حالة جدل وتساؤلات تنتظر الإجابة حول الظهور المفاجئ “لياسر عباس” بقوة على الساحة..لماذا يشارك نجل الرئيس عباس في اجتماعات حساسة؟..وهل هي الخطوة الأولى للخلافة؟ أم أجندات أخرى تسير عليها السلطة الفلسطينية..؟

حالة جدل وتساؤلات تنتظر الإجابة حول الظهور المفاجئ “لياسر عباس” بقوة على الساحة..لماذا يشارك نجل الرئيس عباس في اجتماعات حساسة؟..وهل هي الخطوة الأولى للخلافة؟ أم أجندات أخرى تسير عليها السلطة الفلسطينية..؟

غزة- خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي:
حالة واسعة من الجدل تدور داخل الساحة الفلسطينية بعد الكشف لأول مرة عن لقاءات سرية تجري على مستوى سياسي كبير برئاسة “ياسر عباس” نجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، وبعيدة عن أعين ورادارات الصحافة.
ورغم أن الأنباء تتداول بقوة على وسائل الإعلام المحلية والعبرية وحتى الدولية حول هذا الملف منذ عدة أيام، إلا أن السلطة الفلسطينية لم تعقب بالنفي أو حتى بالتأكيد، وهو الامر الذي شجع فرضية صحتها، فيما لا تزال الكثير من الأسئلة تبحث عن إجابة حول أسباب ظهور اسم “ياسر عباس”، في نفس المرحلة التي يتم فيها الحديث عن رحيله والده والبحث عن البديل في ظل بورصة أسماء غير مستقرة.
وأثارت مجلة إسرائيلية جدلا بعد الكشف عن مشاركة ياسر، نجل رئيس السلطة الفلسطينية وحركة فتح، محمود عباس، في الاجتماعات التي استضافتها الرياض بين مسؤولين من السلطة والمملكة والولايات المتحدة، لمناقشة مسألة التطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت مجلة “تايمز أوف إسرائيل”، إنها حصلت على معلومات تفيد بمشاركة ياسر عباس (62 عاما) في الاجتماع، نقلا عن مصدرين مطلعين على الأمر (لم تسمهما).
واعتبرت المجلة أن إشراك نجل عباس، والذي يعيش خارج الضفة الغربية المحتلة، في المحادثات مع المسؤولين السعوديين والأمريكيين؛ مثيرًا للتساؤل نظرًا لافتقاره لأيّ دورٍ رسميٍّ في سلطة رام الله، موضحةً أنها توجهت لمكتب الرئيس عباس برام الله، بيد أنها لم تتلقَ ردًا على سؤالها حول مشاركة عباس الابن في الوفد الفلسطيني للسعودية.
وإلى جانب ياسر عباس، كما تقول المجلة، ضم وفد السلطة كل من وزير الشؤون المدنية في سلطة رام الله، حسين الشيخ، ورئيس مخابرات السلطة ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي لرئيس السلطة مجدي الخالدي.
وكان أبرز المشاركين من الجانب السعودي هو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ومن الولايات المتحدة مبعوث البيت الأبيض في الشرق الأوسط بريت ماكجورك، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف.
وقد اختارت رام الله والرياض وواشنطن عدم إصدار تصريحاتٍ أو صورٍ من اجتماعات الأسبوع الماضي، “الأمر الذي سمح بإدراج ياسر عباس من تحت الطاولة”، بحسب المجلة الإسرائيلية.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نقلت عن مسؤول عربي قوله إن السعوديين وعدوا وفد رام الله بعدم التخلي عن القضية الفلسطينية أثناء انخراطهم في مفاوضات مع الولايات المتحدة حول اتفاق تطبيع محتمل مع “تل أبيب”.
ونقلت الصحيفة تصريحات لغيث العمري، من معهد واشنطن للسلام في الشرق الأوسط، قال فيها إن ضم ياسر عباس إلى الوفد “صادم”، نظرا لأن نجل الرئيس “ليس لديه منصب رسمي وليس جزءا من الحياة السياسية الفلسطينية”.
وقال العمري إن هذه المشاركة “تعزز الشعور لدى الجمهور الفلسطيني بأن السلطة الفلسطينية تدار بشكل سيء، وأن عملية صنع القرار مزاجية، وأن المحسوبية منتشرة”، مضيفا أنه “لا يوجد منطق حكومي لإشراك ياسر عباس في هذه الاجتماعات، وهذا يعزز صورة الفساد لدى الفلسطينيين تجاه السلطة الفلسطينية”.
ويذكر أنه في عام 2009، كشف تقرير لوكالة رويترز أن شركة “فالكون” للمقاولات الكهروميكانيكية التابعة لياسر عباس وقعت عقدا بقيمة 1.89 مليون دولار مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لبناء منشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وتم توقيع العقد بعد خمسة أشهر من تولي محمود عباس منصب الرئيس، رغم أن محامي ياسر عباس قال لرويترز في ذلك الوقت إن المزايدة على العقد بدأت قبل تولي والده منصبه عام 2005.
ويذكر أن الإعلان الرسمي الفلسطيني عن الزيارة كان إجراء محادثات مع مسؤولين سعوديين، دون أي لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، بينما قالت شبكة “بي بي سي” حينها أن الوفد تلقى تعليمات من عباس، بعقد لقاءات مع المسؤولين السعوديين فقط.
ويبقى هنا التساؤل.. هل يحق لنجل الرئيس عباس المشاركة في تلك الاجتماعات؟ وما الهدف من إظهاره الأن وتلميع صورته؟ وهل يمكن أن يكون الخليفة المحتمل؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار