بيت العنكبوت..لا يستطيع الرقص مع العواصف والأعاصير: نارام سرجون

بيت العنكبوت..لا يستطيع الرقص مع العواصف والأعاصير: نارام سرجون

*الكيانات الصناعية اللقيطة تنتحر دوما بشكل مفاجئ على غير انتظار .. وتذكروا ان العناكب لايجب ان تراقص العواصف .. فلا أحد يدري متى تهب العاصفة .. وفي قلب كل سوري عاصفة كفيلة باقتلاع كل من يريد ان يبني بيتا للعنكبوت في قلوينا *..

لاتحتاج “اسرائيل “لكي تغير علينا لتذكرنا أنها هي عدونا الاول وهي عدونا الى الأبد .. ولكن اسرائيل تريد ان تذكر نفسها ان عدوها الاول والابدي هو في الشمال ..

صحيح ان اسرائيل تكسب نقاطا في هذه الجولات وتسبب الغم والحنق في نفوس السوريين الذين يتوقون ليوم الانتقام ويوم تتلقى فيه اسرائيل درسا في الأدب السياسي ودرسا في أخلاق الحرب .. وصحيح انها تستفيد من عوامل عديدة الأهم فيها هو رغبة القيادة السورية في تجنب مواجهة او نشوء حرب قبل ان تسوي مابقي من الحرب الكونية على سورية في ادلب وفي منطقة الجزيرة .. ولنتذكر ان سورية عندما لم تكن فيها هذه المشاغل وهذا الكم من الاعداء والغزاة المحتلين من اميريكا ودول الناتو الى تركيا مرورا بالتنظيمات الاسلامية الارهابية التي كانت تمثل احتلالا خليجيا لمناطق سورية .. عندما لم تكن هناك مشاغل لم تجرؤ اسرائيل على التحرش بنا .. واذا كان الجولان صامتا كما قال جبناء الثورة السورية فان اسرائيل لم تطلق طلقة واحدة علينا ايضا لأنها كانت في حالة ردع ..

كثيرا ماحيرني هذا الصبر السوري على عربدة اسرائيل وزعرنة طيرانها رغم ان كل مايتاح من معلومات يؤكد ان أسهل شيء هو الرد وان عملية تلقين اسرائيل درسا هو أمر في متناول اليد .. ولكن مايلجم السوريين هو رغبتهم في انهاء الملفات الباقية الملحة قبل الانخراط في لجم اسرائيل .. فادلب والجزيرة أولويتان لاعتبارات كثيرة .. فادلب يجب ان تستعاد سلما او حربا بأسرع وقت ممكن كيلا تتغير الظروف الدولية والديموغرافية لصالح الاتراك .. وهناك الحاح تركي على ضرورة حل المشكلة لاعتبارات اقتصادية بسبب عدم جدوى الاحتفاظ بادلب بسب عدم مردودية هذا الاحتلال اقتصاديا بل تحوله الى عبء حالي لايناسب الاقتصاد التركي ولايناسب الوضع الديموغرافي لتركيا بسبب كتلة كبيرة من اللاجئين السوريين في الجنوب التركي (أي جنوب كيليكية السورية) .. كتلة سكانية غريبة يجب تقيؤها بسرعة نحو سورية ..
والجزيرة لايجب ان يتأخر الحل فيها بسرعة قبل ان تتشكل قوى أمر واقع ومناطق نفوذ لقوى متعددة الجنسيات كردية وغير كردية .. والجزيرة هي صندوق النقد السوري لأن فيها كل مخازن الطاقة والانتاج الكمي الكبير في الزراعة والطاقة ..

وهنا يدرك الاسرائيليون بذكاء انهم قادرون على التحرك في هامش الانتظار بشكل محدود .. فهو لايقدمون على حرب ولكنهم يكسبون نقاطا .. وهم يعرفون تمام المعرفة ان اولوية السوريين اليوم هي في انهاء الوضع الشاذ للشمال والشرق .. وان سياستهم في هذا الشأن تقضي يتجميد الحرب جنوبا .. لان اندلاع الحرب من الجنوب سيتلوه تغيرات كثيرة في اولويات الاقليم والدول الغربية واميريكا والحلفاء .. ثم ان مثل هذه الحرب عندما تنتهي فانها قد تأتي بتغيرات في موازين القوى اذا ماتطورت الى حرب اقليمية دخلت فيها ايران وحزب الله .. وعندها ستنتقل الاولويات لحل مشكلة الحرب مع اسرائيل وترتيباتها الجديدة ..
وهذا ربما مايفسر سبب اختيار عدم الرد واللجوء لأعلى قدر ممكن من ضبط النفس وارسال الرسائل المتطابقة للأمم المتحدة رغم ادراكنا ان افضل الرسائل المتطابقة هي التي تحملها الصواريخ .. مع الاخذ بعين الاعتبار ان خيار التريث قد يكون مصيبا ولكنه ربما ليس الأفضل ونحتاج لاستقصاء خيارات أخرى.. مع أن ان البعض يرى ان اسرائيل لاتحتاج حربا كي يتم ردعها بل تحتاج الى عمل محدود ممائل لعملها المحدود .. فقذيفة هاون واحدة في الجولان او قذيفة كاتيوشا كافية لشل شمال هذا الكيان وافساد استرخائه .. رغم ان هذه الطريقة في التفكير فيها ضعف في معرفة العدو .. لأن اسرائيل ستلتقط هذه الفرصة لبدء مسلسل اشغال عبر رد محدود يستدعي ردا محدودا منا وهكذا .. وتبقى الاشغالات والرد على الاشغالات تبعدنا أكثر عن انهاء ملفات ملحة وضرورية من آخر ملفات الحرب الارهابية على سورية ..
هذه الفلسفة في صياغة استراتيجية وتكتيك التفاعل مع الغارات الاسرائيلية هو ماتعرفه اسرائيل ولذلك نجد انها تقيس بشكل كبير ودقيق حجم ومكان الضربة وتزن بميزان الذهب توقيتها وثقلها واقترابها من الخطوط الحمراء .. وهي تدرك اننا في توقيت حرج..

لاأدعي ان هذه القراءة والتفسير للأحداث هي الافضل وهي الأكثر مواءمة لما نتمناه ونريده ولكنني على يقين ان اسرائيل تدرك ان عدم الرد يعني فقط ان أولوية الجغرافيا تتقدم على أولوية العقائدية .. الاولوية العقائدية أبدية ولاتزول ولاتنتهي ولكنها تملك قدرة هائلة على التريث والانتظار طالما انها حسمت قرارها نهائيا بانهاء سيطرة اسرائيل على الجولان وخلخلتها من فلسطين .. كل فلسطين … ولكن الجغرافيا تستدعي أولوية من نوع آخر هي أولوية الضرورة في خدمة أولوية العقيدة ..
أي ان اسرائيل عدونا الاول والابدي .. وكل معركة نخوضها هي في سبيل معركتنا معها ومنازلتها وانهائها من الوجود .. واذا تلاعبت اسرائيل بأولوية الجغرافيا في ظن منها أنها تخلخل اولوية العقيدة في انهائها فانها مخطئة جدا وقد تتأخر أولوية الجغرافيا فجأة لصالح أولوية العقيدة التي ستخدم أولوية الجغرافيا ..

ولذلك بالفعل فان اسرائيل قد تضغط زرا خاطئا ويتغير كل شيء .. وتتفوق الأولوية العقائدية على الملحّ من الجغرافيا .. وأنا على يقين مما أقول وأعتقد .. ويقيني هو يقين الجغرافيا والتاريخ والمنطق .. ويقين نهاية هذا الكيان اللقيط .. فالكيانات الصناعية اللقيطة تنتحر دوما بشكل مفاجئ على غير انتظار .. وتذكروا ان العناكب لايجب ان تراقص العواصف .. فلا أحد يدري متى تهب العاصفة .. وفي قلب كل سوري عاصفة كفيلة باقتلاع كل من يريد ان يبني بيتا للعنكبوت في قلوينا ..
قلوبنا لاتخاف .. ولاتتراجع ولانملك فيها الا العواصف .. والاعاصير ..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار