في الذكرى الـ 41 لانتصار الثورة الإسلامية.. إيران سيدة قراراتها ومواقفها رغم التحديات والمؤامرات

41 عاماً مرت على ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وما زالت إيران محوراً رئيساً ثابتاً في التصدي للتقلبات الكثيرة والتدخلات الغربية في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة انطلاقاً من مواقفها السياسية الثابتة ورفضها التنازل عن مبادئها القائمة على أساس تحقيق العدالة والسلام للجميع.

ذكرى انتصار الثورة الإسلامية التي واجهت منذ انطلاقها الكثير من التحديات تتزامن مع تصعيدات خطيرة في المواقف الغربية تجاه إيران فحجم الاستفزازات الأمريكية الموجه ضد طهران هائل سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية حيث دأبت الإدارة الأمريكية الحالية على تصعيد سياستها العدائية عبر سلسلة إجراءات وتصرفات مخالفة للقوانين الدولية بما فيها على سبيل المثال وليس الحصر الانسحاب من الاتفاق النووي وتجديد فرض العقوبات غير القانونية عليها وصولاً إلى التحريض على قرصنة ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق وأخيراً جريمة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الفريق قاسم سليماني.

المكاسب الكثيرة التي حققتها إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وعلى رأسها استقلالية القرار السياسي جعل منها قوة إقليمية كبيرة أثارت هلع قوى الغرب الاستعمارية وقضت مضاجعها ولا سيما أن الثورة اعتمدت العلم نهجاً لها في بناء البلاد ما جعلها في مصاف أهم الدول في العالم في مجال الاختراعات العلمية والتفوق الحضاري كما أن السياسة التي تنتهجها طهران والقائمة على حسن الجوار وإقامة العلاقات الطيبة مع جميع الدول ودعم القضية الفلسطينية لا تتوافق مع أطماع الولايات المتحدة وحلفائها وتقف عائقاً كبيراً أمام تحقيق أجنداتهم في المنطقة وعلى قدر هذه الأطماع كانت حدة العداء والمؤامرات المحاكة ضد إيران.

منجزات الثورة الإيرانية شملت الكثير من المجالات فبالإضافة إلى التطور الاقتصادي والعلمي شهدت البلاد أيضاً نقلة نوعية في المجالات العسكرية الدفاعية وعلى صعيد تطوير الأسلحة وصناعتها بمجهود ذاتي ما جعلها قوة يحسب حسابها من حيث قدراتها الدفاعية ضد أي عدوان خارجي كما أن إيران تمكنت من التصدي للعقوبات الاقتصادية واستطاعت التكيف مع التطورات المتلاحقة رغم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع مع مجموعة دول “خمسة زائد واحد” عام 2015 وإصرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تقويض الاتفاق بشكل كامل عبر تهديدها بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات الأوروبية ما لم تخضع أوروبا لإملاءاتها في تفعيل آلية فض النزاع ضمن الاتفاق.

التهديد الأمريكي لأوروبا بفرض 25 بالمئة رسوماً جمركية على السيارات الأوروبية جاء رداً على رفض الدول الأوروبية الأولي للسير على خطا واشنطن بالانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران وتأكيدها على التمسك به لكن هذا الموقف انهار أمام تهديدات ترامب واستسلمت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لأوامر الأخير فقامت بتفعيل آلية فض النزاع في تحرك أمريكي وصفه أحد المسؤولين الأوروبيين كما نقلت صحيفة واشنطن بوست مؤخراً بأنه “ابتزاز واضح يمثل مستوى جديداً من التكتيكات الصارمة التي تمارسها الولايات المتحدة مع أقدم حلفائها ما يؤكد الاضطرابات غير العادية في العلاقة بين الطرفين”.

إيران انتقدت خضوع الدول الأوروبية الثلاث لأوامر ترامب كما اتخذت خلال العام الماضي أربع خطوات في إطار تخفيض التزاماتها إزاء الاتفاق النووي رداً على عدم تنفيذ الدول الأوروبية تعهداتها بشكل كامل بموجب ذلك الاتفاق ولا سيما بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق.

الحرب الغربية على إيران بما تشمله من ضغوط اقتصادية وسياسية أثبتت فشلها مرة تلو الأخرى ولم تنجح العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة بشتى الذرائع والحجج بإعطاء النتائج المطلوبة منها بل زادت الشعب الإيراني ثباتاً وإصراراً على المواجهة والتصدي للمؤامرات الغربية وكان من أحد الأسباب التي أفشلت السياسات الأمريكية العدائية تنوع الاقتصاد الإيراني وعدم اعتماده على النفط بشكل كامل كما أن الشعب الإيراني الذي سبق وواجه مثل هذه العقوبات الجائرة بثبات أصبح قادراً على توظيف العقوبات لصالحه.

مرور الأعوام وانقضاؤها لن يغير التحديات التي واجهتها إيران على مدى العقود الأربعة الماضية فالولايات المتحدة مصرة على نهجها الاستعماري لكن رهاناتها على كسر إرادة الشعب الإيراني سواء عبر العقوبات أو التهديدات والتصعيدات العسكرية تتساقط تباعاً وتبقى إيران سيدة في قراراتها ومواقفها السياسية المستقلة.

دمشق-سانا: باسمة كنون

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار