الذكرى الـ 39 للانتفاضة الثورية في حركة فتح…محطة نضالية هامة لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني

الذكرى الـ 39 للانتفاضة الثورية في حركة فتح…محطة نضالية هامة لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني

في التاسع من أيار من كل عام تحل علينا ذكرى الانتفاضة الثورية التي جرت في صفوف حركة فتح عام 1983، تلك الانتفاضة التي غيرت مجرى السياسة في الساحة الفلسطينية وعرقلت مشروع التسوية المطروح في تلك  الفترة، وأعاقت الكثير من مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، حيث كان الهدف الأساسي من تلك الانتفاضة حماية الثورة ومسيرتها الكفاحية ودورها الهام في الصراع مع العدو الصهيوني، وليس مشروعاً إنقلابياً أو فصيلاً جديداً في الساحة الفلسطينية، بل كانت من أجل تصحيح المسار وتأكيداً على دور الحركة الريادي في طليعة أبناء الشعب الفلسطيني استمراراً لجملة المبادئ والمنطلقات والأسلوب والأهداف الوطنية التي قامت الحركة على أساسها، فعندما تحل تلك المناسبة نقف ونستحضر الأهداف الحقيقية التي سعت الانتفاضة لتحقيقها، وجملة المخاطر التي جاءت الانتفاضة موقفاً وفعلاً لمواجهتها، وجملة المهام الوطنية والقومية التي فرضتها اللحظة السياسية التي اندلعت الانتفاضة في خضمها.

يا أبطال الفتح

تطل علينا الذكرى الـ 39 للانتفاضة الثورية في حركة فتح وشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية يمر في مرحلة دقيقة وصعبة وخطيرة، وسط ظروف وتحديات ومخاطر تعصف بأمتنا العربية جمعاء في مختلف أقطارنا في مشرق الوطن العربي ومغربه، لذلك فإن مهامنا كبيرة تنتصب أمام قوى المقاومة الفلسطينية لإفشال ما يخطط له معسكر الأعداء من إمبرياليين وصهاينة لتصفية القضية الفلسطينية، وأن نجعل من المخاطر فرصة حقيقية للنهوض ومن التحديات طريق إعداد وفعل مقاوم ومن الحفاظ على عروبة فلسطين هدف لا يعلوه هدف آخر، واعتبار لا يتقدم عليه اعتبار آخر، وإذا كنا اليوم نجتمع كفلسطينيين على تحرير فلسطين من دنس الاحتلال بالمقاومة فعلينا تشكيل جبهة مقاومة وطنية، وهذا ما طرحته حركتنا منذ عامين تقريباً على معظم القوى الفلسطينية، وحظي هذا المشروع بنيل الرضى لكنه تأخر قليلاً، وفي كل الأحوال مازالت الحركة تصر على إنشاء الجبهة لأنها الوحيدة المؤهلة لقيادة الشعب الفلسطيني في هذه الآونة وقيادة مشروعه الوطني بعيداً عن التنسيق الأمني والاعتراف بالكيان الصهيوني واتفاق أوسلو الكارثي.

يا جماهير شعبنا

إن ما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشير بوضوح إلى قرب الانتصار على المشروع الصهيوني الاستيطاني، لأن شباب فلسطين الثائر لا يمكن أن يهدأ إلا بعد تحرير فلسطين.. كل فلسطين، فالعمليات الفدائية التي يقوم بها أبناء جنين ونابلس والخليل وباقي المدن الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948، وفي العمق الصهيوني تؤكد بلا ريب بأن هذا العدو يمكن اختراقه أمنياً بعد أن حاول تحصين نفسه على مدى أكثر من سبعين عاماً، وإذا كانت معاركه سابقاً تجري على حدود فلسطين فإنها اليوم انتقلت إلى داخل الكيان الذي أصبح أمنه مخلخلاً لا يمكن أن يواجه تلك العمليات، كما أن شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 48 أثبت للعالم أجمع بأن تدجينه مسألة مستحيلة وأنه جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني وأن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لإطلاق صواريخها في أي لحظة ضد أي حماقة ممكن أن يرتكبها جيش العدو الصهيوني، فلقد كانت معركة القدس درساً قاسياً للعدو الذي لن ينساه أبداً والذي مازالت مراكز الدراسات والأبحاث الصهيونية تبحث عن تفسير لما جرى في تلك المعركة.

إن محور المقاومة في هذه الأيام يزداد مناعة وصلابة وقوة، فهو يحقق الانتصار تلو الانتصار، فمن إيران الصامدة في وجه العقوبات، إلى سورية الخارجة من عدوان دولي وعربي عليها، إلى اليمن الذي يسحق أعداءه في تحالف العدوان السعودي، إلى حزب  الله الذي يهدد أمن الكيان الصهيوني، إلى المقاومة الفلسطينية التي تتطور قدراتها وتتنامى في كل يوم، كل ذلك يشير إلى أن هذا المحور أصبح قريباً من تحقيق أهدافه وفي المقدمة منها تحرير فلسطين، أما المطبيعن في الأنظمة الرسمية العربية فإنهم سوف يذهبون إلى مزابل التاريخ لأنهم تخلوا عن قضايا أمتهم وباعوها بأبخس الأثمان.

يا ثوار العاصفة

إن حركة فتح ستبقى رائدة للمشروع الوطني الفلسطيني والمقاومة وحدها هي التي تحمي القضية والحقوق، وهي الأسلوب الحتمي والوحيد لانجاز مهمة التحرير، هذا هو خطنا ونهجنا، وهذه هي رسالة انتفاضة فتح منذ التاسع من أيار عام 1983، فلنقاوم لنفشل المخططات المعادية، ولنقاوم حتى لا يتمكن الأعداء من انتاج نكبة جديدة أقسى وأشد خطراً من نكبة عام 48 التي تظل ذكراها الرابعة والسبعين في هذه الآونة.

وإنها لثورة حتى النصر.

اللجنة المركزية

لحركة فتح الانتفاضة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار