ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا لن ننسى..

ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا لن ننسى..
يصادف اليوم السادس عشر من ايلول ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، هذه المجزرة العنيفة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام وهي 16-17-18 في أيلول الأسود وارتقى خلالها عدد كبير من الشهداء من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ …
لمحة تاريخية
نفذت مذبحة صبرا وشاتيلا في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في يوم 16 أيلول 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي. لكن عدد القتلى في المذبحة لما يعرف بوضوح، اذ تتراوح التقديرات ما بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين الذين ما لبثوا ان ضمدوا جروحهم في مجازر العام 48 والتي كان من أقساها مجزرتي قبية ودير ياسين، كما من بينهم لبنانيين أيضا.

ففي ذلك الوقت كان المخيم مطوقا بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل ايتان، أما قيادة القوات المحتله فكانت تحت إمرة إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ، حيث قامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم دونما رحمة وبعيدا عن الإعلام، وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات تصفية سكان المخيم
العزل، كما كانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.

عدد شهداء المذبحة

أشارت تقارير عدة إلى عدد الشهداء في هذه المذبحة، ولكن لا يوجد تطابق بين التقارير بحيث يأتي الفرق بين المعطيات الواردة في كل منها كبيرا. فقد ورد في رسالة موجهة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني أن تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية برئاسة إسحاق كاهن تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في موقع المذبحة. وفي تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الإسرائيلية من مصادر لبنانية وإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة. وفي تقرير أخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة. وقدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها «صبرا وشتيلا – سبتمبر 1982»، عدد القتلى ب1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى. وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.

تفاصيل المجزرة

في عام 1982 بدأت مذبحة صبرا وشاتيلا في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان على يد الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع القوات الانعزالية، حيث صدر قرار المذبحة برئاسة رفائيل ايتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك. دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين وحاصرت سكان المخيم، ثم أخذ أفرادها يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره. 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.

كما أحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا لوكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات حول 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.

في 1 نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهـن، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت «لجنة كاهن». في 7 فبراير1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها. كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت. رفض أريئيل شارون قرار اللجنة، واستقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه. وبعد استقالته مباشرة عين شارون وزيرا للدولة الاسرائيلية. كما تم بعد ذلك انتخابه رئيس للحكومه وقام بمجازر غيرها في الأراضي الفلسطينية ولم يتم محاكمته رغم ثبوت التهم عليه.

توثيق فني لرسامين فلسطينيين وعرب
تأثر كثير من فنانين العالم العربي بالمجزرة وصنعوا أعمالاً فنية خاصة بها من بينهم ناجي العلي، عبد الحي مسلم، ضياء العزاوي، سامي محمد، عدنان يحيى، إسماعيل شموط وغيرهم،وقد أصبحت هذه الاعمال توثيقا فنيا تاريخيا هاما لواحدة من أبشع المجازر التي ارتكبت وما زالت بحق الشعب الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار