فتح تحتضر…فتح لم تتعلم الدرس بعد حزب العمل الذي قاد اوسلو انتهى سياسيا في “اسرائيل”رغم انه من أنشأ دولة الميان الصهيوني.

فتح تحتضر…فتح لم تتعلم الدرس بعد حزب العمل الذي قاد اوسلو انتهى سياسيا في “اسرائيل”رغم انه من أنشأ دولة الميان الصهيوني.

“أي فتح بدون السلطة واي سلطة بدون اعضاء حركة فتح؟؟ فأعضاء اللجنة المركزية يحصلون على مخصصاتهم المالية وسياراتهم ونثرياتهم وغير ذلك من خزينة السلطة.”

بقلم: المحامي صلاح الدين موسى
“طالما ان حالة الاقصاء هي السائدة في المشهد الفتحاوي، فكل من يعارض سياسة الرئيس يتم اقصاءه او تحجيمه اذن فان الحركة تذهب نحو الضمور”
“هناك طبقة نشأت بحكم مواقعها في اجهزة السلطة، لديها الاستعداد ان تدافع عن مصالحها، بشتى الوسائل”
“تكرار المطالبات والشجب والاستنكار والدعوات للمجتمع الدولي والتوجه للمحكمة الجنائية الدولية وغيرها، اصبحت محل استهزاء شعبي، لان المجتمع الدولي لا يأبه بالضعيف”
“الصراع المحتدم بين اعضاء اللجنة المركزية على خلافة الرئيس بات محل وضوح وتحالفات، وكأن كل ما يجري حولنا ليس ذا صلة”
“سوء الاحوال وارتفاع الاسعار وكثرة الاضرابات وسيل القرارات بقوانين تعكس ان من يدير الضفة منفصل عن الواقع.”
“حجم الفضائح المنتشرة والمتداولة عن المسئولين وابنائهم، وحجم التعيينات ومصاريف السفارات واسرهم. تجعل امام فتح تحديات وجودية تتعلق بثقة الجمهور بها.
هذا بعض ما كتبه الاستاذ المحامي صلاح الدين موسى ..
>ادناه تفاصيل المقال<
لامست كلمات قدورة فارس شغاف الفتحاويين في الذكرى العشرين لأسر القائد مروان البرغوثي والذي دعا فيها الى اعادة الاعتبار الى حركة فتح، وخص الرئيس واللجنة المركزية باتخاذ القرار بذلك، الا ان هذه الدعوات مع صدقها لم يعد لها وزن في الميدان والفعل، فالأحداث تجاوزت كل محاولات العودة الى الوراء، فتح واعضائها وانصارها على ما يبدو لم يتعلموا الدرس بعد حزب العمل الذي قاد اوسلو انتهى سياسيا في “اسرائيل” رغم انه من أنشأ دولة “اسرائيل”. كما ان دعوات وتفسير عديد من اعضاء اللجنة المركزية لفتح ان خسارة الحركة في انتخابات بير زيت بسبب التصاق فتح بالسلطة واخطاء السلطة ايضا امرا يبعث على الاستغراب، فأي فتح بدون السلطة واي سلطة بدون اعضاء حركة فتح، فأعضاء اللجنة المركزية يحصلون على مخصصاتهم المالية وسياراتهم ونثرياتهم وغير ذلك من خزينة السلطة كما ان اعدادا كبيرة من اعضاء فتح مفرغين على كادر السلطة او انهم يعملون في وزراتها او مؤسساتها العامة، فأي فصل الذي يتحدثون عنه. حان الوقت لان يقرأ الواقع لمستقبل حركة فتح بعين موضوعية وبصدق وبلا مزاودة او تهور او تمنيات. فتح بصفتها قائدة للحركة الوطنية الفلسطينية قادت خطا سياسيا ثبت فشله، حاول الرئيس الشهيد ياسر عرفات تدارك ذلك وقاد انتفاضة الاقصى وفتح الباب امام الفصائل للمشاركة بها بل وفر لها كل دعم ممكن، ثم جاء الرئيس ابو مازن واعلن انه ضد العنف مهما كانت اشكاله وطرقه ومن ثم جاء الانقسام الفلسطيني الذي انشأ كيانين في كل من الضفة وغزة يدار كل منهما بطريقة مختلفة. اليوم وبعد أكثر من 15 عاما على الانقسام كيف ينظر الشعب الفلسطيني لكل من فتح وحماس، قد يكون رد الفعل على برنامج ما خفي أعظم الذي عرضته قناة الجزيرة الاخبارية هو أحد هذه المعايير.
ونعتقد ان فتح تواجه تحديات يجب الاجابة عليها تتعلق بوجودها وشكل عملها:
1. هل تستطيع اللجنة المركزية وهي تحت الاحتلال تغيير مسارات عملها وتعلن عن ان الكفاح المسلح هو احدى وسائل مقاومة المحتل، الجواب بالطبع لا، لان المحتل سيقوم باعتقالهم جميعا، ولان التزامات منظمة التحرير برفض العنف واستخدام السلاح هو أحد اسباب وجود السلطة وبقائها. وهل يستطيعون اعلان برنامج للمقاومة الشعبية والعصيان المدني، الجواب ايضا لا. لأنهم منفصلون وغير متصلين مع قواعد الحركة ولأنهم في تجاذب بينهم لا ينقطع او يتوقف. مع ان اعتداءات المستوطنين في الضفة قد يمثل عاملا وسببا لإطلاق مواجهة مع دولة المستوطنين في الضفة.
2. هل تستطيع حركة فتح ومن خلال اعضاء اللجنة المركزية ان ينفصلوا عن السلطة، الجواب بالطبع لا/ لان السلطة هي باب رزق مشروع لآلاف الاسر الفلسطينية سيما وان عددا واسعا ممن يتقلدون المواقع في السلطة هم فتحاويين بالدرجة الاولى، فكيف لأسرى محررين ان يستمروا في حياتهم وتسديد التزاماتهم ان يتركوا السلطة!! بل ان كافة اجهزة منظمة التحرير وحركة فتح ومصاريف الفصائل المالية والادارية يتم استدعائها من خزينة السلطة.
3. هل تستطيع حركة فتح ان تعيد بناء نفسها من خلال قرار من الرئيس او اعضاء اللجنة المركزية، نرى ان الامر قد تأخر، وبدأت الحركة تتشتت، وطالما ان حالة الاقصاء هي السائدة في المشهد الفتحاوي، فكل من يعارض سياسة الرئيس يتم اقصاءه او تحجيمه اذن فان الحركة تذهب نحو الضمور وانفكاك الناس عنها.
4. هناك طبقة نشأت بحكم مواقعها في اجهزة السلطة الامنية والسياسية والمدنية والدبلوماسية لديها الاستعداد ان تدافع عن مصالحها، بشتى الوسائل، فمن يتابع تحليل ما يجري يجد انها تنبع في الغالب من الحفاظ على مصالح اما ضيقة او مرحلية او حماية لوجودها واستمرارها.
5. لم يعد احد سواء ممن يعتزون بتاريخ حركة فتح او يناضلون في صفوفها يتحدث عن حل الدولتين، وبالتالي فان مبرر وجود وعمل الحركة السياسي بات غير ذي صلة، فاليوم هناك اصوات تؤمن ان اسرائيل الى زوال، فكيف لفتح ان تتعامل مع هذه المتغيرات؟
6. لغة الخطاب الصادرة والمتكررة اصبحت محل استهزاء وتندر والمتعلقة بالمطالبات والشجب والاستنكار والدعوات للمجتمع الدولي والتوجه للمحكمة الجنائية الدولية وغيرها، لان اسرائيل والمجتمع الدولي لا يأبه بالضعيف، فهم باتوا يتوجهوا نحو غزة وقيادات المقاومة عند الازمات الحقيقة، ويمرون على رام الله لإبلاغ الرئاسة بما جرى. او يطلبون منها الاذعان لمطالب معينة او اصدار مواقف مكتوبة ضد هذا الامر او ذاك. وهذا يحصل مع الاشقاء في مصر التي ما كانت تقوم باي تحرك دبلوماسي الا بالعودة والتنسيق مع السلطة، اليوم بالكاد نشاهد او نسمع عن وفد مصري يصل رام الله او يتابع ملفات قطاع غزة او حتى القدس مع السلطة.
7. هناك جهد واضح لتصفية الوجود الفتحاوي من ساحة الفعل السياسي وما الضغط الامريكي الاوروبي وتجفيف الموارد المالية للسلطة والضغط عليها في كل حين ومرة في موضوعات مختلفة مثل الاسرى ثم اسر الشهداء والان المناهج التعليمية الا نموذجا لذلك.
8. الصراع المحتدم بين اعضاء اللجنة المركزية على خلافة الرئيس بات محل وضوح وتحالفات، وكأن كل ما يجري حولنا ليس ذا صلة، وكأن منظمة التحرير ستبقى ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني. وكأن البعض ما زال يعتقد ان وجود السلطة والمنظمة مصلحة دولية، وغاب عن اذهان هؤلاء وغيرهم ان امريكا واوروبا لم تقف مع حلفائها لتجد اوكرانيا نفسها وحيدة، وليجد مبارك نفسه مضطرا لتسليم السلطة وزين العابدين للهروب من تونس، لان مصالح الدول أكبر من الاشخاص واهم من كل المسميات.
9. سوء الاحوال الاقتصادية في البلاد وارتفاع الاسعار وكثرة الاضرابات وسيل القرارات بقوانين التي جميعها تعكس ان من يدير الضفة منفصل عن واقع الحال وعن جملة التغييرات التي حصلت وتحصل في جنين ونابلس واهمها في القدس وان كثرة الاضرابات والاحتجاجات تعكس حالة الغضب عن شكل وطريقة ادارة البلاد.
10. ان حجم الجهاز البيروقراطي الذي تم انشاءه في السلطة تحت عنوان بناء المؤسسات أصبح عبئا ثقيلا على المواطنين وعلى جيوبهم وعلى معاملاتهم حتى ان البعض بات يكفر باليوم الذي أنشأ هذا الجهاز البيروقراطي ويبحثون عن فرصة لتقويضه، وقد يكون الفتحاويين أنفسهم اشد حنقا على هذا الجهاز البيروقراطي الا ان استمرار عمله بهذا الشكل يمثل عاملا اضافيا لعوامل تقويض الحركة على الصعيد الشعبي.
11. حجم الفضائح المنتشرة والمتداولة عن المسئولين وابنائهم سواء كانت صحيحة او مبالغ فيها، وحجم التعيينات ومصاريف السفارات وامتيازات اسرهم تجعل من فتح امام تحديات وجودية تتعلق بالمصداقية وثقة الجمهور بها.
12. من يتابع، يدرك ان مؤسسات حركة فتح وممثليها في النقابات والاتحادات وفي البلديات والمجالس المحلية وحتى في التنظيم باتوا يتصرفون كأفراد ليس الا، ترتبط تصرفاتهم بحسن تقدير من يقود هذه النقابة او تلك، وهذه البلدية او غيرها، لا يوجد ترابط او قرار موحد، فتجد البعض منهم يتواصل مع عدد من اعضاء المركزية من باب الحصول على امتيازات تتعلق بشخصه او منطقة عملهم والغالب يبحث عن خط لمصدر النفوذ في الدائرة الضيقة ليجد في ختام جهوده ان وجوده القوي في محافظته او مدينته او مخيمه او نقابته هو الذي يعطيه الشرعية ، لا علاقته مع هذا المسئول او ذاك، فباتت العلاقات بين ابناء فتح مع قياداتها مرهون بطبيعة رؤية كل من له تأثير، وما حصل في انتخابات نقابة المحامين وما حصل في انتخابات البلدية وما حصل بخصوص سلة القوانين الصادرة عن الرئيس الا دليل على ما ذهبنا اليه.
باختصار طالما ان نهج الرئيس ابو مازن هو المسيطر فلا تغيير بل انه لم يعد يسمع لاحد او يقيم لاحد وزنا من الفصائل او قيادات اللجنة المركزية او أي جهة محلية، فما يراه صحيحا يقوم به ولا يكترث بأحد، فهو يمسك الحكومة والمال والاقتصاد والقضاء والتشريع وينسق مباشرة مع امريكا واسرائيل والعرب والعالم، فلماذا يكترث بأحد او يأخذ رأي احد طالما انه يملك كافة السلطات ويمسك بكافة القرارات، فالايام القادمة. هل ستسدل الستار عن مرحلة السلطة ومنظمة التحرير؟ وهل نكون امام فوضى عارمة قد يؤدي الى تفكك هذا الجسم ؟؟
افيقوا ايها السادة فحركة نزعت منها روحها واسباب ديموميتها، وباتت عنوان لفشل يومي في اقل القضايا الحياتية ذات الاهتمام لدى المواطنين والجمهور……

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار