في ذكرى استشهاد القائد أبو علي مصطفى: كان يمثل مسيرة من العطاء والتضحية، ومعبرا عن القيم والمبادئ الثورية.

خالد عبد المجيد *
في ذكرى استشهاد القائد الكبير الرفيق أبو علي مصطفى ؛ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وفي ذكرى كل شهداء أبناء شعبنا وأمتنا وفي ظل مقاومة شعبنا المتجددة “وانتفاضة القدس” ، نقف إجلالاً وإكباراً للشهيد الكبير ، ونستذكر مسيرةً طويلةً من العطاءات الي قام بها الشهيد الرمز أبو علي مصطفى .

كان رفيق درب وصديق عزيز تجاورنا وتشاركنا في مسيرة الثورة المعاصرة وفي مسيرة م. ت. ف ، وفي كل الأطر التي جمعتنا في العمل الوطني الفلسطيني، حيث كان دوما شهيدنا البطل الوحدوي – الملتزم – المعطاء – الواضح – المتصدي للنهج الخاطئ والتفريط بالحقوق – الحريص على نبض الشعب والمعبر بمصداقية عالية عن المبادئ والمثل والقيم التي قلما تتسم بها قيادات فلسطينية متنفذة في هذا الزمن الرديء، .أضف الى ذلك الأخلاق العالية والراقية التي كان يتمتع بها رفيقنا الشهيد أبو علي مصطفي .

وإذا توقفنا في هذه الذكرى وبعد هذه المسيرة الطويلة من عطاءات شعبنا
وعطاءات الجبهة الشعبية التي قادها بحكمة وشجاعة ومسؤولية وطنية وفصائل الثورة المعاصرة والتزام وعطاء شهيدنا القائد أبو علي مصطفى، فإن لهذه الذكرى في هذا العام معاني جديدة . من خلال المواقف والسياسات التي انتهجتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجسدت المعاني والمبادئ والأهداف التي حملها الشهيد أبو علي مصطفى ومن قبله الشهيد والقائد الكبير جورج حبش .

وفي مثل هكذا مناسبات نستذكر شهيدنا البطل أبو علي مصطفى وقائمة كبيرة من الشهداء ورموز شعبنا زينت مسيرة هذا الشعب العظيم وعطاءاته المستمرة والمتجددة وأنارت للأجيال القادمة طريقاً واضحاً في النضال والكفاح من أجل استعادة الأرض ونيل الحرية والاستقلال التي يتوق لها شعبنا .

وبالرغم من الكوارث التي لحقت بشعبنا والمعاناة الكبيرة وسياسة القتل والتدمير والاغتيال والإجرام الصهيوني المستمر ، وما قامت به المجموعات الإرهابية في مخيمات شعبنا في سوريا، ومايجري تجاه ابناء شعبنا في مخيمات لبنان نتيجة القوانين والقرارات المجحفة للحكومة اللبنانية تجاههم، وقبل هذا وذاك ما أصاب شعبنا من سياسة القيادة المتنفذة في فتح والمنظمة التي وقعت اتفاقات أوسلو والتزاماتها الخطيرة والتي شكلت كارثة وطنية ودمرت م.ت.ف ومؤسساتها ، وبالرغم من انهيار النظام العربي الرسمي والهجمة الأمريكية – الصهيونية، إلا أن شعبنا المعطاء وأمتنا العظيمة استمرت في مقاومتها وصمودها في مواجهة الإحتلال والمؤامرات في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وكان صمود وانتصار سوريا شعبا وجيشا وقيادة في وجه أكبر مؤامرة غربية صهيونية رجعية تكفيرية وتجذر محور المقاومة بدور ايران القوي والإقليمي أضف إلى ذلك دور روسيا الأتحادية والصينحيث تم إفشال المشروع الأمريكي في المنطقة والذي اعتمد على دور التنظيمات الأرهابية في سوريا والعراق والمنطقة , والمقاومة اللبنانية والفلسطينية اليوم تشكل منارات للحرية في زمن أصبح فيه الأغلبية الساحقة من الأنظمة العربية تسير في فلك أمريكا وتخضع للأرادة الغربية الصهيونية . وفي زمن أصبحت فيه الخيانة وجهة نظر . والجبن عند بعض الحكام والقيادات الفلسطينية والعربية سيد الموقف، إلا أن صمود ومقاومة وانتفاضة شعبنا التي خلقت حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للاحتلال الصهيوني . وصمود سوريا ومحور المقاومة في المنطقة أوقف المشروع الصهيوني – الأمريكي – الرجعي – التكفيري عند نقطة لا يستطيع التقدم فيها ويعتبر التراجع يشكل هزيمة كبرى له على صعيد المنطقة والعالم .

وفي ضوء هذه التطورات وفي ذكرى استشهاد الرفيق القائد أبو علي مصطفى فاذا اعتقد قادة الكيان أنهم باغتيالهم قادة سياسيين يستطيعون أن ينالوا من إرادة الشعب الفلسطيني وقواه الحية , فانهم واهمون لأن ذلك يؤدي إلى تجديد وعطاءات أكثر للتنظيم وللشعب كما حصل في اغتيال شهيدنا البطل أبو علي مصطفى ودور كتائب الشهيد أبو علي بعد اغتياله وما قامت به قوى المقاومة وأجنحتها العسكرية بعد اغتيال قياداتها الميدانية والسياسية .

وإذا كانت خسارة الجبهة الشعبية والشعب الفلسطيني كبيرة باستشهاد الرفيق أبو علي مصطفى وقادة شعبنا من القوى والفصائل وهم قائمة كبيرة في مقدمتهم قائمة طويلة من قيادات وكوادر الثورة الفلسطينية المعاصرة من كل الفصائل . وباستشهادهم تجدد النضال الوطني وتعزز ولم ينل العدو من خيار المقاومة بل تجذر هذا الخيار في صفوف شعبنا والفصائل،
وإذا اعتقد الكيان الصهيوني وبعض القادة من الدول الغربية والعربية والذين يطبعون ولا زالوا ينسقون مع الإحتلال ومع أعداء أمتنا أن مسيرة الكفاح الفلسطيني ستتوقف نتيجة سياسية الاغتيالات فهم واهمون لأنها لن تستطيع وقف مسيرة شعب قرر أن يحقق أهدافه ويقرر مصيره ويحرر أرضه بمسيرة كفاحية طويلة الأمد مهما فقد من أبنائه الأوفياء وقياداته الملتزمة وفي مقدمتهم الشهيد القائد أبو علي مصطفى والقادة الشهداء وكل شهداء شعبنا وأمتنا.

*الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار