ندوة سياسية في الذكرى ال 50 لحرب تشرين على مدرج دار البعث تحت عنوان “السادس من تشرين وقفة عزّ وميدان شهادة

ندوة سياسية في الذكرى ال 50 لحرب تشرين على مدرج دار البعث تحت عنوان “السادس من تشرين وقفة عزّ وميدان شهادة”

 

دمشق – بسام عمار

بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية المجيدة أقامت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، ومؤسسة القدس الدولية- سورية، وفصائل المقاومة الفلسطينية محاضرة تحت عنوان “السادس من تشرين وقفة عز وميدان شهادة” على مدرج دار البعث بدمشق.

 

وأكد الدكتور صابر فلحوط أن المناسبة من أعظم وأفخر المناسبات التي نعتزّ بها، والتي يجب نقل أبعادها إلى الأجيال، إذ كانت حرباً عربية لتحرير فلسطين وحققت نتائج سياسية وعسكرية ونفسية وإعلامية مهمة على مختلف المجالات، واليوم من خلال هذه الندوة نريد التعريف بها وبالنتائج التي تحققت من خلالها.

 

بدوره، المدير العام لمؤسسة القدس الدولية- سورية، الدكتور خلف المفتاح، أشار إلى أهمية إحياء الرموز الوطنية والتاريخية للأمة وللوطن سواء أكانت معارك أم أشخاص أم مواقف أم إبداعات؛ لأنها ذاكرة الأمة وتكرار الاحتفالات بها ينشّط الذاكرة ويقوي الإنتماء ويعزّز الثقة بالنصر، ولا سيّما أن جيل الشباب اليوم يجب أن يعرف تاريخه كي يتشكل لديه الوعي، مشيراً إلى أنه من خلال معرفة وإدارك أهمية الحرب سنعي قيمتها التاريخية والعسكرية، والتي يجب أن نعتزّ بها لأنها أول حرب عربية ضدّ الكيان الصيوني شاركت فيها العديد من الدول العربية بأشكال مختلفة من الدعم، وكان الهدف منها استعادة فلسطين قبل الأراضي المحتلة الأخرى.. أي هي حرب من أجل الكرامة العربية وقرارها اتُّخذ منذ نكسة 1967، والعلميات الفدائية من بعد هذه النكسة لم تتوقف.

 

وبين أن خسائر العدو الإسرائيلي فيها كانت كبيرة جداً، وأن هذا العدو حاول من خلال مشاركته ودعمه للحرب الإرهابية على سورية الانتقام لانتصار تشرين.

 

وذكر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو صراع قومي للأمة العربية وليس نزاع، وبدون الدعم العربي لن يستطيع الشعب العربي الفلسطيني تحرير فلسطين.. وفصائل المقاومة تؤكد دائماً على أهمية التضامن العربي بشكل عام والترابط مع سورية بشكل خاص، والتي كانت ومازالت قاعدة الارتكاز الأولى لدعم المقاومة وتبنت القضية الفلسطينية، وعدتها قضيتها المركزية، وقدّمت الآلاف من أبنائها دفاعا عنها.

 

وبين أن نتائج الحرب على القضية الفلسطينية كبيرة، حيث كانت محطة مميزة لاستنهاض الوضع الفلسطيني وشكلت الأمل الجديد للشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، وشكلت الدرع الواقي لحماية القضية الفلسطينية من محاولات الدول الاستعمارية لتصفيتها.

 

وأكد أن سورية رغم الحرب الإرهابية التي تواجهها منذ عدة أعوام لم تتخلَّ عن دعم القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي يخشى اليوم من معركة متعدّدة الجبهات يقوم بها محور المقاومة القادر على تحقيق النصر.

 

وتحدث الرفيق الياس مراد عن دور الإعلام العسكري والمدني خلال الحرب، حيث كان دوره قبل الحرب حشد الجبهة الداخلية وراء القوات المسلحة، وإظهار حقّنا في تحرير الجولان والأراضي المحتلة وتعزيز العلاقات مع الإعلام العربي والدولي في حال وقوع الحرب والمتوقع حدوثها، بحيث يكون هناك تنسيق وتعاون وتكامل، مبيناً أنه عند وقوع الحرب كان الأساس الناطق العسكري، وتم تشكيل مجموعات من المراسلين الحربيين من قبل الإدارة السياسية وزّعت على المواقع العسكرية، وكانت تقوم بإجراء لقاءات مع الجنود، وبعدها تم إصدار جريدة باسم “التحرير” من قبل المراسلين كانت توزع بشكل يومي على الجنود ليروا بطولاتهم وبطولات زملائهم وإخوتهم على الجبهتين السورية والمصرية، واستمر الإعلام بدوره بعد توقف المعركة لجهة التعريف بأن العدو الإسرائيلي لم يلتزم بما يجب أن يلتزم به ضمن الاتفاق الخاص بايقاف الحرب، فاستمر الإعلام بعملية الحشد ورفع المعنويات وإظهار حقيقة العدو الإسرائيلي ومخططاته وأطماعه.

من جانبه، أكد الباحث اللواء حسن حسن على ضرورة التذكير بالنتائج التي حققتها حرب تشرين هذه الأيام لأن المعطيات تؤكد أن التفكير بالانتقام من سورية بدأ مباشرة بعد الحرب لأن سورية أصرت على الاستمرار بحرب الاستنزاف لمنع أمريكا وحلفائها من مصادرة نتائج الحرب لخدمة العدو الصهيوني وبدأت عمليات الاستهداف بأشكال مختلفة، لافتاً الى أن نتائج الحرب كبيرة جداً وكان قرار اتخاذ الحرب بحدّ ذاته نصر كبير قبل بدئها، ولا سيما بعد هزيمة حزيران وما تركته من نتائج سلبية على الصعيد العربي لجهة حالة اليأس وثقافة الهزيمة وحالة الإحباط والخوف والتردد، وبالتالي من أهم هذه النتائج الانتصار على عقد الخوف التي كانت تسكن المواطن قبل المقاتل، منوهاً بأن التخطيط للحرب كان من نقاط العظمة لها، حيث بدأ التخطيط لها قبل عدة أعوام من قيامها.

 

وتابع: إنه لم يكن أحد على الإطلاق يتوقع حدوثها، حتى من قبل قادة العدو الإسرائيلي الذين اعترفوا بعنصر المفاجأة، حيث كانوا يعيشون حالة أن جيش العدو لا يقهر، إلا أن تشرين حطمت هذه الأسطورة، مشدداً على أن الحرب الإرهابية على سورية انتقام لنصرها بحرب تشرين.

بعد ذلك قدّم الحضور مداخلات عن أهداف ونتائج حرب تشرين والدروس المستفادة منها.

 

بشار المحمد

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار