حركة “حماس″ ربما تقترب اكثر من محور ايران و”حزب الله” بعد انتخاب السنوار المتشدد زعميا لها في قطاع غزة.. عهد مشعل الذي اتسم بالمرونة والتنسيق مع السلطة اوشك على نهايته.. وكتائب القسام باتت صاحبة اليد العليا

0

راي اليوم : فوز السيد يحيى السنوار زعيما لحركة المقاومة الإسلامية “حماس″ في قطاع غزة بنسبة كبيرة من الأصوات،قد يعني نهاية عهد السيد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة الذي اتسم بالمرونة والدبلوماسية والحلول الوسطية، وصعود التيار الجهادي المتشدد الذي يتبنى سلاح المقاومة، ويرفض أي تنازلات سياسية لدولة الاحتلال، والانفتاح بشكل اكبر على معسكر “الممانعة”، وايران و”حزب الله” على وجه الخصوص.
ما يعزز هذا الانطباع حالة الرعب والقلق التي تسود الأوساط الإسرائيلية فور اعلان فوز السيد السنوار، وعبر عن هذا الرعب يوفال شتاينتش، رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة، الذي قال “المواجهة قادمة مع حركة “حماس″.. المسألة مسألة وقت.
السلطات الإسرائيلية تعرف هذا الرجل جيدا، فقد قضى 23 عاما اسيرا خلف قضبان معتقلاتها، وكان مسؤولا عن تصفية 12 من عملائها في قطاع غزة، وساهم في تأسيس جناح الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري للحركة، واشرف بنفسه على تشكيل جهاز “المجد” الأمني الذي أعاد الامن، وقضى على فوضى السلاح وتسلط العشائرية في قطاع غزة.
السيد السنوار ابن مخيم خان يونس واللاجيء من مدينة المجدل، يؤمن بتحرير فلسطين من البحر الى النهر، وحق العودة حق مقدس بالنسبة اليه، ويحظى بإحترام كبير جدا في أوساط قيادة كتائب القسام وكوادرها المقاتلة، ويرى ان خطف الجنود الإسرائيليين الطريق الأقصر للافراج عن زملائه المعتقلين في سجون الاحتلال.
الذين يعرفون السيد السنوار عن قرب يلهجون بخصاله الوطنية العالية جدا، وصلابته في الموقف السياسي المتشدد، وتواضعه الجم، والحياة البسيطة المتقشفة التي يعيشها، ويتوقعون ان يكون عهده في القيادة انعكاسا لشخصيته ومواقفه وارثه الجهادي العريق.
حركة “حماس″ فقدت الكثير من شعبيتها، حسب راي الكثير من المراقبين في قطاع غزة، عندما مالت اكثر الى “المرونة”، وانخرطت في مفاوضات مصالحة مع السلطة في رام الله، لم تمنع الأخيرة في المضي قدما في مفاوضاتها وتنازلاتها وتنسيقها الأمني مع دولة الاحتلال، والاقتراب اكثر من ما يسمى بمحور الاعتدال العربي، وانتخاب السيد السنوار رئيسا لها في قطاع غزة، والسيد خليل الحية نائبا له، وتعاظم دور السيد روحي مشتهى في المكتب السياسي، كلها مؤشرات تأتي لتعكس محاولة جادة لاستعادة هذه الشعبية او معظمها، وإعادة الحركة الى ينابيعها ومنطلقاتها الأولى.
ان وضع السيد السنوار، الى جانب السيدين محمد ضيف وروحي متشهى على قائمة الإرهاب الامريكية، لا نعتقد انه سيخيف الرجل، بل ربما يعتبره وزملاؤه نوعا من التكريم فالرجل لم يغادر قطاع غزة الى أي دولة في الخارج، الا نادرا، كما انه لا يملك أي أموال او ثروات في بنوك أمريكا والغرب حتى تتعرض للمصادرة.
انتخاب السيد السنوار يمثل “حركة تصحيح” لمسيرة “حماس″، ودخولها مرحلة سياسية تقدم “الجهاد” على السياسة، في نظر الكثير من المراقبين والخبراء، ومن غير المستبعد ان تتبلور ملامح هذه المرحلة الجديدة بعد اكتمال انتخابات المكتب السياسي وقيادته في شهر نيسان (ابريل) المقبل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار