المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف مخيم عين الحلوه: إزالة المخيمات الفلسطينية في لبنان مقدمه لإنهاء قضية اللاجئين ..نـص وثـيـقـة دبـلـومـاسـيـة مـن سـفـارة عـربـيـة فـي بـيـروت*.

المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف مخيم عين الحلوه: إزالة المخيمات الفلسطينية في لبنان مقدمه لإنهاء قضية اللاجئين ..نـص وثـيـقـة دبـلـومـاسـيـة مـن سـفـارة عـربـيـة فـي بـيـروت*.

 

-الـجـنـرال فـوتـيـل يـتـفـقـد مـحـيـط الـمـخـيـم ويـسـأل الـجـيـش عـن تـفـاصـيـلـه

– عـزل الـمـخـيـمـات عـن مـحـيـطـهـا… تـوتـيـر فـاشـتـبـاكـات تـمـهـيـداً لإزالـتـهـا

 

*إبـراهـيـم الأمـيـن – الأخـبـار*

علاقة العرب بفكرة المؤامرة ملتبسة إلى حدّ تمرير مؤامرات كبيرة لا يقتنع أحد بها، حتى ولو كشفت تفاصيلها بعد زمن.

 

أما العارفون بتفاصيلها، فغالباً ما لا يجيدون التعامل معها، كون عناصرها غالباً ما تكون سرية، أو مغلّفة بعناصر أخرى.

 

وإذا كان هناك، بين العرب واللبنانيين، من ليس مقتنعاً بالتآمر المستمر على القضية الفلسطينية، فهذه على الأغلب مشكلة لا علاج لها.

 

قبل عشرة أعوام على الأقل، بدأ مسلسل تراجع تمويل منظمة «الأونروا» المسؤولة عن غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم، وفُرضت بدائل عن طريق منظمات يموّلها الغرب ويديرها.

 

وسرعان ما ارتفعت نسبة الراغبين أو الساعين إلى الهجرة إلى بلاد العالم!

 

في تلك الفترة، عُقدت اجتماعات بإدارة الولايات المتحدة، حضرها لبنان عبر موفدين لرئاسة الحكومة باعتباره البلد المضيف لأكبر عدد من اللاجئين.

 

وفي اجتماع شهير في عمّان، قبل نحو تسع سنوات (بالمناسبة، شاركت فيه السفيرة الأميركية الحالية في بيروت دوروثي شيا)، تبلّغ اللبنانيون من مسؤول أميركي بأن عليهم التفكير بواقعية والتوقف عن ترداد معزوفة القرار 194.

 

وحتى لا تكثر الأسئلة، بادر المسؤول الأميركي نفسه بالقول: «لم يعد في لبنان أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني، بعضهم يريد السفر إلى الغرب، وقسم صغير يدرس إمكانية الانتقال إلى قطاع غزة،…

 

وعلى لبنان استيعاب من يتبقّى منهم ودمجهم سكنياً – بإخراجهم من المخيم الى داخل المدن – واجتماعيا واقتصادياً – من خلال إلغاء الحظر المفروض على ممارستهم لمهن وأعمال معينة -، ومنحهم إقامات دائمة في انتظار اللحظة المناسبة لتجنيسهم.

 

حدثت أمور كثيرة خلال هذه الفترة، لكن هذا الهدف لم يتحقق. وعاكست نتائج الحرب على سوريا المشروع الرامي إلى إنهاء ملف اللجوء الفلسطيني في دول الطوق.

 

وتطوّر واقع قوى المقاومة في لبنان وفلسطين، وحقّق الفلسطينيون إنجازات تتيح لهم فعلياً العودة إلى بلادهم.

 

إلا أن هذا كله تحوّل إلى سبب إضافي عند الأميركيين للتسريع في خطوات، هدفها الفعلي إزالة المخيمات الفلسطينية في لبنان من الوجود.

 

*وثـيـقـة رسـمـيـة عـربـيـة:* الـمـشـروع الأمـيـركـي

 

عندما زار رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج لبنان في النصف الثاني من تموز، نفى كثيرون أي علاقة للزيارة بأي تطورات سلبية في لبنان.

 

وعندما اندلعت الاشتباكات في عين الحلوة، نهاية تموز، بذريعة عملية اغتيال (غالباً ما تحصل عمليات كهذه مجهولة المنفّذ وتتسبب بمعارك مفتوحة)…

 

خرج من يؤكد أنه لا يوجد أي تنسيق بين الولايات المتحدة والقوى الحليفة لها في لبنان وفلسطين والمنطقة لإشعال المخيمات تمهيداً لتدميرها وإزالتها.

 

أما من تحدثوا عن المشروع الأميركي، فقد اتُّهموا (ونحن منهم) بأنهم شركاء في شيطنة حركة «فتح»، وبتحميل سلطة رام الله أكثر مما تحتمل.

 

غير أن سفارة دولة عربية بارزة في بيروت، لا تربطها أي علاقة بـ«الأخبار»، كانت تراقب وتجمع المعطيات، وأعدّت تقريراً إلى حكومتها، عرضت فيه التطورات السياسية والأمنية التي شهدها الشهران الماضيان.

 

وكانت خلاصة الوثيقة أن ما يجري هو جزء من مشروع أميركي ونقطة على السطر!

 

*في ما يلي، تنشر «الأخبار» نصاً (غير كامل لضرورات مهنية) لوثيقة مصنّفة «سرّيةً للغاية» أعدّتها هذه السفارة، وجاء فيها:*

 

«منذ وقت غير قصير، هناك تحضيرات أميركية مُبكّرة لتصفية مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان باعتباره عنواناً أساسياً من عناوين اللجوء الفلسطيني في الشتات.

 

وقد بُوشر هذا التوجه من قبل قادة وضباط عسكريين أوفدتهم واشنطن في السنوات الأخيرة».

 

وتضيف الوثيقة «أن الاشتباكات المُتكررة في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح وجماعات ذات طبيعة عقائدية مُتشددة ليست بعيدة عن تحركات قامت بها وفود عسكرية أميركية، وبسرية تامة، إلى المنطقة المُطلة على المخيم.

 

حيث سُجلت زيارات ميدانية مُتكررة للوفود الأميركية التابعة للقيادة العسكرية الوسطى، بلغت ثلاث زيارات على الأقل عام 2018، أبرزها لقائد القيادة الوسطى آنذاك الجنرال جوزيف فوتيل».

 

ونسبت الوثيقة إلى «مصادر أمنية لبنانية، أن الجنرال فوتيل طلب خلال زيارة دورية لقيادة الجيش اللبناني ترتيب جولة استطلاعية له إلى محيط مخيم عين الحلوة على أن يرافقه فيها ضباط لبنانيون مُلمّون بهذا الملف.

 

وقد استغرب قائد الجيش العماد جوزيف عون هذا الطلب، باعتبار أن بإمكان قائد المنطقة الوسطى الذي تمتد سلطته العسكرية بين أفغانستان ولبنان أن يوفد بدلاً منه فريقاً من ضباطه لهذه الغاية، فضلاً عن أن المخيم لا يُمثل في نظره رقماً صعباً في الحسابات العسكرية الإستراتيجية.

 

وبالفعل، تم للجنرال الأميركي ما أراد، حيث عاين المخيم من تلة سيروب المطلّة على المخيم.

 

وتبيّن أن فوتيل يحمل معه خرائط مفصّلة للمخيم ومحيطه، وقد وجّه أسئلة مُحددة إلى فريق مخابرات الجيش الذي رافقه تناولت النقاط الآتية:

 

*أولاً:* واقع المخيم جغرافياً وبشرياً.

 

*ثانياً:* هوية المجموعات المسلحة المُنتشرة في داخله وأعدادها وأماكن تمركزها، وتوقف بالتحديد بالسؤال عن جماعة «أنصار الله» بقيادة جمال سليمان ومجموعات إسلامية أخرى.

 

*ثالثاً:* عدد النازحين الفلسطينيين الذين وفدوا من سوريا إلى مخيم عين الحلوة.

 

*رابعاً:* طبيعة التدابير التي يتخذها الجيش اللبناني حول المخيم.

 

*خامساً:* تطورات خطة بناء جدار إسمنتي حول المخيم».

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار