع شعبنا في محنته ، فكفانا آلاما وجراحا ومعاناة وظلم ، وبدل من الهجوم على اللاجئين الفلسطينيين وتحميل الفلسطينيين مسؤولية ما حل بلبنان من احداث وجب التضامن مع شعبنا الفلسطيني ومؤازرته ورفض السياسات الاسرائيلية الاحتلالية التي تستهدف شعبنا بكافة مكوناته .
ان المكان الذي يجب ان يكون فيه مسيحيوا مشرقنا العربي هو في صدارة المشروع النهضوي العربي ، وان ضمانة مستقبل المسيحيين في هذا المشرق هي مقرونة ببقاءهم في قلب العروبة وفي طليعة حركات التحرر ومواجهة الاحتلال والاستعمار .
اننا نرفض التطاول على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي غيرها من الاماكن من اي جهة دينية او سياسية .
الفلسطينيون متمسكون بحق العودة ولكن ريثما يتحقق هذا المطلب العادل نتمنى من الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين معاملتهم بانسانية وتوفير الحياة الكريمة لهم ومساعدتهم .

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار