فصائل الثورة الفسطينية هل ذبحت من الوريد للوريد؟

كمال خلف
واقع الفصائل الفلسطينية مؤلم ومؤسف الآن ، مقولة أحد قادة الفصائل لي شخصيا بأنها ذبحت من الوريد للوريد مقولة تلخص واقع الحال ، حالة ترهل وموت سريري تعيشها معظم هذه الفصائل ، صفعة مخيم اليرموك بعد أن احتله الإرهاب وفشلت في الدفاع عنه ، ومن ثم ما آل إليه من دمار وصعوبة عودة من تبقى من اللاجئين إليه ، جعلت الفصائل الفلسطينية في سوريا في حالة ضياع ، ليس لديها ما تقوله للشعب الفلسطيني في سوريا ، الذي فقد الثقة بهذه الفصائل وفقد كل شيء ، حتى حلم العودة إلى مخيم ، جل اللاجئين الفلسطينين اليوم في سوريا يفكرون بالهجرة ويواجهون سؤال المصير .
لم تعقد الفصائل الفلسطينة اجتماعا واحدا فيما بينها لتحديد ما العمل في المرحلة المقبلة ، ليس فقط على صعيد مصير الفلسطينيين في سوريا بعد فقدوا أكبر تجمع لهم في خارج الوطن المحتل ، إنما على صعيد أكثر أهمية يتعلق بمصير القضية الفلسطينية ،مع وصول سكين صفقة القرن إلى رقبة الوطن والشعب والقضية .
معظم هذه الفصائل تعاني من الفقر والعجز المالي ، كوادر لم يتلقوا مرتبات منذ أكثر من شهرين ، وسائل إعلام تابعة للفصائل تعلن إفلاسها ، وعلى وشك الإغلاق . لم تعد تصدر عن الفصائل ولا قصاصة ورق واحدة .
قد تكون ايران السند والعضيد والداعم لهذه الفصائل تواجه حملة شرسة وظروفا صعبة ، لا يستطيع أحد تحميل ايران الداعم الأوحد ما لا تحتمل ، ولكن بالمقابل أليست القضية الفلسطينة في صلب قيم الثورة الايرانية ، إلا تعتبر ايران الكيان الصهيوني غدة سرطانية يجب أن تزول من المنطقة ، لماذا لا تساعد الجمهورية الاسلامية في إعادة صياغة برنامج العمل الوطني والنضالي لحلفائها من الفصائل الفلسطينية ؟؟ ولماذا تقف صامتة أمام أزمتهم المصيرية؟؟ . وواقع الحال يدفع اليوم إلى تفعيل الدعم السياسي والعسكري والمالي والجماهيري لمختلف القوى الحية في الشعب الفلسطيني ليكونوا العنوان في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية . أليس من الواجب أن تكون فلسطين أولوية اليوم ، وحماية ما تبقى منه في الشتات من شبح الهجرة الى المنافي أولى الأوليات مع ثبوت منهجية تهجيره وضرب مراكز تجمعه لتصفية حق العودة .
لا ننكر المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق قادة الفصائل في تحويلهم المنظمات إلى شركات موظفين ، ينتظرون راتب نهاية الشهر ، ويعلقون عجزهم على تأخر أو شح الدعم الايراني ، هل بدأت الثورة الفلسطينية بعد قيام الجمهورية الاسلامية أم قبلها ؟؟ كيف انتشرت الفكر المقاوم والعمل الفدائي قبل اندلاع الثورة الايرانية بعقد ونيف ، وهل يختزل العمل النضالي والجماهيري بإنتظار الدعم ؟؟
أما سوريا بقيادتها وجيشها وشعبها فقد قدمت الدماء على درب الالام الفلسطينية ، وكانت الحاضن والمساند والشقيق لكل الشعب الفلسطيني منذ ما قبل انطلاق الثورة الفلسطينية والمعاصرة عام 1965 ، والصفحات لا تف سوريا حقها في هذا المجال ، ومع مرور 8 أعوام على أزمتها بدأت بعض النخب السورية تطرح شعار “سوريا أولا ” ،بعد كل ما جرى من تدمير للبلاد ومحاولات تفتيتها . تلك آراء مؤسفه لا تليق بتاريخ سوريا وتفتقد البعد الاستراتيجي لما يجري على صعيد كامل المنطقة .
إن الحرب على سوريا كانت ومازالت تستهدف دور دمشق على الصعيد العربي والفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، فهل تتخلى سوريا عن هذا الدور وتحقق هدف الحرب عليها؟؟ . إننا نرى أن على دمشق مسؤولية إعادة صياغة الوضع الفلسطيني في داخل سوريا بل في خارجها أيضا ، لما تملكه من عمق عروبي وقومي ، وأن تسعى اليوم وعلى الفور إلى المساعدة في بناء موقف فلسطيني فصائلي وشعبي . وإذا كان ثمة في سوريا من هو عاتب على الموقف العربي الرسمي الذي حاول استدعاء العدوان الغربي على سوريا على الطريقة الليبية ، فهذا لايعني ادارة الظهر للعروبة . على سوريا رغم ظروفها أن تكون رأس السهم في مواجهة صفقة القرن ، وهذا هو موقعها الطبيعي والتاريخي .
الوضع الفلسطيني في حالة حرجة ، سواء في غزة حيث يجوع الشعب بكامله ليرضى بالسلام الإنساني كما تخطط له الأيادي الآثمة ، أو في الضفة حيث تعيش السلطة الفلسطينة حالة ضياع وانفصام .أو في الخارج حيث يزداد الشتات شتاتا. ولا بد من التفكير في استنفار خارج إطار العمل التقليدي ، والتحرك فورا قبل فوات الأوان .
كاتب واعلامي فلسطيني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار