أجهزة السلطة الفلسطينية تلاحق المقاومين وتعتدي على الطلبه..هل هو تنفيذ لمخطط خارجي خطير؟ وما علاقة اجتماعات شرم الشيخ والعقبة بما يجري..؟ الفتنة الداخلية تشتعل “وقمع” يتجاوز الحدود..

أجهزة السلطة الفلسطينية تلاحق المقاومين وتعتدي على الطلبه..هل هو تنفيذ لمخطط خارجي خطير؟ وما علاقة اجتماعات شرم الشيخ والعقبة بما يجري..؟ الفتنة الداخلية تشتعل “وقمع” يتجاوز الحدود..

 

غزة- خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي:

خلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت وبوتيرة خطيرة وغير مسبوقة عمليات وتحركات أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية “المسعورة” في ملاحقة طلبة الجامعات والمقاومين داخل مدن الضفة الغربية المحتلة، في مؤشر أثار الكثير من البلبلة والتساؤلات وفتح بابًا من الانتقادات للسلطة.

فيكاد لا يمر يوميًا واحدًا إلا وتُسجل فيه عمليات اعتقال أو ملاحقات أو اعتداءات من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية على طلبة الجامعات أو المقاومين، الامر الذي أجبر العديد من الشخصيات الفلسطينية لدق ناقوس الخطر والتحذير من هذه “الهجمة” التي بحسبهم تخدم إسرائيل أولا وتنفذ القرارات التي صدرت عن الاجتماعات السرية بين إسرائيل والسلطة ودول عربية.

وأمس السبت أعلنت الكتلة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس، عن رفضها واستهجانها لاعتداءات أجهزة أمن السلطة التي طالت عدداً من طلبة الجامعة، أثناء فعالية احتجاجية ومنددة باعتقال ممثلها الطالب مهند قفيشة.

وأشارت الكتلة الإسلامية إلى أن أجهزة أمن السلطة وبلباس مدني، اعتدت على أبناء الكتلة والقطب الديمقراطي وجبهة العمل، بالضرب والسحل، خلال مؤتمر صحفي دعت له الحركة الطلابية بالجامعة، على خلفية اختطاف الطالب مهند قفيشة لدى السلطة.

 

المخطط الأخطر

وكانت الكتل الطلابية في جامعة القدس دعت للإفراج الفوري عن الطالب بكلية المهنة الصحية مهند قفيشة، مشيرة إلى أنها ستنظم مؤتمراً صحفياً الساعة الواحدة ظهراً، ضد اعتقال قفيشة.

واعتقلت أجهزة السلطة في الخليل منسق الكتلة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس مهند قفيشة، قبل 4 أيام، وذلك بعد مداهمة منزله عدة مرات.

وقال المتحدث باسم الكتلة الإسلامية في جامعة أبو ديس، محمد كسواني إن الهجمة على الشعب الفلسطيني تزدادُ شراسةً من الاحتلال، ويجب علينا أن نتكاتف من أجل الوحدة ومقاومة الاحتلال، إلا أن أجهزة السلطة تواصل اعتقالاتها السياسية بحق الطلبة والنشطاء.

بدوره قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة إنه في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا لانتهاكات مستمرة من الاحتلال تخرج علينا فئة من أبناء جلدتنا وتعتقل الطلاب والمقاومين.

وأكد أن هذه الحالة خطرة تجرّنا إلى فتن داخلية فلسطينية، في ظل مواصلة أجهزة السلطة لحملات الاعتقال السياسي.

كما أكد النائب فتحي القرعاوي، أن الشباب الثائر في الضفة الغربية سيواصلون القيام بدورهم في مقاومة الاحتلال، رغم ملاحقة أجهزة السلطة التي تسعى لاعتقالهم وزجهم في السجون، موضحًا أن السلطة وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية لا يروق لها أن ترى أحدًا يحمل السلاح ويقاوم الاحتلال.

وأشار إلى أن الاحتلال يقتحم المخيمات والأحياء الفلسطينية بالضفة بهدف نزع سلاح المقاومة، ويضغط على السلطة التي بدورها تلاحق المقاومين، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية والإجماع الوطني على العمل المقاوم ضد الاحتلال.

وتعتقل أجهزة السلطة في الضفة الغربية عشرات النشطاء وطلبة الجامعات والمقاومين والأسرى المحررين في سجونها، وتعرضهم للتعذيب والتحقيق القاسيين، ضاربة بعرض الحائط كافة المناشدات الشعبية والفصائلية والحقوقية الداعية لإنهاء الاعتقال السياسي، وفق مراكز حقوقية فلسطينية.

وفي هذا الصدد أكد الناشط السياسي عمر عساف، أن أجهزة السلطة مستمرة في تغولها الأمني واعتداءها على طلبة الجامعات في الضفة الغربية، تحديدًا بعد اعتداء عناصرها ظهر السبت، على وقفة نظمتها الكتلة الإسلامية في جامعة القدس “أبو ديس” بصورة همجية.

 

الخوف من المقاومة

وقال، إن السلطة تقوم بهذه الأفعال لأنها مأزومة، وتحاول أن تفي بالتزامات “شرم الشيخ”، و”العقبة”، مضيفًا السلطة تعتدي على المواطنين تحديدًا في ظل تصاعد المقاومة، والتفاف الشعب حولها، مشيرًا إلى أن التصرفات التي تقوم بها السلطة بحق الطلبة غريبة ومستهجنة.

وأوضح عساف أن السلوك التي تقوم به السلطة بحق الطلبة يؤثر على الوسط المجتمعي، وعلى صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال، مشيرًا إلى أن اعتداءات السلطة بحق فئات المجتمع وخاصة الطلبة يرفع من حالة الاحتقان بين السلطة وبين أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذه السلوكيات تهدد النسيج المجتمعي الفلسطيني. ودعا عساف لتكاتف الجهود الوطنية والشعبية والمجتمعية والأهلية لوقف سلوك السلطة المشين بحق الطلبة وأبناء الشعب الفلسطيني.

من جهتها أكدت حركة “حماس” أنّ مواصلة أجهزة السلطة الأمنية اعتقال طلبة الجامعات، وطلبة الكتلة الإسلامية، جريمة مرفوضة تصبّ في صالح الاحتلال، وتقدّم له خدمة مجانية، في تناقض واضح مع قيم شعبنا ومبادئه الأخلاقية والوطنية في إطار معركته الشاملة مع الاحتلال.

وأدانت هذا السلوك الذي تسبّب بالكثير من الجراح والآلام والمعاناة لطلبتنا، ولا يزال هذا الجرح يتعمق بلا مسؤولية من جانب هذه الأجهزة وقادتها المتنفذّين، وأضافت: نقول لهذه الأجهزة كفى، فإن التعامي عن مآلات هذه الأفعال ليس في مصلحة شعبنا وقضيتنا، وإنّ الحفاظ على السلم الأهلي لشعبنا ضرورة لا يرفضها إلا مغرض وجاهل بضرورة التماسك والقوة الداخلية في مواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه العابثين بأمن أهلنا في الضفة الغربية المحتلة.

وشددت على أن طلبة الجامعات هم عنوان من عناوين الحركة الوطنية الأصيلة، وهم عماد من أعمدة العمل الفعّال ضد الاحتلال، وإنّ محاولة إضعافهم والتأثير على معنوياتهم محاولة يائسة ستتحطم أمام تاريخ طويل عبَّدته الحركة الطلابية بالدماء من أجل رفعة شعبنا والانتصار لمشروعه المناهض للاحتلال، وحماية المسجد الأقصى المبارك.

ودعت الحركة أجهزة السلطة إلى وقف هذا النهج، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين، وطلبة الجامعات، مؤكّدة دور جميع الفصائل والمؤسسات والشخصيات الوطنية في لجم الاعتقال السياسي وانتهاكات الأجهزة الأمنية، حمايةً لوحدة شعبنا وجبهتنا الداخلية حتى التخلّص من الاحتلال الصهيوني الغاشم.

ويبقى السؤال الأبرز.. لمصلحة من هذه الاعتقالات والملاحقات التي لا تتوقف؟ وما هدف السلطة الفلسطينية الرئيسي منها؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار