حركة جديدة”للهجرة اليهودية المعاكسة”لـ 26 دولةٍ غربيّةٍ.. كابوسٌ”إسرائيل”الأسود بسبب حكومة نتنياهو المتطرفة والعنصريّة والدّينيّة..صراعات العلمانيين والمتدينين تصل للذروة..

حركة جديدة”للهجرة اليهودية المعاكسة”لـ 26 دولةٍ غربيّةٍ.. كابوسٌ”إسرائيل”الأسود بسبب حكومة نتنياهو المتطرفة والعنصريّة والدّينيّة..صراعات العلمانيين والمتدينين تصل للذروة..

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
حركة يهودية تعمل وتدعو للهجرة إلى 26 دولةٍ تشمل: كندا، رومانيا، أوكرانيا، أستراليا، تايلاند، ألمانيا، اليونان، البرتغال، إسبانيا والولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
تُعتبر (الهجرة المعاكسة) من كيان الاحتلال إلى الدول الأوروبيّة وحتى الولايات المتحدّة الأمريكيّة من أخطر التحديات التي تُواجِه صُنّاع القرار في تل أبيب، لأنّ المشروع الصهيونيّ الاستيطانيّ قائم على بقاء الأكثريّة اليهوديّة في فلسطين التاريخيّة، علمًا أنّ الإحصائيات الإسرائيليّة الأخيرة تؤكِّد أنّ عدد اليهود والعرب في فلسطين التاريخيّة وصل إلى التعادل، حيث وصل عدد اليهود إلى سبعة ملايين، كعدد العرب تمامًا.
وتتعامل الدولة اليهوديّة مع ملف “الهجرة المعاكسة” بحساسية وحذر كبيرَيْن، ودائمًا ما تلجأ إلى إخفاء الأرقام الحقيقية لهجرة الإسرائيليين التي تضر بسمعتها ومشاريعها، لكن مراكز البحوث واستطلاعات الرأي ووسائل الإعلام غالبًا ما تفضح تلك الأرقام، ضمن سياستها وصراعاتها الداخلية الدائمة مع الأحزاب الحاكمة.
وفي هذا السياق، دعت وزيرة الداخلية الإسرائيليّة المنتهية ولايتها، آيليت شاكيد بعدم التسرع باتخاذ قرار الهجرة من إسرائيل، وذلك ردًا على دعوات أطلقتها مجموعات شبابية بالهجرة من دولة الاحتلال.
ودعت شاكيد، التي فشلت في الانتخابات الأخيرة باجتياز نسبة الحسم، في منشور عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك)، إلى منح الحكومة القادمة، أيْ حكومة بنيامين نتنياهو السادسة، فرصة لإثبات قدرتها على إدارة شؤون الدولة وضمان حقوقهم، على حدّ تعبيرها.
وفي مقابلة الوداع من الحياة السياسيّة بعد عقدٍ من الزمن، قالت شاكيد أمس الثلاثاء للقناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ إنّها تتفهّم خوف وخشية إسرائيليين من الحكومة القادمة، ولكنّها بالمقابل قالت إنّ الديمقراطيّة الإسرائيليّة قويّة وقادرة على صدّ الهجمات ضدّها، كما قالت للتلفزيون العبريّ.
وكانت مجموعات شبابية ناشطة في مجال التكنولوجيا المُتقدمة (هاي تيك) قد دعت إلى الهجرة من إسرائيل بسبب الخشية من تشكيلة الحكومة القادمة، والبنود التي تمنح صلاحيات للأحزاب الحريدية (الدينيّة المُتزمتة) وأحزاب الصهيونية الدينية، بقيادة الفاشيّ بتساليئيل سموتريتش، فيما يتعلق بطابع دولة الاحتلال ومنح أتباعهم مزايا ومخصصات تزيد من الأعباء على التيارات العلمانيّة، خصوصًا فيما يتعلق بالخدمة العسكرية ودفع الضرائب.، ولأوّل مرّةٍ في تاريخ إسرائيل وصل راتب طالب المعهد الدينيّ (يشيفاه) إلى أكثر من راتب جنديّ الاحتلال في إحدى الوحدات القتاليّة.
وكانت وسائل اعلام عبريّة أفادت قبل أسبوعيْن بأنّ حركة يهودية جديدة تحاول تجنيد عشرة آلاف إسرائيليّ لمغادرة الكيان بعد نتائج الانتخابات التي جرت في الفاتح من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وفي التفاصيل، ذكرت صحيفة (معاريف) الإسرائيليّة، أنّ مجموعة (نغادر البلاد سوية)، حدّدت الهدف الأول بنحو 10 آلاف إسرائيلي مهاجر، مضيفةً أنّ أحد رؤساء المجموعة، ينيف غورليك، كان ناشطًا مركزيًا في التظاهرات ضدّ بنيامين نتنياهو ويعتبر ناشطًا اجتماعيًا بارزًا ضدّ فرض الدين وتحويل الكيان إلى دولةٍ أرثوذكسيّةٍ تقوم على الدّين اليهوديّ.
ونقلت الصحيفة عن الناشط مردخاي كاهانا، وهو رجل أعمال إسرائيليّ أمريكيّ قوله: “بعد سنوات من تهريب اليهود من مناطق الحرب في اليمن وأفغانستان وسوريّة وأوكرانيا إلى إسرائيل، قررت مساعدة الإسرائيليين على المغادرة إلى الولايات المتحدة”.
ويعتبر كاهانا، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية، ناشطًا من بين مجموعة من الأمريكيين الإسرائيليين الذين خاضوا الانتخابات الأخيرة للكونغرس الصهيونيّ العالميّ، والتي حصلت في النهاية على عدد كافٍ من الأصوات لإرسال ممثل واحد إلى الكونغرس في إسرائيل.
وأضاف: “اعتقَدَ أعضاء الحزب الإسرائيليّ الأمريكيّ أنّني كنت متطرفًا بعض الشيء، وقلت لهم إنّ الوقت قد حان لتقديم بديل للحركة الصهيونية في حالة استمرّ تدهور الوضع في إسرائيل”، مضيفاً: “لا أريد أنْ تدمر بلادنا، ولكن ماذا سيحدث إذا دمرت؟“
ووفقًا لـ (معاريف) فقد تلقى كهانا عشرات الطلبات من الإسرائيليين للحصول على مساعدة في مجال الهجرة، وخاصة من أولئك الذين يديرون شركات تكنولوجيا صغيرة يرغبون في نقل مكاتبهم إلى الولايات المتحدة.
وقال حينها: “رأيت أشخاصًا في مجموعة واتس أب يتحدثون عن إسرائيليين يهاجرون إلى رومانيا أو اليونان، لكنني شخصيًا أعتقد أنّه سيكون من الأسهل عليهم الهجرة إلى الولايات المتحدة. لدي مزرعة ضخمة في نيوجيرسي وعرضت على الإسرائيليين الانضمام من أجل تحويل مزرعتي إلى مستوطنةٍ”.
وكتب كهانا أنّه “مع حكومة كهذه في إسرائيل، يجب على الحكومة الأمريكيّة أنْ تسمح لكلّ إسرائيليٍّ يمتلك شركة أوْ مهنة مطلوبة في الولايات المتحدة مثل أطباء أوْ طيارين، أنْ يهاجر إلى الولايات المتحدة”.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن كهانا يعتقد أن الشعب اليهودي لن يعرف أبداً كيف يحكم إسرائيل، ومصيره العيش في الشتات. وقال: تم تدمير الهيكل الثاني بسبب الكراهية التي تشبه ما يحدث في إسرائيل عام 2022″.
يشار إلى أن منسوب السجالات في إسرائيل ارتفع حول التبعات المتوقعة لتأليف الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، ولا سيما على الجيش الإسرائيلي والأوضاع في الضفة الغربية، في ضوء تولي رئيسَيْ حزبي الصهيونية الدينية وقوة يهودية، بتسلائيل سموتريتش وإيتمار بن غفير المتطرفَيْن حقائب وزارية ذات صلاحيات واسعة، وهي تمس وتيرة الاستيطان والأمور الحياتية اليومية للفلسطينيين في القدس والضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة فإنّ نشطاء من الحركة الجديدة فتحوا حساباتٍ على وسائط التواصل الاجتماعيّ من أجل المساعدة في تقديم الخدمات للإسرائيليين الذين ينوون الهجرة إلى 26 دولةٍ تشمل: كندا، رومانيا، أوكرانيا، أستراليا، تايلاند، ألمانيا، اليونان، البرتغال، إسبانيا والولايات المُتحدّة الأمريكيّة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار