حب الله: أمريكا والصهيونية وأدواتها من الرجعية العربية أنشأت جبهة داخلية وصراع داخلي في العالم الإسلامي..ومصلحة لبنان وشعبه هي الأساس بكل قرارات الحزب في كل المراحل.
وقال: في السبعينات، عندما شهد لبنان حركة مطلبية كبيرة ضد السلطة السياسية التي رفضت تحقيق أي من المطالب، وخصوصا انماء المناطق المحرومة وتعريب المناهج التعليمية ومواجهة البطالة وغيرها من المطالب المحقة، ولكنها انتهت الى حرب أهلية… أما اليوم، فما حصل حراك مهم جدا وعابر للطوائف وعفوي، وبدأت أولى شراراته من منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية ومن ثم الى طريق المطار… والجميع يؤمن بأن هنالك مطالب معيشية محقة ينبغي العمل على تحقيقها. ولكن، توافرت لدينا معلومات ومعطيات قمنا بالبناء عليها. فالمبعوثون الامريكيون الذين تتابعوا على زيارة لبنان في الآونة الأخيرة، كانوا يحملون رسالة واحدة مفادها أنّ على الحكومة اللبنانية مواجهة حزب الله، علما ان أحدهم قال لفيلتمان هل أنتم جادون في حرب إيران فأجابه بأنّ أمريكا لا تريد محاربة إيران عسكريا بل اقتصاديا وعلى اللبنانيين ممارسة دور مماثل ضد الحزب… وادّعوا مجدداً أنّ هنالك مصنعاً للصواريخ الدقيقة في إحدى المناطق اللبنانية، وهو أمرٌ غير صحيح، فلم نقبل بالتفتيش وأصرّينا على جوابنا بأنّ ليس هنالك مصنع في ذلك الموقع. وكان ذلك مؤشرا واضحا ان الأمريكي يريد اقصاء حزب الله وكسر نتائج الانتخابات النيابية، كما أنّ الحزب قام بتفويض الرئيس بري بأمر ترسيم الحدود… ومن هنا كنا قلقين من أن يتم الإمساك بالحراك وحرفه ليصبح ضد المقاومة”..
ولفت الى ان حزب الله ومنذ اليوم الأول لدخوله الى الحكومة عمل بشكل جاد لفتح ملفات الفساد، ولكن كان واضحا أنّ القضاء يتعرض لضغوط كبيرة أخّرت التحقيق في هذه الملفات.
ولفت إلى أن الحكومة هي سبيل الإنقاذ الحالي، ولا يمكن تشكيلها إلّا برئيس اسمه “الحريري” أو من يسمّيه، وأيّ شخصٍ آخر لن تكتب له الحياة إلّا ساعات، فالحريري لديه شروطٌ لا نستطيع أن نتجاوب معها على مستوى صلاحيات استثنائية تتضمن قيامه بتعيين أعضاء حكومة التكنوقراط دون الرجوع لأحد، وغيرها… ودون ذلك فالضغط مستمر والمثال على ذلك انهيار الليرة الوهمي الذي يدفع ثمنه الناس وما هو إلا وسيلة ضغط… والحقيقة فإنّ الهلع الذي انتشر يهدف إلى تحقيق مآرب سياسية كما حصل في فترة حكومة عمر كرامي حيث ما لبث سعر الصرف أن تراجع إلى النصف بمجرد الإعلان عن ترشيح رفيق الحريري لرئاسة الحكومة.
وأكد حب الله أن الحريري وتيار المستقبل اليوم امام مسؤولية وطنية تاريخية، فالأمور في غاية الدقة وتتطلب اعلى درجات الحرص والتأني في التعامل مع الظروف الراهنة. لافتا الى ان تشكيل “حكومة المواجهة” قد درس من قبل الحزب وحركة أمل والتيار الوطني الحر. إلا أن قرار الحزب تشكيل حكومة وحدة وطنية والتركيز على الحريري سببه التركيبة اللبنانية.
وبالمقابل، أشار حب اله الى أن أمريكا لن تقبل أن يتم عزل لبنان عنها ولن تسمح بالانهيار في لبنان لأنها تريد النفط ولأنها لا تريد ان تفتح الجبهة مع “إسرائيل” وسوريا، كما انها لا تريد ان تترك أي ورقة ليمسك بها الطرف الاخر…. معتبرا ان مصلحة لبنان وشعبه هي الأساس بكل قرارات الحزب في كل المراحل، ولكن، بحال لم نستطع تحقيق هذا المبتغى ننتقل للخيارات الأخرى.”
التعليقات مغلقة.