أعلام و منارات سلافة جاد الله مرسال

 

المصورة السينمائية الفلسطينية..(..موسى مراغه)

 

هي أول فتاة عربية تتخرج من المعهد العالي للسينما في القاهرة أواخر الستينات، وهي إلى جانب المصور و المخرج السينمائي هاني جوهرية. والمخرج مصطفى أبو علي من الذين وضعوا حجر الأساس لقسم السينما والتصوير وذلك أثناء تواجد الثورة الفلسطينية في الأردن.

يقول الشهيد هاني جوهرية: قررنا العمل في البداية لـتأسيس قسم للتصوير الفوتوغرافي وبدأنا العمل مع الأخت سلافة وحولنا مطبخ منزلها إلى معمل للطبع و والتحميض والتصوير وذلك ببعض الأجهزة البسيطة مثل كاميرا بسيطة وجهاز تنشيف بدائي يعمل على بابور الكاز.

واستغلت الأخت سلافة خبرتها العلمية وهي خريجة أكاديمية مما ساعد المجموعة في ابتكار الوسائل لإنجاز المهام التي يقومون بها. وكانت المصورة سلافة تنزل إلى القواعد والمخيمات لتوثيق حياة الناس والنشاطات التي كانت تحصل هناك. وثم تعود إلى مطبخها لتقوم بتظهير وطبع تلك الصور. وكانت أول من وثق صور القادة والمقاتلين في بداية انطلاق الثورة الفلسطينية، إضافة إلى التظاهرات الشعبية  والمسيرات الجماهيرية ومواكب تشييع الشهداء. وفي أثناء معارك أيلول عام 1970 في الأردن تعرضت لحادث أصابها بشلل نصفي أقعدها عن ممارسة ذلك العمل الذي برعت فيه وأحبته، وقدمت جل وقتها وإبداعها فيه. ولكنها رغم تلك الحالة بقيت تنقل خبرتها ومعرفتها وإرشاداتها في مجال التصوير إلى الجيل الذي بدأ يتشكل في مؤسسة السينما الفلسطينية  والذي كان يواصل الرحلة على هذا الطريق. وفي هذا المجال لا نستطيع إلا أن ننحني إجلالاً لكل أولئك الذين قدموا أرواحهم رخيصة في ساحات الوغى وهم يوثقون بأفلامهم نضالات شعبنا وتضحياته و مآثره، فإلى جانب سلافة جاد الله رفيق دربها المصور السينمائي هاني جوهرية والذي كان من الرعيل الأول في مجال تأسيس سينما فلسطينية مناضلة. وهو الذي سقط شهيداً في جبال عينطورة في لبنان عام 76 هناك، حيث كان مع كاميرته جنباً إلى جنب مع المقاتلين في ساحة القتال. والذي له يعود الفضل الكبير في تصوير العديد من الأفلام الوثائقية والتي أرّخ من خلالها لميلاد السينما الفلسطينية.

ومن تلك الكوكبة من شهداء السينما الفلسطينية نتذكر الشهيدان عبد الحافظ الأسمر ومطيع ابراهيم وهما المصوران السينمائيان اللذان استشهدا أثناء الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان عام 1978 وقد كانت لهما أيضاً إسهامات كثيرة في تصوير العديد من أفلام مؤسسة السينما الفلسطينية.

ومن الذين أسهموا أيضاً في المسيرة لا ننسى المصور والمخرج السينمائي المرحوم سمير نمر والذي كان له العديد من الأفلام الوثائقية الفلسطينية و التي شكلت علامات بارزة في مسيرة السينما النضالية إلى جانب زملائه و رفاقه من الذين قضوا نحبهم و منهم من ينتظر.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار