التركيز على مبادرة ملادينوف..حماس وفتح بالقاهرة.. هل يكمن الشيطان بالتفاصيل؟

تكرار آخر لجولات المصالحة الفلسطينية العقيمة بين حركتي” فتح وحماس” في القاهرة،و كلا الطرفين يتحدث انه يريد المصالحة ، ويكلا الاتهامات لبعضهما البعض، ونعود لمربع الصفر .

المصريون يحاورون حماس في عدة ملفات منها” الجنود الأسرى – الطائرات الورقية – المساعدات الإنسانية لغزة – المصالحة “، بينما يحاورون فتح حول” المصالحة – العوقبات على غزة و المساعدات- صفقة القرن “، في المقابل تم توجيه دعوات للفصائل من أجل التباحث معهم في العديد من القضايا السياسية وعلى رأسها ملف المصالحة.

فبعيدا على المجاملات الإعلامية ، تدرك قيادة الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات العامة المصرية، برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق جيدا أن الشيطان يكمن في التفاصيل، خاصة أنها تتحدث عن رؤية تمتلكها لحل الكثير من القضايا العالقة.

ورغم كل ذلك لا يجرؤ أحد من القيادات الفلسطينية أن يرفع سقف التوقعات، لأن الجميع يدرك أنه في خضم كل هذه الملفات سيتم التركيز بشكل أساسي على ” مبادرة ملادينوف “، وهي ما ذكره منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاى ملادينوف، أن الأمم المتحدة تدعم جهود مصر لتحقيق “المصالحة” بين الفصائل الفلسطينية.

و تأييد جهود مصر لتحقيق المصالحة وإعادة حكومة الوفاق والسلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة، فضلاً عن طرح خطة للتخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

اعتبارات حزبية مصلحية

وفي هذا الصدد يقول الكاتب و الباحث السياسي أحمد سمير القدرة:” إن اللقاءات التي ستعقد في الجمهورية المصرية مع طرفي الانقسام الفلسطيني، ستكون حاسمة هذه المرة، فجميع المؤشرات والتصريحات المتداولة من قبل فتح وحماس على السواء والتي لا تخلو من الشروط المسبقة لإحراز تقدم في مسار العملية التصالحية مثل تمكين الحكومة وأموال الجباية ورفع الاجراءات عن قطاع غزة ووقف التنسيق ودفع رواتب الموظفين وغيرها من الشروط المسبقة”.

وأوضح القدرة وفق ما رصدته “وكالة قدس نت للأنباء”، أن هذه الشروط هي دلالة على أن الطرفين – فتح وحماس – يتحركون باتجاه المصالحة وفق اعتبارات حزبية مصلحية، وفي ظل غياب عامل الثقة المتبادل بين الطرفين والشكوك والاتهامات المتبادلة بينهما.

ونوه، انه لا يمكن تحميل طرف على حساب الآخر مسؤولية فشل تحقيق المصالحة حتى هذه اللحظة واستمرار الانقسام، فكلا الطرفين يتحمل جزء من المسؤولية.

فحماس وأتباعها يلقون المسؤولية على فتح، وفتح وأتباعها يلقون المسؤولية على حماس، وبقية الفصائل وفق مصالحها تتحرك، و إذا ما أرادت حركة فتح وحماس التقدم خطوة للأمام وتحقيق المصالحة المطلوب منهما تقديم تنازلات صعبة.

مواصلا حديثه، لكن وضع شروط مسبقة إنما يدل على فشل الجولة المقبلة مسبقاً. إذا لم تضع الحركتين نصب أعينهما التطورات المتسارعة تجاه القضية الفلسطينية وخاصة في ما يتعلق ب”صفقة القرن” والأوضاع الداخلية المتدهورة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية من أزمة رواتب كهرباء وماء وبطالة و غيرها، فالفشل نسبته كبيرة.

وحذر القدرة من العمل وفق الرؤية الحزبية قائلا:” المطلوب وضع مصلحة الوطن والشعب أولاً وليس الحزب، لكن تجارب الماضي تنذر باحتمالية الفشل متوقعة بشكل كبير، نظراً لأن الطرفين يتحركان وفق مصالحهما الحزبية، والعجيب أن كلاهما يطالب بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعزيز الشراكة السياسية وإجراء الانتخابات. والمؤكد كلاهما يصرح بما لا يُؤْمِن به.

التطورات في الشأن الفلسطيني والعبري

هذا ووصل أمس العاصمة المصرية القاهرة، وفد من قيادة حركة حماس في الداخل والخارج، للقاء المسؤولين المصريين، للتباحث في عدة قضايا.

وقال الناطق باسم حركة حماس، في بيان صحافي، “بناءً على دعوة مصرية، وصل، وفد من الحركة برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، وعضوية كل من أعضاء المكتب السياسي: موسى أبو مرزوق، روحي مشتهى، خليل الحية، حسام بدران، عزت الرشق إلى القاهرة”، موضحا بأن الزيارة تهدف للتباحث مع الأشقاء المسؤولين في مصر بشأن العلاقات الثنائية، والتطورات الجارية في الشأن الفلسطيني والعبري.

وحول جولة المصالحة و الجهد المصري في رأب الصدع بين حماس وفتح، قال الكاتب و الباحث السياسي منصور أبو كريم:” واضح أن هناك جهد مصري جديد في موضوع المصالحة عبر عقد جولة منفردة مع الفصائل الفلسطينية لمعرفة وجهات النظر وتقييم الأوضاع عقب إحداث تغيير في قيادة الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات العامة المصرية، بعودة اللواء أحمد عبد الخالق المعروف بشخصيته الحازمة.

وأوضح أبو كريم ، أن القيادة المصرية تسعى لتوحيد الصف الوطني الفلسطيني لمواجهة التحديات وخاصة الموقف الأمريكي الجديد وتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور في غزة من خلال عودة السلطة الفلسطينية.

سقف التوقعات و خطة ميلادنوف

ونوه، أن الجهود المصرية تنصب في الفترة الحالية على تذليل العقبات في موضوع ملف الموظفين وتمكين الحكومة عبر لقاءات منفصلة مع الفصائل الفلسطينية لحين توفر الأجواء المناسبة لجمع كل الأطراف في حالة توفر قدر من التوافق حول القضايا الشائكة.

وحول “خطة ميلادنوف” وربطها بالجهود المصرية قال أبو كريم:” الجهود المصرية تتوافق مع جهود تقودها الأمم المتحدة ومندوبها ميلادنوف للدفع باتجاه المصالحة الفلسطينية وتمكين حكومة التوافق الوطني بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية، لأن الأمم المتحدة ترغب في تولي السلطة الفلسطينية ككيان سياسي شرعي مهمة الإشراف على جهود تحسين الوضع المتردي في غزة “.

وعبر أبو كريم عن عدم تفاؤله برفع سقف قائلا” لست متفائل كثيراً بحدوث خرق نوعي في موضوع المصالحة خاصة أن حركة حماس ترفض قضية التمكين الكامل في ظل الحديث عن مشاريع دولية وإقليمية قد تساعد على حل الأزمة الإنسانية في غزة بما يعزز حكم الحركة للقطاع، رغم ذلك يظل الجهد المصري أو الدور المصري أمر مرحب به من كل الأطراف”.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار