طلاق يهود أمريكا وإسرائيل.. الأدباء اليهود يتحدّثون بكتبهم عن زوال الكيان ويصِفون الإسرائيليّ القبيح بـ”شوكة بمؤخرة الأمريكيين” “إسرائيل شددت تمييز الفلسطينيين”.. “الجنود الذين حاربوا يصِلون أمريكا كمجموعة كذّابة وجشعة.

طلاق يهود أمريكا وإسرائيل.. الأدباء اليهود يتحدّثون بكتبهم عن زوال الكيان ويصِفون الإسرائيليّ القبيح بـ”شوكة بمؤخرة الأمريكيين” “إسرائيل شددت تمييز الفلسطينيين”.. “الجنود الذين حاربوا يصِلون أمريكا كمجموعة كذّابة وجشعة.

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
حتى أشّد الإسرائيليين تطرفًا وتزمتًا باتوا يعترفون بأنّ القطيعة بين كيان الاحتلال وبين اليهود في أمريكا، باتت خطرًا كبيرًا جدًا، لأنّ الظاهرة في ارتفاعٍ كبيرٍ، الأمر الذي يُنذِر بتأزم العلاقات بين الطرفيْن أكثر ممّا هي متأزمة، وبحسب تقريرٍ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّه في الفترة الأخيرة ازداد عدد الكتب التي تصدر بالولايات المتحدّة الأمريكيّة من قبل أدباء يهود أمريكيين، الذين وضعوا نصب أعينهم الإسرائيليّ القبيح هدفًا للمسخرة والتهكّم والاستهزاء، وهذا التطوّر، أوضحت الصحيفة، ليس جديدًا، ولكن في الفترة الأخيرة ارتفعت وتيرته، ويُشارك فيه العديد من الأدباء والكُتاب اليهود في أمريكا، على حدّ قول الصحيفة.
وطبقًا للصحيفة العبريّة، فإنّ “الكتاب الأخير من تأليف الأديب اليهوديّ الأمريكيّ جوشاع كوهين، هو الأخير آنيًا، في سلسلةٍ واسعةٍ من الأعمال الأدبيّة، التي تضع في المركز شخصية الإسرائيليّ القبيح، والذي يُعرَض كشوكةٍ في مؤخرة اليهود الأمريكيين”.
الصحيفة الإسرائيليّة أوضحت أنّه في عددٍ من الكتب البارزة، التي أصدرها أدباء يهود من أمريكا، تمّ تناول سيناريو زوال إسرائيل، ليس كمستقبلٍ فاسدٍ ومُتخيّلٍ، إنّما كنوعِ من الحلم والخيال، اللذان يمنحان أبطال الكتب فرصة الوداع بشكلٍ نهائيٍّ من المركز اليهوديّ في إسرائيل، كما قالت الصحيفة العبريّة.

علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أضافت الصحيفة العبريّة، يُواصِل الأدباء والكًتّاب اليهود في أمريكا وصف الإسرائيليين والصهاينة كأناسٍ يرون أنفسهم وبصورةٍ كبيرةٍ كمُهمّين ومُفضّلين، ويُلازمهم الشعور الجماعيّ بالفخر والاعتزاز بشكلٍ لا يتناسب بالمرّة مع الواقع، أيْ أنّ هذه الشخصية بعيدة عن واقعها المُعاش والحقيقيّ، وتقوم بتضخيم نفسها وأهميتها خارج نطاق السيطرة، كما أكّدت (هآرتس) العبريّة.
الصحيفة الإسرائيليّة شدّدّت في سياق تقريرها على أنّ الاهتمام بإسرائيل في الأدب الأمريكيّ لم يبدأ اليوم، ولكن مع ذلك، لم يحدث أبدًا في السابق، أنْ وصل اهتمام الأدب الأمريكيّ إلى هذا الوضع من الكثافة، ولم يُصبَغ الإسرائيليّ بملامح سلبيّةٍ كما في السنوات الأخيرة، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ كمياتٍ كبيرةٍ من المياه العكرة مرّت من تحت الجسر المتوتّر أصلاً بين يهود أمريكا وإسرائيل، طبقًا للصحيفة العبريّة.
بالإضافة إلى ذلك، أكّدت الصحيفة أنّ الكاتب والأديب جوشاع كوهين، قام أخيرًا بـ”تطوير” شخصية الإسرائيليّ القبيح وأوصلها إلى أرقامٍ قياسيّةٍ غيرُ مسبوقةٍ.
وأضافت أنّ كتابة الجديد (نتنياهوز)، هو ليس الإنتاج الأدبيّ الأوّل له عن الإسرائيليين بالولايات المتحدة الأمريكيّة، ففي كتابه السابق، الذي صدر في العام 2017 بالإنجليزية (Moving Kings)، قام بوصف حياة الجنود الإسرائيليين الذين حاربوا في قطاع غزّة ووصلوا إلى أمريكا لكي يستمّروا في فعل الأمور السلبيّة التي فعلوها ضدّ الفلسطينيين، لافتةً إلى أنّ الكتاب يعرِض مجموعةً مُنفرّةً تشمل شخصياتٍ كذابّة، جشعة، تتملكّها الشهوة لجمع الأموال، وهذه المجموعة، أضاف الكاتب اليهوديّ الأمريكيّ، تعمل كلّ ما في وسعها من أجل إخضاع المجتمع الذي تعيش داخله لكي تُحقق أهدافها الأنانيّة، على حدّ تعبير (هآرتس) العبريّة.

ورأت الصحيفة العبريّة في الخلاصة أنّه لا يوجد أدنى شكّ بأنّ كتب الأديب جوشاع كوهين والأدباء الآخرين يُعبّرون عن الابتعاد التدريجيّ لليهود في أمريكا من إسرائيل والإسرائيليين، وعلى نحوٍ خاصٍّ في الفترة التي كان فيها بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء، مُضيفةً في الوقت عينه إلى أنّه إذا كانت إسرائيل في الماضي غير البعيد تُعتبر دولة أخلاقٍ، والتي تجنح لإبرام السلام مع جيرانها، وحتى مع أولئك، الذين أرادوا القضاء عليها، فإنّ حقبة نتنياهو تُبشِّر بتغييرٍ في المجتمع الصهيونيّ في إسرائيل: النوايا لعقد السلام مع الجيران اختفت، وأكثر من ذلك، توقفت إسرائيل عن الجنوح لإنهاء الاحتلال، بل على العكس تقوم بتشديد وزيادة سياسة التمييز ضدّ العرب والفلسطينيين، على حدّ تعبير مُعّد التقرير.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار