ذكرى وفاة مفتي القدس القائد الوطني الفلسطيني الحاج امين الحسيني. 

 

مِثْل هَذَا اليَوْمُ، توفي في بيروت مفتي القدس الحاج أمين الحسيني، 4 تموز / يوليو 1974 م

.توفي الزعيم الفلسطيني ومفتي القدس الحاج أمين الحسيني في العاصمة اللبنانية بيروت يوم 4 تموز / يوليو 1974. ولد الحاج الحسيني في القدس عام 1897 م وتلقى تعليمه الابتدائي فيها قبل أن ينتقل إلى الأزهر الشريف ليُكمل دراسته العليا. أدى فريضة الحج وهو لم يزل شابا، فلازمه لقب الحاج طيلة حياته. التحق بعد ذلك بالكلية الحربية في اسطنبول التي تخرج منها برتبة ضابط صف، والتحق بالجيش العثماني لكنه بعد فترة قصيرة آثر العمل مع “الثورة العربية”، فانضم إلى قوات الشريف الحسين بن علي بهدف إقامة دولة عربية مستقلة.

.

عقب صدور “وعد بلفور”، قرّر الحاج الحسيني العودة إلى القدس وبدء الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني والبريطاني للبلاد، فأنشأ عام 1918 م أول منظمة سياسية في تاريخ فلسطين الحديث وهي “النادي العربي” الذي عمل على تنظيم مظاهرات في القدس عامي 1918 م و1919 م، وعقد في تلك الفترة المؤتمر العربي الفلسطيني الأول هناك. تسببت تلك المظاهرات في اعتقاله عام 1920 م، لكنه استطاع الهرب إلى الكرك جنوب الأردن ومنها إلى دمشق، فأصدرت الحكومة البريطانية عليه حكما غيابيا بالسجن 15 عاما، لكنها عادت وأسقطت الحكم في العام نفسه بعد أن حلّت إدارة مدنية برئاسة “هربرت صموئيل” محل الإدارة العسكرية في القدس، فعاد إلى فلسطين مرة أخرى.

.

انتخب مفتيا عاما للقدس عقب وفاة كامل الحسيني المفتي السابق، فأنشأ المجلس الإسلامي الأعلى للإشراف على مصالح المسلمين في فلسطين، وعقد المجلس في المسجد الأقصى مؤتمرا كبيرا عام 1931 م سُمي “المؤتمر الإسلامي الأول”. عقب استشهاد الشيخ عز الدين القسام عام 1935 م، اختير الحاج الحسيني رئيسا للهيئة العربية العليا التي أنشئت في العام نفسه، وضمّت مختلف التيارات السياسية الفلسطينية، وكان له دور بارز في ثورة 1936 م.

 

رفض الحاج الحسيني مشروع تقسيم فلسطين الذي طرح في حزيران 1937 م، فعمدت السلطات البريطانية الى اعتقاله، لكنه التجأ إلى الحرم القدسي الشريف، وأستمر الحاج الحسيني في ممارسة دوره من داخل الحرم.

بعد اغتيال حاكم اللواء الشمالي “إندروز”، أصدر المندوب السامي البريطاني قرارا بإقالة المفتي أمين الحسيني من منصبه واعتباره المسؤول عن “الإرهاب” الذي يتعرض له الجنود البريطانيون في فلسطين. لاحقته القوات البريطانية فخرج قسراً إلى يافا ثم إلى لبنان عبر مركب شراعي، فقبضت عليه السلطات الفرنسية لكنها لم تسلمه إلى بريطانيا. بقي في لبنان يمارس نشاطه السياسي، واضطر للخروج من لبنان مرة أخرى بعد التقارب الفرنسي البريطاني. فتنقل بين عدة عواصم عربية وغربية، وصل أولا إلى العراق ، وهناك أيد ثورة رشيد عالي الكيلاني، ثم اضطر لمغادرتها بعد فشل الثورة، فسافر إلى تركيا ومنها إلى بلغاريا ثم ألمانيا التي مكث فيها 4 أعوام.

.

بعد ذلك اضطر للتوجه إلى مصر، ليقود من هناك الهيئة العربية العليا مرة أخرى، وليعمل على تدعيم “جيش الجهاد المقدس”، وهناك أنشأ منظمة الشباب الفلسطيني. ففرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله بعد النكبة الكبرى عام 1948 م. مع اندلاع ثورة 1952 م في مصر، تعاون مع قادة الثورة في نقل الأسلحة سرا إلى سيناء ومنها إلى الفدائيين الفلسطينيين في الداخل. عام 1959 م، قرر الهجرة إلى سوريا ومنها إلى لبنان، واستأنف هناك نشاطه السياسي فأصدر مجلة “فلسطين” الشهرية، وبقي في لبنان حتى وفاته عام 1974 م ودُفن في “مقبرة الشهداء”.

بتصرف. #ميثاق.#تجمع بالقدس يهتدون.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار