العوامل التي تعترض الأهداف التي يسعى اليها نتنياهو والفريق اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.

العوامل التي تعترض الأهداف التي يسعى اليها نتنياهو والفريق اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.

القدس: ليست من الأهداف السهلة او الممكنة التحقيق بشكل آمن ومؤكد، وسيعترضها كما يعلم او يجب ان
يعلم الطرف الإسرائيلي المعني بالشأن أكثر من عائق نذكر منها ما يلي:
1 ـ قدرة المقاومة واستعداداتها لمواجهة الاجتياح ـ العدوان على رفح، حيث انّ المقاومة
وضعت في كل سيناريوات المواجهة احتمال هذا الاجتياح وخططت لمواجهته مستفيدة من خبرة حصلتها في مواجهة العدو خلال الأشهر السبعة المنصرمة، ويُضاف اليها تحشيد نوعي
خاص في رفح نظراً لخصوصية المنطقة وأهميتها، ولذلك نعتبر ما توعّدت به المقاومة من أنّ
اجتياح رفح لن يكون نزهة للعدو هو وعيد وتهديد في محله.

2 ـ كثافة المدنيين الفلسطينيين في المنطقة، اذ رغم ما يقوم عليه الموقف الإسرائيلي من عدم
اكتراث بمصير أكثر من مليون فلسطيني في رفح فإنّ سلامة هؤلاء وحياتهم باتت في دائرة
التعقب والمراقب من قبل القوى الدولية التي باتت تظهر اهتماماً غير مسبوق بما يجري، ولن
يكون نتنياهو طليق اليد وهو يرتكب جريمة الإبادة الجماعية بحق مدنيين لن يستطيع إخراجهم من المنطقة بسهولة.

3 ـ ورقة الأسرى الإسرائيليين وفيهم من يحمل الجنسية الأميركية أيضاً، هؤلاء الأسرى الذين
يظنّ أنهم في معظمهم إن لم يكونوا جميعاً في منطقة رفح المستهدفة بالقصف والاجتياح،
وبالتالي ستكون حياتهم في خطر محتم لن يستطيع نتنياهو وجيشه المعتدي المهاجم قادراً على تجاوز وضعهم.

4 ـ ضغط إضافي محتمل صدوره عن الجبهات المساندة خاصة من جنوب لبنان واليمن وقد
سجل نموذجاً منه في المطلة في شمال فلسطين المحتلة التي شهدت عملية عسكرية نوعية
لتفجير طائرة مُسيّرة قتلت ضابطين «إسرائيليين» وتسبّبت بفتح تحقيق واسع لتحديد سبب
الفشل في الاعتراض والمواجهة.

5 ـ احتراف المقاومة الفلسطينية وذكاؤها في إدارة التفاوض، ولذلك لا نتوقع أن تقدم على
موقف يستفيد منه العدو ولن تقدّم له هدية الخروج من التفاوض لتخرجه من مأزقه…
هذه العوائق ستمنع «إسرائيل» من تحقيق أهداف عدوانها على رفح وستكون حائلاً أيضاً
أمامها للذهاب بعيداً في هذا العدوان خاصة أنّ الموقف الأميركي من صفقة التسوية من قبيل ما لا يمكن تجاهله، وستجد «إسرائيل» نفسها وبعد ان فشلت طيلة سبعة أشهر في تحقيق أهداف عدوانها على غزة وكان وضعها العسكريّ والسياسي والدعم الدولي لصالحها بشكل
أكبر بكثير مما هو عليه الآن، ستجد نفسها اليوم في وضع لا يمكنها من النجاح في عملية
رفح، لا بل ستكون في وضع تخسر فيه ورقة رفح وستضطر بعد فترة لا تتعدّى الأسابيع
الخمسة مضطرة للتسليم بالعجز والمضطرة للخضوع لضغط الميدان والسياسة والضغط
الدولي، وبشكل خاص الأميركي، والإقرار الضمني بأنّ حربها على غزة أخفقت وجلّ ما
حققت منها هو ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتدمير الذي قامت به. أما الأهداف
الاستراتيجية فقد بقيت بعيدة عن متناول اليد، لذا ستبقى تعوّل على الدور الأميركي لإيجاد
المخرج من المأزق وحجب سلبيات العدوان ما أمكن ومنحها القدرات على الاستمرار إذ بدون
أميركا لا بقاء لـ «إسرائيل» في الوجود، كما بات مؤكداً…

صحيفة البناء

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار