بيت عوا..بلدة الشهداء الشامخة على تلال مدينة الخليل

عندما يتدافع الشهداء نحو المجد، ويتضمخ ثرى الوطن بدماءهم الزكية، عندها ترتسم لوحة جديد من الانتماء والتضحية لهذا الوطن فيصبح غاليا جدا، حيث تبدأ رحلة جديدة نحو التحرير والبحث عن النصر.

لم تذهب دماء عبد الكريم مسالمة وبسام مسالمة وإياد البطاط سدا، تلك التي روت تراب بلدة بيت عوا؛ ففتحت الباب على مصراعيه للمقاومة والجهاد ومحاربة الاحتلال، هذه البلدة الصامدة العظيمة بعطاء أبنائها كانت النموذج الاول في محافظة الخليل.

الموقع والجغرافيا تقع بلدة بيت عوا غربي مدينة دورا وترتفع عن سطح البحر 456م، وتبعد عن مدينة الخليل مسافة 25 كم، فهي شامخة على مجموعة من التلال يحيطها من الشرق سلسلة جبال دورا التي ترتفع عن سطح البحر أكثر من ألف متر، ويحيط بها مجموعة من القرى يطلق عليها اسم قرى الخطوط الأمامية من الشمال: دير سامت، الكوم، المورق، السيمي ومن الجــنوب: سـكـة، المجد، وبيت الروش، دير العسل والبرج، ومن الـغرب: الدوايمة، أم الشقف. يزينها أشجار كثيفة مثمرة من التين والعنب واللوز والجوز والزيتون فتضفي عليها منظرا خلابا ممتعا ومريحا، وطقسها جميل ومعتدل ففصولها الأربعة ممتعة وهي ملاصقة جدا لحدود الوطن المحتل عام 1948م.

موقع تجاري هام نالت بلدة بيت عوا شهرة كبيرة جدا على مستوى الوطن؛ حيث تحتضن أكبر سوق للأثاث المستعمل في الضفة الغربية ويأتيها التجار والمتسوقين من كل حدب وصوب، كما تحتضن العديد من ورشات صناعية للأثاث ومواد البناء، ومن ميزات سوقها التجاري أنه مغلق في النهار ومفتوح للتسوق طوال الليل، ففي النهار يذهب التجار لشراء البضائع من المدن الفلسطينية المحتلة في الداخل ويجلبونها لبيعها في سوق بيت عوا، الذي اعتاد المتسوقون أن يحضروا إليه بعد المغرب، حيث تباع البضائه بثمن زهيد جدا، ولذلك كان هذا السوق التجاري الكبير ملاذا للفقراء والبسطاء وأصحاب الدخل المحدود. تتكون بلدة بيت عوا من عائلتين كبيرتين هما: السويطي والمسالمة، ويبلغ عدد سكانها نحو عشرة آلاف نسمة، جلهم يشتغلون في التجارة والزراعة.

رحلة المقاومة والشهداء تعود جذور المقاومة المعاصرة في بلدة بيت عوا منذ الانتفاضة الأولى التي قادها المجاهد الشهيد القسامي عبد الكريم عوض المسالمة الذي تميز منذ صغره بالتدين والالتزام، وحمل المسؤولية مبكراً بعد خروجه من المدرسة وعمله في التجارة، فقد عرف عن الشهيد رحمه الله تعلقه المبكر بالمقاومة، وعلاقته المبكرة بالمطاردين، فهو كان على علاقة وثيقة بكبار المطاردين في منطقة جبل الخليل إبان وجود المجاهد عماد عقل وكان على علاقة بمجموعات قساميه كان منهم : الشهيد خليل العواودة، الشهيد خالد الزير، الشهيد جهاد غلمة، الشهيد طاهر قفيشة، الشهيد حامد يغمور، وغيرهم الكثير. عبد الكريم المسالمه نموذجا لقد اعتقل الشهيد عبد الكريم 5 مرات من قبل الاحتلال لعلاقته بالمقاومة ومساعدة المقاومين، وقد هدم منزله عام 1993 بعد أن تحصن فيه الشهيد سليم صبيح لكنه استمر على نفس الدرب حتى استشهد بتاريخ 27/11/1995 بعد أن حاصرته قوات الاحتلال واشتباكه معهم في بلدة دير سامت. ترك المجاهد المسالمه خلفه جيلا من المجاهدين من أمثال الشهيد أحمد بدوي المسالمة، والشهيد بسام يونس المسالمة والشهيد علي اسماعيل السويطي والشهيد ابن بلدة الظاهرية قائد القسام في جنوب فلسطين إياد البطاط الذي استشهد في بيت عوا والشهيد جهاد محمد السويطي والشهيد خالد نمر عوض، والشهيد نصر السويطي، والشهيد محمود محمد مسالمة والشهيد أحمد بدوي المسالمه وجميعهم من أبناء بلدة بيت عوا.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سماء‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏سماء‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار