الحلقه الرابعة والاخيره من نشأة الحركه الصهيونية في فلسطين..تابع للجزء الأخير الهجره اليهوديه لفلسطين

الحلقه الرابعة والاخيره من نشأة الحركه الصهيونية في فلسطين..تابع للجزء الأخير الهجره اليهوديه لفلسطين

بقلم: المهندس هاشم عقل
وكتب لاحقا يقول : أن مهمة الاشتراكيين ليست التفريق بين الشعوب بل توحيد عمال جميع الشعوب , ثم استطرد قائلا : ‘‘ لا تحمل لافتتنا شعار الثفافة الوطنية , بل الثقافة الأممية.‘‘
(-)وعلى هذا الأساس رفض حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي –بقيادة لينين وعدد من القادة الاشتراكيين الآخرى ومن بينهم يهود- الطلب الذي تقدمت به البوند في مؤتمرالها الحزب عام 1903م لاعتبارها الممثل الأوحد للعمال اليهود في روسيا . فقد رأى الاشتراكيون أن الاستجابة لطلب البوند سينتج عنه تقسيم العمال داخل منظمات الحزب حسب المبداء القومي والتخلي عن مبداء المنظمة الطبقية الواحدة للطبقة العاملة المتواجدة فق الأرض الواحدة.(-)

ولاحقا أثبتت ثورة اكتوبر 1917م صحة الاستراتيجية الاشتراكية التي اتبعها لينين والبلاشفة تجاة المسألة اليهودية , فما أن اندلعت الثورة في روسيا – تلك البلد ذات التاريخ الطويل في اضطهاد اليهود – حتى اختار العمال ثوارا يهودا من البلاشفة- مثل تروتسكي وكامينيف وزينوفييف وسفيرديلوف – لقيادة الحكومة السوفيتيية الثورية الجديدة .
وأعلنت الثورة حرية العقيدة وألغت العقبات التي فرضتها القيصرية أمام تعليم اليهود وإقامة اليهود وكافة الأقليات الدينية والعرقية الأخرى . وخلال الحرب الأهلية (1918-1922)ضد جيوش الثورة المضادة التي ذبحت آلاف اليهود , طبق الجيش الاحمر الثوري عقوبات صارمة – وصلت الى عقوبة الاعدام – ضد مرتكبي المذابح.
وفي ظل الحكومة العمالية تم الاعتراف بلغة ال‘‘ ييديش‘‘( لغة يهودية تمزج بين الألمانية والعبرية القديمة ) وكانت مستخدمة على نطاق واسع بين اليهود في اوروبا الوسطى والشرقية .- التي كان يستعملها اليهود الأوروبيون- كإحدى اللغات الرسمية للدولة , وتمت مساواتها بباقي اللغات . وتأسست مفوضية للشئون اليهود ولجنة يهودية خاصة بالحزب البلشفي , وكانت مهمتهما كسب جماهير اليهود للاشتراكية وتشجيع مشاركة اليهود في شئون الدولة العمالية . وشهدت السنوات الأولى للثورة ازدهارا غير مسبوق لل ييديش وللحياة الثقافية اليهودية . ففي (1926-1927م) كان اكثر من نصف التلاميذ والطلبة اليهود يدرسون في مدارس تستخدم اللغة الييديش , وقدمت 10 مسارح تملكها الدولة عروضها بنفس اللغة.(-)

وقد قررت البوند – بعد أن لمست إنجازات الثورة البلشفية في عمليه تحرير اليهود – أن تحل نفسها وتنظم للحزب البلشفي. ولكن حنة وتدهور أوضاع اليهود لاحقا بتدهور الثورة الروسية نتيجة لانعزالها والحرب الأهلية الطاحنة والتدخل الإمبريالي العسكري . وبانتصار الثورة المضادة بقيادة ستالين ووصول البيروقراطية للحكم – على أنقاض المؤسسات العمالية التي دمرت إبان الحرب – تم القضاء على جميع مكاسب العمال الثورية ومن ضمنها تحرر اليهود . ولكن تجربة السنوات الأولى من الثورة الروسية أثبتت أن السبيل الوحيد لتحرر اليهود والأقليات يأتي عن طريق اتحادهم مع اخوتهم العمال ضد الرأسمالي الذي يولد علاقات اضطهادهم, وليس عن طريق عزلهم وتجنيدهم لخدمة الإمبريالية كما نادى الصهيانة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار