في فوضى المبادرات.. حماس وفتح من ينزل عن الشجرة لصالح غزة ؟..

0
في فوضى المبادرات.. حماس وفتح من ينزل عن الشجرة لصالح غزة ؟..
انتهى عهد التفاؤل، ولم يعد هنا في غزة سوى البكاء على الأطلال وذكريات جميلة تسبب الوجع لأنها أصبحت نقمة على كل مواطن يتنفس في قطاع غزة، فغزة وفي ظل استمرار الانقسام البغيض، مل الوسطاء من الجلوس مع طرفي الانقسام وأصبحت كافة المبادرات التي تطرح ليس لها معنى لأنها تنطلق على أساس حزبي من باب من “يهزم الآخر”.

فهذه المبادرات تشعرك بأن الكل يريد أن يرفع عن كاهله العتب وأنه مع مصلحة الشعب، ولكن على أرض الواقع المعادلة تتغير وفصائل تطرح مبادرات من أجل مكاسب سياسية وامتيازات سواء في غزة أو الضفة، وبعد أن ينفض السامر، الكل يعود للحديث عن الوحدة وإنهاء الانقسام وكأنهم يتحدثون عن “كوكب زحل” .

لم تنجح بإنهاء الانقسام

فكل يوم هناك مبادرة وطرح حلول ولكن للأسف كلها لم تنجح بإنهاء الانقسام، فما هو السبب؟ يجيب على ذلك الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية – مسارات قائلا: “بداية لا يمكن أن نسقط من الحساب، ونحن نتحدث عن فشل جهود ومبادرات الوحدة، أن هناك فئات تريد إنهاء الانقسام مكتفية بترديد هتاف “الشعب يريد إنهاء الانقسام” وكأنه وقع كصاعقة في سماء صافية وليس بسبب جذوره وأسبابه وأطرافه التي عملت على وقوعه وتعميقه”.

وكتب المصرى على صفحته الشخصية عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وفق ما رصده تقرير “وكالة قدس نت للأنباء”، لذا لا بد من الاتفاق أولًا على أي أساس يجب أن يتم إنهاء الانقسام، حتى لا تعيد الوحدة المفترض تحقيقها من خلال هذا الطريق إعادة إنتاج الوضع الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، وإضافة إلى ما سبق فإن دعاة الوحدة غير موحدين، بل مستنزفون في صراعات ومنافسات فردية وفئوية على المصالح والمكاسب والوظائف المتبقية، وتلك التي يمكن الحصول عليها من أحد الفريقين أو من كليهما.

مواصلا حديثه، إذ بات همهم الاحتفاظ بالمواقع القليلة التي حصلوا عليها في السلطة والمنظمة والمجتمع والمخصصات الشهرية لفصائلهم، ورمي كل منهم لمسؤولية عدم التحرك الفاعل والضاغط لإنجاز الوحدة على الطرف الآخر.

فوضى المصالحة

المواطن لم يعد مكترث لأي مبادرة تطرح، لأن “فوضي المصالحة” أصبح هو اللغة السائدة، ولم تعد الحياة في غزة وردية بل تزيد في الانزلاق نحو الهاوية خاصة في ظل كشفته مصادر فتحاوية مسؤولة في رام الله، اليوم الثلاثاء، في تصريحات لـ”وكالة قدس نت للأنباء”، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس(أبو مازن) يعتزم اتخاذ خطوات وصفتها المصادر بالأكثر “عقابية” تجاه حركة حماس في قطاع غزة.

هذه المبادرات دوما تتفجر في اللحظات الأخيرة، فما هو السبب، يجيب على ذلك عماد عبد الحميد الفالوجي رئيس مركز آدم لحوار الحضارات قائلا: “يمكن تلخيص القضايا الأساسية المتفق عليها شكلا في الآونة الأخيرة في ثلاث قضايا تتكرر في كل مبادرة ولكنها تحمل صواعق التفجير بداخلها، وهي ان تقوم حماس بحل لجنتها الإدارية التي شكلتها لإدارة حكمها في قطاع غزة، وقيام حكومة الوفاق بممارسة صلاحياتها كاملة وتحمل مسئولياتها تجاه قطاع غزة أسوة بالضفة الغربية، وأن يلغي الرئيس محمود عباس كافة إجراءاته تجاه غزة لإنهاء الانقسام، هذه القواعد الثلاثة أصبحت اللازمة لكل مبادرة وهناك توافق شكلي حولها.

وكتب الفالوجي على صفحته الشخصية عبر شبكة التواصل الاجتماعي، أن تلك القواعد مجموعة من صواعق التفجير، استخدام إحداها كفيل بنسف أي اتفاق وهنا أذكر أهمها ،، صاعق موظفي قطاع غزة الذين عينتهم حماس بعد الانقسام ، وإذا اتفقنا شكلا انه يمكن التعامل معهم مؤقتا يفتح صاعق رواتبهم من أين ؟، وهناك صاعق الثقة المفقودة بين الأطراف والمطلوب ضمانات غير مفهوم من أين ؟، وهناك صاعق عقد المجلس التشريعي وممارسة صلاحياته، وهناك صاعق وقف كافة إجراءات الرئيس الأخيرة قبل أم بعد الاتفاق وماذا تشمل بالضبط ؟، وهناك صاعق الانتخابات الرئاسية والتشريعية والوطني، وعقد المجلس الوطني، وهناك صاعق لازال مفتوحا وهو برنامج الحكومة وهكذا تستمر دائرة الصواعق في الاتساع، والمشكلة هو ان كل صاعق له الحق في تفجير كل شيء وغير مسموح تأجيل قضية لتنفيذ قضايا تم الاتفاق عليها.

ويواصل الفالوجي حديثه، وهكذا تستمر هذه الدوامة من فوضى الأفكار وفوضى المبادرات وفوضى التحركات والاتصالات، وأصبح من الصعب أن يربط بينها أي رابط، مع أن هناك شبه اتفاق على الكثير من القضايا بشكل جدي ويمكن البدء بها والبناء عليها، وان ما تبقى من خلافات لا تستحق استمرار معاناة أهلنا في قطاع غزة في كافة المجالات، ولا تستحق ان نبقى في صورة بشعة لا تسر سوى أعداء شعبنا، وان تستمر صورتنا المشوهة أمام من يريد الشماتة في الشعب الفلسطيني.

هل ستنزل حماس وفتح عن الشجرة

فإلى أين ستمضى قافلة الانقسام، وهل ستنزل حماس وفتح عن الشجرة لصالح غزة وإنقاذها، أم سيمضى الطرفان في طريقهما للفصل والتعنت ولا عزاء للمواطن.

هذا وأكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء السابق بغزة أحمد يوسف، أن الإجراءات الحالية من طرفي الانقسام، هي نوع من أنواع التخبط وغياب البوصلة في الساحة السياسية الفلسطينية، التي أصبحت في وضع كارثي، مضيفاً أنه لا يبدو أنه داخل الساحة الفلسطينية رجل رشيد.

وتابع يوسف في تصريح خاص، أن الاجراءات التي تقوم بها السلطة تجاه قطاع غزة هي إجراءات تعسفيّة وغير مقبولة، وأيضاً في الجانب الآخر، فالإصرار على الإبقاء على اللجنة الإدارية في القطاع هو أمر غير مفهوم وله تبعاته.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار