الإعلام العبريّ ينفثُ سمومه ضدّ الشهيد أحمد جبريل بسبب الإخفاقات التي سببها للكيان..الصُراخ على قدّ الوجع..

الناصرة-من زهير أندراوس:

المُستشرِق الإسرائيليّ إيال زيسر: “برحيل جبريل انتهى الرعيل الأوّل من الـ”مُخرّبين”!!.. جبريل داس على الكيان وأطلق سراح 1150 أسيرًا وعملية الطائرات الشراعيّة ساهمت باندلاع الانتفاضة الأولى”.. “واصل النضال حتى يومه الأخير”

تناولت وسائل الإعلام العبريّة رحيل الشهيد أحمد جبريل، الأمين العّام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، وأغدقت عليه الأوصاف مثل المُخرّب والجزّار وألّذ أعداء الكيان، الأمر الذي يقطع الشكّ باليقين أنّ الرجل سبب الآلام لكيان الاحتلال خلال نضاله الذي لم يتوقّف حتى رحيله في العاصمة السوريّة، دمشق، التي عاش فيها وكان مؤيِّدًا شرِسًا لعروبة سوريّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ بعد اندلاع المؤامرة الكونيّة ضدّها من قبل الثلاثي الدّنس: الإمبرياليّة، الصهيونيّة والرجعيّة العربيّة.

وفي هذا السياق، قال المُستشرِق الإسرائيليّ، البروفيسور إيال زيسر، وهو مُختًّص بالشأن السوريّ، قال في “تحليلٍ” نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) اليمينيّة المتطرّفة، إنّه “في الأسبوع الماضي توفي في دمشق كبير المخربين، أحمد جبريل، الذي أسس وقاد منظمة الجبهة الشعبية – القيادة العامة، إحدى المنظمات الأكثر إجرامية بين منظمات الإرهاب التي عملت ضدّ إسرائيل في السبعينيات والثمانينيات. وقد توفي وفاة طبيعية عن عمر يناهز الـ 83 سنة، وإنّ كان ابنه، جهاد، الذي كان سيرث مكانه في قيادة المنظمة، اغتيل في لبنان عام 2002، على أيدي إسرائيل أغلب الظن”.

ومضى المُستشرِق الإسرائيليّ، الذي لم يُخفِ حقده وكره للقائد الفلسطينيّ، مضى قائلاً:”مع وفاة جبريل، يرحل أحد آخر جيل مؤسسي منظمات الإرهاب الفلسطينية، والذي تبنّى وقاد كفاح إرهاب دون هوادة حيال إسرائيل. عملياً، فضلاً عن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، ورئيس الدائرة السياسية لـ م.ت.ف فاروق القدومي، لم يتبقَ أحد آخر من تلك العصبة من الشبان الفلسطينيين الذين اختاروا طريق الكفاح والإرهاب في بداية الستينيات، ولكن نهايتهم أنهم وضعوا الفلسطينيين في طريق بلا مخرج، والذي يجدون أنفسهم فيه حتى أيامنا هذه”.

ووفقًا للمُستشرِق زيسر فقد “كانت منظمة جبريل مسؤولة عن تفجير طائرة “سويس اير” في شباط (فبراير) 1970 والتي كانت في طريقها إلى إسرائيل، وقتل مسافروها الـ 47. وفي أيار (مايو) من تلك السنة قتل 9 من أطفال “أفيفيم” الزراعية وثلاثة راشدين آخرين، بنار رجال المنظمة نحو الباص الذي يقلهم. في نيسان (أبريل) 1974 قتل مخربون من المنظمة 16 من سكان “كريات شمونة” (الخالصة)، بعضهم في شققهم، إلى جانب جنديين إسرائيليين آخرين. وأخيراً في تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 تسلل مخرب من المنظمة في طائرة شراعية إلى أراضي إسرائيل وقتل ثلاثة جنود، في حدث عرف كـ”ليلة الطائرات الشراعية”. ولاحقًا زعم أن العملية ساهمت في إثارة الخواطر في أوساط الفلسطينيين، وإلى اندلاع الانتفاضة الأولى”.

وشدّدّ زيسر على أنّ “أحمد جبريل، وهو الذي خدم في الجيش السوريّ واكتسب خبرةَ في استخدام المواد المتفجرة، أنّ البقاء في ظلّ السوريين، وأصبح مقاول عمليات في خدمتهم. وأتاحت له الرعاية السورية أنْ يأسر ويحتجز ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي ممن سقطوا في يديه في لبنان بعد حملة “سلامة الجليل” (عدوان 1982 على لبنان). وفي الصفة المعروفة بـ”صفقة جبريل”، حررت إسرائيل لقاء أسراها 1.150 مخربً”، على حدّ تعبيره.

و”كانت تلك سنوات ذروة أحمد جبريل”، أوضح زيسر “والتي أصبح بعدها غير ذي صلة بالساحة الفلسطينية. وتبعاً لإملاءات دمشق، ركز نفسه في أوساط مليون فلسطيني يعيشون في سوريا ولبنان، وفقد كل صلة واتصال بالواقع في يهودا والسامرة  (الضفّة الغربيّة) وغزّة”.

وأكّد أنّ جبريل كان في السنوات الأخيرة مشاركًا غير مرة في إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية، وأحيانًا من الأراضي السورية، نحو إسرائيل. ولكن الجيش الإسرائيلي اكتفى بتصفية تلك الخلايا التي أطلقت الصواريخ، ولم يلاحق جبريل الذي لزم بيته في دمشق، وبقي عديم التأثير ومصدر قلق أكثر منه تهديدًا حقيقياً. أما ابنه جهاد، الذي تحدد كخليفة لأبيه، فقد دفع الثمن كما أسلفنا، حين اغتيل في لبنان في العام 2002″.

ولفت المُستشرِق الإسرائيليّ في ختام مقاله إلى أنّ “إن قصة جبريل قصة جيل من الشبان الذين قادوا الفلسطينيين في القرن الماضي، اختار طريق الإرهاب وجلب عليهم المصيبة تلو الأخرى”، على حدّ تعبيره.
“رأي اليوم”

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار