خفايا مباحثات صفقة الأسرى في الدوحة: فيتو “إسرائيلي”على إطلاق سعدات ومروان وعبد الله البرغوثي..واشنطن تُلقي بكامل ثقلها للتوصّل لصفقةٍ تشمل وقف إطلاق النار وترفض سماع “لا”وعودة جيش الإحتلال لمستشفى الشفاء تؤكِّد فشل الاحتلال وانتصار حماس..

خفايا مباحثات صفقة الأسرى في الدوحة: فيتو “إسرائيلي”على إطلاق سعدات ومروان وعبد الله البرغوثي..واشنطن تُلقي بكامل ثقلها للتوصّل لصفقةٍ تشمل وقف إطلاق النار وترفض سماع “لا”وعودة جيش الإحتلال لمستشفى الشفاء تؤكِّد فشل الاحتلال وانتصار حماس..

الناصرة-من زهير أندراوس:
كشفت مصادر أمنيّة وسياسيّة في كيان الاحتلال النقاب عن أنّ إسرائيل وضعت فيتو على إطلاق سراح القادة أحمد سعدات، الأمين العّام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، ومروان البرغوثي، وعبد الله البرغوثي، الذي يُعتبر صاحب أطول عقابٍ بالسجن في العالم، بالإضافة إلى عددٍ من أصحاب المحكوميات العاليّة، وفق ما نقلته صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة اليوم الثلاثاء عن المصادر.

يُشار في هذا السياق إلى أنّه في السادس من شهر آذار (مارس) الماضي انفردت (رأي اليوم) بنشر وثيقةٍ حصريّةٍ تشمل المطالب التي قدّمتها حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) من خلال ممثلها خليل الحيّة إلى وزير المخابرات المصريّة، عبّاس كامل، والتي شملت في بنودها جميع الطلبات، مع التشديد على أنّ الحركة لن تتراجع عن هذه المطالب، اليوم، وبعد انطلاق مباحثات الدوحة بدأ يتبيّن أنّ دولة الاحتلال بدأت بوضع العراقيل بهدف منع صفقة التبادل من الخروج إلى حيّز التنفيذ.
ومن بين المطالب التي وردت في الوثيقة: بعد الاسبوع الاول لوقف الحرب على قطاع غزة يشرع في عملية التبادل حيث لا تمانع حماس أنْ تكون على دفعاتٍ وبضماناتٍ دوليّةٍ، وألّا تنقض اسرائيل هذه الاتفاقيات. رفض مطلق لخروج أيّ أسيرٍ محررٍ بالصفقة خارج الأراضي الفلسطينية وكلٌّ يطلق سراحه في منطقته.
كما جاء في الوثيقة أنّه يجِب إطلاق سراح كلّ معتقلي صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم كسرًا للصفقة وعددهم 57 معتقلاً دون أنْ يكونوا جزءًا من الصفقة، وأنّ أسرى الداخل الفلسطينيّ والقدس العربيّة المحتلّة هم جزءٌ أساسيٌّ من الصفقة ولا تقبل حماس فيتو اسرائيليّ على هذا المعيار.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، فإنّ حماس وفصائل المقاومة ستقدم اسماء الدفعة من الاسرى الإسرائيليين قبل 48 ساعة من تنفيذ الدفع ولا قوائم مسبقة لعدد الاسرى والجثث لأنّ عملية الإحصاء ستستغرق مزيدًا من الوقت في حال توقف الحرب.
كما أنّ حركة (حماس)، جاء في الوثيقة، ولأول مرّةٍ قدمت قائمة اسماء ليكونوا الدفعة الاولى لعملية التبادل وقد حددت على الشكل التالي: 160 معتقلاً من الاحكام العالية والقديمة وتبدأ القائمة بالأسماء التالية: مروان البرغوثي، أحمد سعدات، عبد الله البرغوثي، إبراهيم حامد وعبّاس السيّد.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ الورقة التي قدّمتها حماس من خلال خليل الحية تشمل بنودًا أخرى: وقف الحرب على غزه قبل اسبوع من بدء تنفيذ الصفقة. إقرار اسرائيلي واضح بالانسحاب من قطاع غزه مع ضمانات دولية بتحقيق هذا الانسحاب، وأنّه لا هدن انسانية تحت هذا المسمى بل وقف العدوان على غزة.
وعودٌ على بدء: الصحيفة العبريّة نقلت عن مصدرٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ رفيعٍ قوله إنّ المفاوضات في الدوحة انطلقت، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ عملية التفاوض ستكون طويلةً جدًا، وصعبةً ومعقدّةً، ولذا فإنّنا بحاجةٍ إلى الكثير من الصبر”، طبقًا لأقواله.
وأشارت المصادر بتل أبيب إلى أنّه في إسرائيل يخشون من التفاؤل الكبير الذي يسود أبناء عائلات الرهائن المحتجزين في غزّة. وكشفت الصحيفة العبريّة عن مصادرها الرفيعة النقاب عن أنّ التعليمات التي تلّقاها الوفد الإسرائيليّ من الكابينيت ومجلس الحرب تشمل الخطوط الحمراء، وأنّه في المحصلة العامّة لا تُلبي إسرائيل المطالب الأساسيّة التي قدّمتها حركة (حماس).
وشدّدّت المصادر على أنّ المسؤول عن ملّف الأسرى في جيش الاحتلال، اللواء نيتسان ألون، فضلّ عدم السفر إلى الدوحة بسبب التقييدات التي وضعتها الحكومة الإسرائيليّة أمام الوفد المفاوض، ونقلت عنه قوله في جلسات الكابينيت المُصغّر إنّ هذا الأمر يُهدِر فرصة التوصّل لصفقةٍ، ومن شأنه أنْ يُفشلها بالمرّة، طبقًا لأقواله.
وقالت الصحيفة العبريّة إنّه على النقيض من التقديرات الإسرائيليّة فإنّ واشنطن عبّرت عن تفاؤلها من التوصّل لصفقة تبادلٍ، ونقلت عن مصدرٍ رفيعٍ جدًا في الإدارة الأمريكيّة تقديره بأنّ الأطراف ستتمكّن من التوصّل لاتفاقٍ يشمل أيضًا وقف إطلاق النار على الرغم من العراقيل الكثيرة التي تعترض ذلك، وقال: “جميع الأطراف، إسرائيل، حماس، قطر ومصر يشعرون الآن بالضغط الأمريكيّ الكبير، ولن نُوافق على سماع كلمة لا”، على حدّ قوله.
في سياقٍ ذي صلةٍ أكّد مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ عودة الجيش الإسرائيليّ مستشفى الشفاء في غرب مدينة غزّة بعد مرور أربعة أشهرٍ على “تطهيره” تؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّ حماس ما زالت قائمةً وتُحارب في المناطق التي كانت أعلنت إسرائيل عن السيطرة عليها، وتحديدًا شمال قطاع غزّة، طبقًا للمصادر الأمنيّة التي اعتمد عليها.
ولفت المُحلِّل إلى أنّ كتائب الحركة في شمال القطاع تفككت، بيد أنّها عادت لتكون منظمةً من جديدٍ، وبالمُقابِل تعمل على إحكام سيطرتها على المنطقة، طبقًا لأقواله.
“رأي اليوم”-

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار