معركة مخيم جنين.. 4 ساعات من ملحمة بطولية توجت باستشهاد 4 مقاتلين، وقوات الاحتلال تضطر للإنسحاب بعد وقوع إصابات في صفوفه .

معركة مخيم جنين.. 4 ساعات من ملحمة بطولية توجت باستشهاد 4 مقاتلين، وقوات الاحتلال تضطر للإنسحاب بعد وقوع إصابات في صفوفه .

كانت مدينة جنين ولا تزال رمزاً للبطولة والفداء، كما أصبح مجاهدوها كابوساً يلاحق المحتل في قلب كيانه، ولطالما خرج الاستشهاديون من المدينة الباسلة وأذاقوا الاحتلال الويلات والخوف.

فمن جديد يتكرر المشهد ويعود مخيم جنين إلى الواجهة عبر تقديم خيرة شبابه شهداء لمقارعة دولة الاحتلال المتغطرسة.

ومع كل يوم تودع جنين ثلة من أبطالها الذين يعملون ليل نهار من أجل كسر شوكة الاحتلال وتمريغ أنفه وكسر هيبته، وهي التي تثأر لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

فمع ساعات صباح يوم الأربعاء استفاقت مدينة جنين على اشتباك مسلح بين ثلة من المقاومين وجيش الاحتلال المدجج بالسلاح استمر أربع ساعات، ارتقى على إثرها أربعة شهداء من خيرة أبناء المخيم.

وأفاد شهود عيان فلسطينيون بأن نحو 30 آلية عسكرية إسرائيلية شاركت في اقتحام المخيم، وأن هذه القوات قصفت منزل عائلة حازم.

واستشهد الشهداء الأربعة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها أطراف مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، ومحاصرتها منزلًا كان يوجد فيه عبد خازم شقيق الشهيد رعد منفذ عملية شارع “ديزنغوف” في “تل أبيب” قبل نحو ستة أشهر.

وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الصباح ، منزلاً يعود لأقارب الشهيد خازم في مخيم جنين، قبل أن تقوم بمحاصرته، ما أدى إلى اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم.
وأكدت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة شارع مهيوب جنوب مخيم جنين، بالتزامن مع قصف منزل أحد أقارب عائلة الشهيد رعد خازم.

قوات الاحتلال تنسحب من مخيم ومدينة جنين

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الأربعاء، من مخيم ومدينة جنين شمال الضفة الغربية، بعد اقتحام استمر عدة ساعات نتج عنه أربعة شهداء وعشرات الإصابات.

“الجهاد الإسلامي”: دماء الشهداء لن تضيع هدراً

قال الناطق باسم حركة “الجهاد الإسلامي”، طارق سلمي، إنّ “ارتقاء الشهداء الأبطال جاء في ذكرى اقتحام (رئيس الوزراء الأسبق للاحتلال ارئيل) شارون للمسجد الأقصى قبل 22 عاماً، ليؤكد الشعب الفلسطيني أن مسيرة المقاومة ماضية مهما بلغت التضحيات”.

وشدد سلمي، في تصريح صحافي، على أنّ “إرادة المقاومة الفلسطينية لن تقبل الاستسلام، وستواصل تصديها لجرائم الاحتلال، وستواجه العدوان بكل إصرار، وهي متمسكة بسلاحها ونهجها الثابت”، مؤكداً أنّ “دماء الشهداء الأبرار لن تضيع هدراً، ومقاومة شعبنا المتصاعدة بقوة لن تتهاون أمام تلك الجرائم والاعتداءات الصهيونية التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.

“حماس”: عمليات الاغتيال في جنين لن تمرّ مرور الكرام

أكدّت حركة “حماس” أنّ عمليات الاغتيال “الجبانة” للشهداء في جنين “لن تمرّ مرور الكرام، ولن تجلب للعدو أمناً مزعوماً”، مشيرةً إلى أنّ “شعبنا الذي أعلن الاستنفار لحماية المسجد الأقصى المبارك وصدّ العدوان مستمر في مقاومته بكل الوسائل، وفاءً لدماء الشهداء، وانتصاراً لحقوقنا الوطنية”.

ونبهت في بيان إلى أنّ “دماء الشّهداء هي شعلة الغضب وفتيل الثورة المتصاعدة، حتّى دحر الاحتلال عن أرضنا”.

“فتح”-الضفة: للزحف نحو نقاط التماس

أكدت حركة فتح في الأقاليم الشمالية “الضفة الغربية”، أن جريمة الاحتلال في جنين “تصعيد خطير” يفتح أبواب معركة شاملة في ميادين المواجهة.

ودعت الحركة، في بيان صدر عنها، إلى “الزحف نحو نقاط التماس وفاء لشهداء جنين الأبطال، وتوحيدا لساحات المواجهة مع الاحتلال الذي يحاول الاستفراد بجنين وعزلها”، فيما شددت الحركة على أن اليوم هو “يوم غضب وتصعيد على كل نقاط الاشتباك، وإضراب شامل في كافة محافظات الوطن”.

الضفة الغربية تعلن الحداد على أرواح شهداء جنين

أعلنت معظم المحافظات في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأربعاء، حالة الحداد الشامل، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، استنكارًا لجريمة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة.

كما جرى تعليق الدوام في عدد من الجامعات، مثل جامعة النجاح في نابلس، وجامعة الخليل، وجامعة فلسطين التقنية خضوري في طولكرم، بالإضافة إلى وقف كل الفعاليات المتعلقة بمهرجان التسوق في نابلس والجوافة في قلقيلية.

وأكدت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس أن المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين “يجب ألا تمر مرور الكرام”، معلنة عن الإضراب الشامل لكلّ مناحي الحياة حدادا على أرواح الشهداء. ودعت اللجنة إلى التصعيد على كلّ نقاط التماس والمواجهة في المحافظة.