ندوة سياسية حول “صك الانتداب” بثقافي أبو رمانة.. سفير اليمن: المقاومة خيارنا الوحيد.. جبور: لنحرك ضمير العالم.. عبد المجيد:معركة سيف القدس أذلت الإحتلال وغيرت المعادلات

ندوة سياسية حول “صك الانتداب” بثقافي أبو رمانة.. سفير اليمن: المقاومة خيارنا الوحيد.. جبور: لنحرك ضمير العالم..

عبد المجيد:معركة سيف القدس أذلت الإحتلال وغيرت المعادلات

جريدة الثورة:متابعة-ريم صالح
“بعد خمسة أسابيع موعد الوقفة السياسية بمناسبة مئوية صك الانتداب على فلسطين.. أين وصلنا؟” هو عنوان الندوة السياسية التي أقيمت صباح اليوم بالمركز الثقافي العربي بدمشق “أبو رمانة” وشارك فيها وتحدث من منصتها نخبة من الدبلوماسيين والسياسيين والباحثين والأكاديميين والمثقفين، ومنهم الأستاذ الدكتور جورج جبور رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة، والمستشار رشيد موعد، والسفير اليمني في دمشق عبد الله صبري، والأستاذ خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وعضو امانة اتحاد كتاب وأدباء فلسطين الأستاذ عبد الفتاح إدريس والأساتذة باسل كويفي وغسان العيد ورباب أحمد، والدكتور إبراهيم سعيد والدكتور سليم الخراط والدكتور سهير سليمان وعدد من الباحثين.

وأكد رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة الأستاذ الدكتور جورج جبور خلال الندوة على أن المقاومة على الأرض، والمقاومة الدبلوماسية، والمقاومة الثقافية والأكاديمية هي الخيار الوحيد لاسترجاع الحقوق العربية المغتصبة وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتساءل الدكتور جبور خلال الندوة: هل نستطيع أن نفعل شيئاً لنصرة شعبنا الفلسطيني واسترجاع حقوقه المغتصبة، أم أننا سنكون مجرد شاهد على مرور الأيام؟، ثم أليس كل ما يقوم به المحتل الإسرائيلي كفيل بأن يحاسب عليه كمجرم ضد الإنسانية باعتباره يضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية؟.
وأضاف الدكتور جبور لقد كانت ندوة غنية بالنقاش، لكن السؤال الكبير: هل نستطيع أن نزيد من تحريك ضمير العالم بمناسبة مئوية وثيقة قتل مستمر منذ 100 عام وإلى الآن اسمها الرسمي “صك الانتداب على فلسطين”؟ مشيراً إلى تعاون منظمة هامة ورئيسها الدكتور عبد الحميد دشتي مع الرابطة السورية للأمم المتحدة في فعالية تقام يوم السادس من تموز 2022 وإلى أهمية المؤتمرين القومي العربي والقومي الإسلامي في موضوع المئوية.
بدوره أكد السفير اليمني بدمشق عبد الله صبري أن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية وقومية وإنسانية، وهي قضية عربية بامتياز، وبالتالي من الصعب الوصول إلى حلول مأمولة إلا في حال العمل في إطارها العربي وبتكامل تام مع الأمة العربية ككل.
وأشار صبري إلى أنه لا خيار لتحرير الأراضي المحتلة إلا بالتمسك بنهج المقاومة، فكل المسارات السياسية من كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وصلت إلى طريق مسدود.
وأوضح أنه من الضروري اليوم تضافر الجهود والتنسيق التام بين المقاومة الفلسطينية والمقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الشعبية في الجولان السوري المحتل الأمر الذي من شأنه محاصرة كيان العدو الإسرائيلي وخنقه من كل الجهات.
ولفت السفير اليمني إلى المواقف السورية المشرفة وإلى إنجازات الجيش العربي السوري، فوحدها سورية وجيشها الباسل من بقيت متمسكة بثوابتها الوطنية والقومية والعروبية وخياراتها الإستراتيجية، ولم ترضخ أو تتنازل رغم هذه الهجمة الاستعمارية والحرب الكونية التي تعرضت لها ولا تزال.
وأدان السفير اليمني هرولة البعض العربي للتطبيع مع كيان العدو وعقد الصفقات التجارية والاقتصادية معه في وقت يمعن هذا الكيان بإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره وطرده من أرضه.
أما مستشار محكمة الجنايات سابقاً رشيد موعد فقدم عرضاً تاريخياً لأبرز وأهم المحطات التي كان من شأنها غرس هذا الكيان الغاصب في قلب الأمة العربية لمنع قيام أي وحدة عربية بين مشرقها ومغربها.
وأوضح موعد أن “إسرائيل” منذ إنشائها بدعم بريطاني وأمريكي وأممي حتى يومنا هذا تنتهك كل المواثيق والأعراف الدولية، لافتاً على سبيل الذكر لا الحصر إلى أن “إسرائيل” تخالف جملة وتفصيلاً القرار رقم 273 الصادر في 1949/5/11 والذي قبلت بموجبه كعضو في الأمم المتحدة، فبحسب هذا القرار يجب لقبول عضوية أي دولة أو كيان في الأمم المتحدة أن تكون محبة للسلام، وأن تنفذ القرارين 181 الصادر في 1947/11/29 وأيضاً القرار 194 الصادر في 1948/12/11 الأمر الذي لم تلتزم به “إسرائيل” على الإطلاق، وتساءل بالقول: أين محبتها للسلام وهي تبيد الفلسطينيين وتعتدي على السوريين وتمارس إرهاباً منظماً؟.
كما أوضح بأن “إسرائيل” هي الكيان الوحيد الذي وجد بقرار، وليس لها دستور حتى اللحظة، كما أنه ليس لها أي حدود، فحدودها حسب عقلية مجرمي الحرب الصهاينة هي كل مكان تطؤه أقدام الجندي الصهيوني.

من جانبه قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد إن صك الانتداب هو الذي شرعن قيام “إسرائيل”، ووعد بلفور، ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية التي تخوض هذا الصراع العربي – الصهيوني ، وشعبنا في الخندق الأمامي في هذا الصراع ، وقاوم عبر تاريخ طويل بكل الأشكال ولم يترك وسيلة إلا ولجأ إليها سواء بالصاروخ أو الكلمة أو السكين، ومعركة سيف القدس العام الماضي أذلت الإحتلال وغيرت قواعد الإشتباك والمعادلات ، والكيان الصهيوني يعيش حالة قلق دائم وحالة من الإرباك والتخبط والإحباط وقادته مربكين ومنقسمين ، وهم يقولون أننا نخوض معركة مفصلية وجودية وبدأوا مقتنعين بزوال كيانهم.
وأدان عبد المجيد عمالة البعض العربي وتواطؤه وارتهانه للعدو الإسرائيلي محملاً هذا البعض مسؤولية ما وصلنا إليه اليوم.

وشدد على أن النهج المركزي لنا جميعاً هو المقاومة بكل أشكالها، في مواجهة أعداء الأمة لافتاً إلى أن سورية هي الدولة العربية الوحيدة في ظل هذا الانهيار العربي الرسمي التي ترفض التطبيع مع العدو الصهيوني وقاومت مخططات الأعداء وأفشلت مع حلفائها مشروع “الشرق اوسط الجديد” وتعتبر قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة، وتقف سداً منيعاً في وجه المشروع الصهيوني.
كما نوه إلى أهمية التحرك على الساحتين العربية والدولية سواء أكان تحركاً شعبياً أو اقتصادياً أو قانونياً.
من جهته أكد رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين الدكتور عبد الفتاح إدريس على الأسف الشديد لغياب الجدية الدولية في التعاطي مع الإرهاب الإسرائيلي مشيراً أنه لا يوجد حتى اللحظة متابعة حقيقية فعلية وجدية لقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف: إن الخطاب السياسي الفلسطيني يعاب عليه حالياً أنه حتى اللحظة خطاب داخلي ولم يكن له بالتالي أي نشاط مؤثر على المستوى العالمي والإعلامي.
حضر الندوة نخبة من السياسيين والأكاديميين والمثقفين العرب والفلسطينيين والسوريين، والأستاذ أحمد الحسن العضو الأسبق في القيادتين القومية والقطرية ووزير الإعلام الأسبق.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار