رسالة اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة بمناسبة الذكرى «52» لانطلاقة حركة فتح، انطلاقة العاصفة

0

رسالة اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة بمناسبة الذكرى «52» لانطلاقة حركة فتح، انطلاقة العاصفة
انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة
* ذكرى انطلاقة الحركة، ذكرى وطنية كفاحية، ليوم مجيد في تاريخ الشعب الفلسطيني المقاوم، فلقد جسدت في ميلادها عنفوان شعب انتصب واقفاً شامخاً من تحت الرماد والأنقاض، فسار منتصب القامة، ومشى مرفوع الهامة على درب الثورة والكفاح المسلح.
* الكفاح المسلح وحرب الشعب طويلة الأمد سبيل شعبنا لحماية قضيتنا الوطنية من براثن التصفية، وسبيله للبقاء والوجود، وسبيله لطرد الغزاة والمستوطنين وهزيمة المشروع الصهيوني.
* أكدت فتح في انطلاقتها في 1/1/65، على هدف تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، وبهذا تكرست كحركة تحرر وطني، وحركة الشعب الفلسطيني في نضاله المعاصر.
* المرحلة التي يخوض غمارها الشعب الفلسطيني لا زالت مرحلة تحرر وطني تستدعي تحشيد طاقات شعبنا ورص صفوفه وبناء وحدة وطنية حقيقة راسخة على قاعدة إستراتيجية وطنية، ورؤية كفاحية، وبرنامج وطني عماده المقاومة، ونبذ كل أوهام التسويات والحلول مع الغزاة الصهاينة.
* سورية العربية الشقيقة تكتب اليوم صفحات انتصار سيتلوها صفحات جديدة حتى ينهزم الارهاب وتنهزم مخططات معسكر الأعداء، فانتصار سورية هو انتصار لمعسكر الصمود والمقاومة في الأمة، وانتصار لفلسطين.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل..
يا أحرار وشرفاء الأمة العربية والإسلامية المجيدة..
يا أبناء فتح… يا ثوار العاصفة البواسل..
أيها الوطنيون المقاومون، رفاق الدرب في فصائل المقاومة الفلسطينية..
تغتنم اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة، مناسبة حلول الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة حركة فتح وقواتها العاصفة البواسل في الأول من كانون الثاني 1965، وتتوجه إليكم بأطيب تحياتها وتبريكاتها وترجو للجميع عاماً ميلادياً جديداً يحمل بشائر النصر لشعبنا والعزة والكرامة لأمتنا المكافحة، والتقدم والانتصار لقوى المقاومة والصمود في الأمة، والقوى المناهضة للإمبريالية والاستعمار والصهيونية ولكل أشكال الغطرسة والعدوان والهمجية والعنصرية البغيضة في العالم أجمع.
وتستحق هذه المناسبة الوطنية الكفاحية الاحتفاء بها في كل عام، فلقد كانت ولا تزال عنواناً وتاريخاً مميزاً، وواقعاً نضالياً كفاحياً لمسيرة نضال الشعب الفلسطيني، وفي مسار قضية فلسطين برمتها، بعد أن طالها الطمس والتغييب، وفي مسار الحقوق الوطنية الفلسطينية التي طالها الهدر والتبديد، وفي مسار الشخصية الوطنية الفلسطينية التي طالها التعتيم والضياع، فجاءت الانطلاقة في الأول من كانون2 عام 1965، لتخرق جدار الصمت الذي لف قضية فلسطين، ولتنقل جماهير شعبنا من واقع التشرد واللجوء، واقع الانتظار والحيرة، إلى حالة امتلاك زمام المبادرة وتنظيم الصفوف والنهوض والمقاومة، ولقد تحقق هذا كله بإرادة وطنية حقيقية عبر عنها الشعب الفلسطيني بعدما فشلت سنوات النكبة والتشرد واللجوء من انتزاعها وكسرها.
يا جماهير شبعنا الفلسطيني المناضل..
يا أبناء فتح.. يا ثوار العاصفة البواسل..
يطل علينا هذا العام، وعلى شعبنا وعلى أمتنا، وسط تحديات خطيرة لازالت تتعاظم، ومخاض تسوده الفوضى ويتلاعب به الطامعون، فتنبري القوى الاستعمارية الغاشمة مستخدمة أيادي شريرة، وأجهزة أمنية معادية لبث الفرقة والفتنة بين أبناء الأمة الواحدة، ليسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم في التجزئة والتفتيت وبسط السيطرة والهيمنة والنفوذ، ويتواطئ معهم حكام عرب اندمجوا في المشروع الصهيوني، يوجهون سهامهم المسمومة صوب معسكر الصمود والمقاومة في الأمة، وصوب قضية فلسطين في محاولة ومسعى بائس للتخلص منها وتصفيتها تصفية نهائية.
لقد استغل العدو الصهيوني جملة الظروف السائدة، فأمعن في استكمال مشروعه الاستيطاني التهويدي، وأطلق العنان لقطعان المستوطنين ليمعنوا قتلاً وتدميراً لكل مقدرات شعبنا، فلقد وظف العدو جملة الظروف العربية والإقليمية والدولية، والحرب التي جرى شنها على معسكر الصمود والمقاومة وعلى الأمة جمعاء تستهدف وحدتها وهويتها وحضارتها، واستهدفت على نحو خاص سورية العربية الشقيقة لضرب وحدتها أرضاً وشعباً، والعمل على تقسيمها وتجزئتها، وبث الفتنة بين أبنائها عقاباً لها على مواقفها الوطنية والقومية وعلى تمسكها بوحدة الأمة، وبقضية فلسطين كقضية مركزية لها، ولاحتضانها خط ونهج المقاومة ودعمه ومساندته سواء في لبنان أو فلسطين أو في مواجهة الاحتلال الأميركي للعراق.
ويزيد من حدة المخاطر المحدقة بقضيتنا الوطنية اصرار فريق فلسطيني «فريق السلطة» على مواصلة نهج المفاوضات واللهاث وراء أوهام التسويات وتقديم المزيد من التنازلات، وملاحقة المقاومة والمقاومين، والتعاون الأمني مع أجهزة العدو الأمنية، ويذهب هذا الفريق في نهجه المدمر إلى إسدال التراب على مرحلة التحرر الوطني، وما ترتب على ذلك من إعادة صياغة حركة فتح –اللجنة المركزية، كحزب للسلطة كما جرى في مؤتمرها السابع المنعقد أواخر شهر تشرين2 في مدينة رام الله، الأمر الذي يُلحق بالساحة الفلسطينية أضراراً ومخاطر كبيرة تعكس نفسها على واقع ومستقبل منظمة التحرير الفلسطينية الذي يجري صياغة دورها في ترسيم مخططات ومشاريع التسوية «التصفية».
وعلى الرغم من ما اعترى النضال الوطني الفلسطيني، وساحتنا الفلسطينية من مخاطر كبيرة جراء اتفاق أوسلو المشؤوم، وكل ما ترتب عليه من مخاطر، إلا أن الحقيقة الساطعة تطل برأسها، فشعبنا يظل هو صاحب القضية، وصاحب الوطن وصاحب الحقوق، وهو الذي يتمتع بحس وطني عميق، وبتاريخ نضالي عريق، وبتراث كفاحي معمد بالدم والتضحيات، وطالما انبرى في المفاصل والمنعطفات الخطيرة في التحرك ورفع الصوت والانخراط في النضال لحماية قضيته الوطنية، ولقد جاء الحراك الشعبي الانتفاضي «انتفاضة الشباب» رداً على كل من يريد تصفية القضية وإنهاء النضال الوطني، وعلى كل محاولات الاخضاع والتطويع، ورداً في الوقت نفسه على العدو الصهيوني الذي فاجئه الحراك على يد جيل جديد يرفض الاحتلال شكلاً ومضموناً، جيل لم تقنعه أوسلو ولا أوهام المفاوضات ولا البحث عن حلول وتسويات، جيل أدرك بالفطرة أن الشعب الذي لا يقاوم الاحتلال يذوب فيه، جيل أدرك أن المقاومة هي أهم إشارات الحياة وأنها إرادة وحق الحياة والحرية، جيل امتشق الحجر والسكين وأخذ يطارد الاحتلال والمستوطنين ليعلن لكل العالم، أن الشعب الفلسطيني شعب مقاوم ومصر على مواصلة النضال والكفاح، ولن يستكين ولن يتوقف نضاله حتى طرد الغزاة والمحتلين وتحقيق أهدافه الوطنية كاملة في التحرير والعودة.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل..
يا أبناء فتح.. يا ثوار العاصفة البواسل..
لقد صمدت سورية وأفشلت مخططات العدوان بصمود شعبها وبسالة جيشها وثبات مواقف قيادتها القومية، وبفضل تحالفاتها الصائبة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والدور الهام الذي لعبتها المقاومة بقيادة حزب الله في لبنان، والدور الهام والمميز لروسيا الاتحادية الدولة الصديقة لسورية، في تعزيز صمودها.
صمدت سورية أكثر من خمس سنوات في موجهة الحرب الكونية الضارية التي تعرضت لها، وهي اليوم تكتب صفحات المجد والنصر، سيظل يتلوها صفحات وصفحات حتى ينهزم الإرهاب وتتكسر استهدافات معسكر الأعداء في تهديم الدولة الوطنية والجيش الوطني تمهيداً لتجزئتها وتفتيتها، ولقد جاء الانتصار الهائل في حلب مؤخراً ليجسد صفحة هامة واستراتيجية من صفحات العزة والمجد، وليشكل صفعة مميتة وهزيمة مدوية لمعسكر الأعداء.
لقد استباح الارهاب حلب كأدوات لمعسكر أعداء سورية والأمة، لتكون البقعة الاستراتيجية التي يبدأ منها تطبيق مشروع التفتيت والتجزئة ليس في سورية فحسب بل في أرجاء الوطن العربي، فجاء تحرير حلب من العصابات الإرهابية ليكون هزيمة مدوية لاستهدافات الحرب والعدوان، ولتكون لحظة تاريخية يتوقف عندها الزمن ليدخل التاريخ «مرحلة ما بعد تحرير حلب»، كما أكد على ذلك السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
لقد انتصرت حلب، وسورية كلها اليوم على أبواب النصر القادم، وانتصارها انتصار لمعسكر الصمود والمقاومة، وانتصار لفلسطين.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل..
يا أبناء فتح.. يا ثوار العاصفة البواسل..
إن اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة تؤكد اليوم وبهذه المناسبة على جملة من الموضوعات الوطنية تهتدي بها وهي تواصل النضال والكفاح، فهي تؤكد على ما يلي:-
* التمسك بالكفاح المسلح وحرب الشعب استراتيجية وليس تكتيك، فهو الأسلوب الأساس لاستعادة ما اغتصب من الوطن وتحرير كل بقعة محتلة من وطننا فلسطين، فخط المقاومة وممارسة الكفاح المسلح أثبت نجاعته وجدواه في إجبار العدو على التقهقر والاندحار وهزيمة نظرياته العسكرية والأمنية وقدرته على إدامة الاحتلال.
* العمل الحثيث على تصعيد المقاومة، ورفد الحراك الانتفاضي «انتفاضة الشباب» لمواجهة التهويد والاستيطان، واستنزاف العدو وضرب أمنه واستقراره، والعمل مع كافة القوى الوطنية على تعزيز صمود شعبنا، وتطوير الحراك الانتفاضي باتجاه انتفاضة شعبية شاملة لدحر الاحتلال والاستيطان.
* مواصلة الدفاع عن مخيمات شعبنا في سورية التي استباحها الارهاب، صوناً لها وحفاظاً على خصوصيتها ورمزيتها، ولما تمثله من عنوان نضالي لأنبل حقوق شعبنا ألا وهو حق العودة.
* مواصلة العمل مع فصائل المقاومة الفلسطينية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وضمان أمن واستقرار المخيمات، ومنع أي تلاعب وعبث فيها، والحرص على السلم الأهلي في لبنان، وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية، ومطالبة الحكومة اللبنانية بمقاربة الوضع الفلسطيني بكل جوانبه السياسية والاجتماعية والإنسانية والقانونية والأمنية وإقرار الحقوق المدنية لشعبنا في لبنان تعزيزاً لصموده بانتظار عودته إلى وطنه وأراضيه ودياره.
* تعزيز التلاحم مع معسكر الصمود والمقاومة في الأمة، مع سورية العربية الشقيقة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمقاومة الباسلة في لبنان بقيادة حزب الله ومع كل الأحرار والشرفاء في أمتنا الذين يناهضون التطبيع والاختراق الصهيوني ويؤكدون على مركزية قضية فلسطين في نضالهم.
يا أبناء فتح… يا ثوار العاصفة البواسل..
ليكن هذا العام الجديد من أعوام الثورة والنضال، عام للتصدي، وتصعيد المقاومة لإفشال مشاريع ومؤامرات التصفية.
ليكن هذا العام الجديد عام تعزيز صمود شعبنا وتطوير الحراك الانتفاضي باتجاه انتفاضة شعبية في أرجاء الوطن السليب.
تحية لجماهير شعبنا الفلسطيني المناضل في عموم فلسطين وفي ساحات اللجوء والتشرد والمنافي.
تحية للأسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني وعهداً لهم أن تظل مهمة تحريرهم من الأسر ومعسكرات الاعتقال واجباً ونهجاً وفعلاً كفاحياً لا يتوقف.
المجد والخلود لشهداء شعبنا، وشهداء ثورتنا، وشهداء أمتنا، لشهداء سورية من عسكريين ومدنيين، لشهداء المقاومة في لبنان.
وإنها لثورة حتى النصر

اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة
في 1/1/2017

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار