الشهيد القائد عبد الحي الخطيب (أبو الحسن) …صهيل الروح من أجل طهر الأرض السرمدي…وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر…في ذكراك أبا الحسن….

0

الشهيد القائد عبد الحي الخطيب (أبو الحسن) …صهيل الروح من أجل طهر الأرض السرمدي…وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر…في ذكراك أبا الحسن….

بقلم رشا عبد الحي الخطيب

هو عبد الحي ،عندما يبتسم ،تبتسم الأرض لثغره ،وإسمه تبصر من ثناياه ملامح التاريخ الأنقى ، لتخبرنا بأن أبا الحسن قد جاء فقوموا هيا وابتسمو،انهضوا وامتشقوا السلابقلم رشا عبد الحي الخطيبح ،سيروا حيث مواكب الدم ،ورائحة العشقِ ،فنحو القدس شهداءً سنمضي ، وخلفه ترانيم الصباح ،حيث بوابة المجد وجبال الأرض وملح الفجر…. حيث الله والنصر والتحرير…
ميلاد الشهيد
عبد الحي الخطيب مواليد 3/1/1958في مدينة اللاذقية /سورية ،ينتمي لأسرة فلسطينية مجاهدة من”بلد الشيخ” مدينة حيفا المحتلة عام 1948 م .نشأ على حكايات التهجيروعلى حرقة الوطن السليب، وقصص الشهداء، وعذابات الأسرى، ومعاناة اللاجئين، وحلم العودة والتحرير،ونما في داخله عشق فلسطيننا الطاهرة أرض السلام والنور، سكنت فلسطين قلب وعقل القائد كغيره من أبناء جيله كان يسمع عن مجازر بحق الشعب الفلسطيني، تدنيس الأقصى، فأبى إلا أن يقاوم ويجاهد لتحرير أرضه من محتل غاشم، فأعد نفسه ليوم الشهادة ، وتلقى الشهيد تعليمه ، في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث لللاجئين في اللاذقية ،سافر بعدها للعراق وبدأ دراسته الجامعية فيها ، بعدها انتقل إلى بيروت ليكمل دراسته في جامعة بيروت العربية .

حياته الاجتماعية

الشهيد عبد الحي هو الابن الأكبر في عائلة مكونة من أب وأم ، شقيقان وشقيقتان ،كان لهم مثالاً للأخ المتفاني المعطاء الحنون ،وسنداً لهم في أحلك الأوقات .

وليكتمل عشقه لفلسطين التقى بنصفه الآخر جنوبية لبنانية الجنسية فلسطينية الهوى ،تزوجا بالأول من آذار سنة 1981،وجمعهم حب فلسطين والجهاد في سبيلها ، فكانت هي بوصلتهم ..

أنجب أربعة أبناء ولدين وابنتين ،عانقت عيناه ثلاثة منهم كان لهم نعم الأب والصديق والقدوة، زرع فيهم التمسك بأرضهم وحقهم والمضي في طريق المقاومة وبذل الغالي والرخيص فدوة لفلسطين كل فلسطين ، أما الرابع الذي كان ينتظر لحظة قدومه بفارغ الصبر مختاراً له اسم “أحمد” ولكن أسمه قد كتب في السماء لأنه لم ير النورإلا بعد استشهاد والده بعشرة أيام ، كان الفتى الوليد رائع الجمال فسميي باسمه عبد الحي عبد الحي الخطيب.. فكانت ولادته بمثابة اليد التي تومئ واللسان يقول: وداعاً أبا الحسن ….بينما القلب يقول: أهلاً عبد الحي ..ليبقى اسمه حاضراًراسخاً في قلوب وحناجر كل من عرفه وأحبه

حياته الجهادية

بدء حياته السياسية بانضمامه لصفوف الجبهة الشعبية –القيادة العامة سنة 1974م في منطقة اللاذقية . بعدها أصبح مسؤول اتحاد الطلبة الفلسطينين في بيروت ،عُين 1981م مسؤول منطقة برج البراجنة ،خاض معارك مع المجاهدين في حصار اسرائيل على لبنان 1982م ،شارك في معارك مثلث خلدة ، غادر بيروت مع قافلة المقاتلين في آب 1982م بالبواخر متجهين إلى سواحل طرطوس بعدها ومن ثم اللاذقية ، انتقل القائد عبد الحي إلى دمشق 1983 ليستلم مسؤول العلاقات العربية في الجبه الشعبية القيادة العامة ،يعتبر دوره مهماً جداً في توطيد العلاقات الخارجية في الجبهة مع كل قوى حركات التحرر العربية و العالمية، كما تسلم مسؤولية شؤون الطلاب الفلسطينين في أوروبا الشرقية ، كانت علاقته مميزة مع الطلاب يحاول مساعدتهم وتأمين كل متطلباتهم ، رعاهم كأبٍ حنون رغم صغر سنه ،فكان نضجه ووعيه أكبر من سنين عمره. هكذا وصفه الدكتور” بسام رجا” وهو من عايشه في تلك الفترة حيث كان طالبا في بولندا ،كان الشهيد عبد الحي يقيم ندوات ومحاضرات للطلبة الفلسطينين في أوروبا الشرقية لزرع ثقافة المقاومة وترسيخ الفكر الجهادي في نفوسهم وعقولهم و أن فلسطين باقية مابقيينا .

عُين معاون مسؤول دائرة العلاقات الخارجية والدولية، واستطاع أن يُنشأ علاقات طيبة وواسعة مع جمعيات صداقة أوروبية-فلسطينية وكانت له محاضرات عديدة في دول أوروبا لترسيخ هذه العلاقة ،وإيصال صوت ومظلومية الشعب الفلسطيني ، وإظهار حقهم بالعودة الناجز والحتمي ،وتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها .كان يطمح في تلك الفترة لترسيخ العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية لإيمانه بأهمية دور الجمهورية وخاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية وطرد السفير الإسرائيلي وفتح أول سفارة لفلسطين ،وبأن هذه الثورة تنصر المظلوم وتؤمن بمظلومية الشعب الفلسطيني .

شارك بتكليف من رفاقه في وفد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عام1984 ،ليطلع على مجريات الدورة جديدة من المجلس الوطني في الجزائر.

كما كلف بعدة مهام سرية خلال حرب الخليج الأولى بتكليف من القيادة العامة

تحدث الدكتور” نبيل أبو خاروف ” أمين عام جبهة القومية الفلسطينية للعودة وهو من أصدقاء الفقيد أن الشهيد عبد الحي كان يرى أن صراعنا مع الكيان الصهيوني صراع وجود لا حدود ، وأن نصرنا لا يـأتي إلا بالنضال .

ارتقى الشهيد القائد عبد الحي الخطيب “أبا الحسن” في 30أيلول 1992 بعد أن أنهى مهمة كلف بها في لبنان ، اثناء طريق عودته لدمشق ….ربما غاب الشهيد القائد جسداً لكنه اثبت حضورا في العقل والوجدان والميدان قيماً ومثلاً وأنموذجاً فريداً لن تغيب شمسه بل سيتأبد صهيل طموحه لأنه من النوع الفلسطيني الذي لا يعرف إلا التمرد ولن تهدأ روحه إلا في معانقة تراب الأرض للطهر السرمدي

سلام الله عليك ، وإننا على العهد باقون….

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار