في ذكرى الراحل الكبير أبو موسى مع رفاق الدرب خالد عبد المجيد وبهجت ابو غربية والدكتور طلال ناجي …

0

في ذكرى الراحل الكبير أبو موسى مع رفاق الدرب خالد عبد المجيد وبهجت ابو غربية والدكتور طلال ناجي …

فارس فلسطين موسى مراغة “أبو موسى”
أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح الإنتفاضة”


تمضي الأيام والسنوات تتوالى، وتحل الذكرى من جديد، ذكرى الغياب الذي لا مفر منه، والرحيل الذي لا بد منه، خمس سنوات مضت ولا زالت الذكرى العطرة تنعش القلب والروح، صور حفرت عميقاً في الذاكرة صورة الأب والأخ والقائد والمجاهد الثائر، أقلّب صفحات الذاكرة وأدلف إلى محراب سنوات حياة الرجل الذي ملاْ حياته نضالاً وكفاحاً ومواقف نفخر بها ونتذكرها بكثير من الاعتزاز.
وإذا كان لا بد لي من الإضاءة على بعض المواقف التي تحفل بها حياة ذلك الرجل، عندما يختلط الشخصي بالوطني وبالهم القومي وتذوب الأنا الشخصية في النحن الجمعية، ليسود الوطن ويرتفع شأن القضية، قضية الشعب والأرض، فتكون فلسطين دوماً هي البوصلة.
في أولى تلك المواقف، تحملنا الذاكرة إلى الماضي، إلى السنوات الأولى لحياة رجلنا، سنوات الصبا، ونتلمس البدايات، بداية تشكل الوعي. ولد ونشأ الفتى سعيد موسى في عهد الانتداب البريطاني، في ذلك الوقت شاءت الظروف أن تعقد في بيت جده مجالس لكبار السن من الرجال، حيث كان يسترق السمع إلى أحاديثهم، فترن في أذنه كلمات ومصطلحات عن المطامع الاستعمارية البريطانية في بلادنا، وعن هجرة اليهود إلى فلسطين، وعن ثورة البراق، وشهداء الثلاثاء الحمراء، كانوا يتحدثون عن شيخ المجاهدين عز الدين القسام، وعن سعيد العاص، وعن الثوار الفلسطينيين.
مجمل هذه الأحاديث بدأت تشكل لديه بداية الوعي بان هناك غزوة واحتلال وخطر يداهم البلاد، وأن هناك مؤامرة تعد في الخفاء وأن الوطن بحاجة إلى الثوار والمناضلين.
أخذت كلمة الثوار تصدح في أذنه، خاصة عندما أخذ يسمع عن بطولاتهم ضد قوات الانتداب البريطاني. وأخذ يترقب مشاهدتهم في الليالي عندما كانوا يمرون من قريته على خيولهم حاملين أسلحتهم، متوجهين إلى ساحات القتال، ترافقهم والأهازيج والأناشيد الوطنية.
كانت عيون الفتى ترقبهم، فيثير ذلك في نفسه الفخر والحمية والكثير من الحماس، كان يتمنى أن يقترب منهم يسر اليهم طلباً بالموافقة على مرافقتهم.
وفي اليوم التالي وفي المجلس كان يستمع إلى تفاصيل معارك الليلة الماضية التي خاضها الثور، الذين رآهم بالأمس يمرون من تحت ناظريه فتتولد في نفسه الحسرة لعدم مشاركتهم تلك البطولات، ويشب الفتى ويشتد عوده، وتتكشف خيوط المؤامرة وضوحاً على فلسطين، وتتشكل العصابات الصهيونية التي بدأت تشكل خطراً على القرى العربية الفلسطينية حول القدس خاصة، وقرية سلوان أحداها.
في هذه الظروف لم يجد الشاب بداً من أن يطلب من والده أن يشتري له بندقية، رفض الوالد بداية لضيق الحال، الحّ الفتى، فرضخ الوالد، فكانت بندقية انكليزية ومعها 50 رصاصة، فرح الشاب، وزهى بالبندقية، لم ينم ليلته، وبدأ بانتظار الفرصة المناسبة، ليعلن انطلاقته على درب الثورة والنضال، وعندما نادى المنادي أن حيّ على الجهاد فلبى النداء، تنكبت بندقيته ويمم وجه شطر ساحة المعركة، فكانت أول مشاركة له في معركة الدهيشة القريبة من بيت لحم عندما شارك جموع الثوار في مهاجمة قافلة للجيش البريطاني. من حينها أختط درب الثورة وسار عليها….إلى أخر يوم من حياته.
( عن مجلة فتح العدد – 710 )

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏6‏ أشخاص‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏بدلة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏4‏ أشخاص‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏لحية‏‏‏‏
قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار