وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق: القنابل البشرية الفلسطينية أسلحة دقيقة ونووية… في 2002 اتخذنا قرارا باعتبار عرفات عدوا وعزله بالمقاطعة ”… أهم إنجاز لإعادة احتلال الضفة تجديد “التنسيق الأمني”

وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق: القنابل البشرية الفلسطينية أسلحة دقيقة ونووية… في 2002 اتخذنا قرارا باعتبار عرفات عدوا وعزله بالمقاطعة ”… أهم إنجاز لإعادة احتلال الضفة تجديد “التنسيق الأمني”

الناصرة- “لرأي اليوم”- من زهير أندراوس:
أصدر وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، شاؤول موفاز، كتابًا جديدًا كشف فيه خفايا وخبايا عديدة عمّا جرى منذ استجلابه من طهران وحتى اليوم. وأكّد موفاز (74 عامًا)، الذي شغل أيضًا منصب القائد العّام لهيئة أركان جيش الاحتلال، في الكتاب الجديد الذي جاء تحت عنوان “رحلتي الإسرائيليّة”، أكّد أنّ “الهدف من عملية السور الواقي (أيْ إعادة احتلال الضفّة الغربيّة في العام 2002) تمثل بإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية للقوى الفلسطينية المسلحة، وخلق وضع أمني أفضل لإسرائيل، التي واجهت حربًا هي الأقصى في تاريخها ممثلة بتفجيرات نفذها عشرات الانتحاريين في قلب المدن الإسرائيلية، ما جعل هذه العملية الإسرائيلية تحولاً استراتيجيًا لتغيير الواقع الأمنيّ”، على حدّ قوله.
وشدّدّ موفاز على أنّ “التفجيرات الانتحارية شكلّت أقل من واحد في المائة من جميع الهجمات الأخرى مثل إطلاق النار، تفجير السيارات المفخخة، الدهس، التي عرفناها في تلك السنوات، لكن شدتها كانت هائلة، بحيث حصدت 50 بالمائة من أعداد القتلى الإسرائيليين، وزرعت الذعر بينهم، وأعطت شعورًا مبررًا بأن الموت يتربص في كل زاوية، على عتبات منازلهم، وسط انتشار مستوى التحريض الفلسطيني، الذي أسفر عن مزيد من الرغبة بالانتقام لإنتاج قنابل بشرية، وهي بمثابة أسلحة دقيقة ونووية للفلسطينيين”.
وأوضح موفاز أنّ اندلاع انتفاضة الثانية دفع الزعيم الفلسطينيّ الراحل ياسر عرفات، وفق الرؤية الإسرائيليّة، إلى مسار آخر بالتعاون مع مروان البرغوثي، بما في ذلك جلب سفينة (CARIN A)، المحملة بخمسين طنًا من الأسلحة، فيما اشتدّت عزيمة حماس والجهاد الإسلامي على الأرض، الأمر الذي تطلّب من جيش الاحتلال الاستعداد لتنفيذ عملية السور الواقي، من خلال التحرك جراحيًا في المدن الفلسطينية، بما فيها مناطق “A”، الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، أمّا المنطقة “B” فتقع المسؤولية الأمنية فيها على عاتق سلطات الاحتلال.
وكشف موفاز النقاب عن أنّه “طلب أربعة أسابيع كبداية لإنجاز العملية، بما في ذلك تجنيد قوات الاحتياط، مع إمكانية أربعة أسابيع أخرى، وفي ذات الجلسة اتخذ القرار الإسرائيلي باعتبار عرفات عدوًّا، ويجب أنْ يُعزَل في المقاطعة، دون أنْ يدخل أحد مكتبه، أو يؤذيه، بناءً على طلبٍ أمريكيٍّ، وجرت مناقشات مستجدة بمشاركة وحضور الضباط القياديين، حول الخطط المتوقعة، وعلى رأسها اقتحام نابلس، مقر القوى الفلسطينية المسلحة، وإنتاج الانتحاريين، ومعامل المتفجرات، بجانب مدن طولكرم وقلقيلية وبيت لحم، وفرض حظر تجول فيها، وإغلاقها، على حدّ زعمه.
ووفقًا لوزير الأمن الإسرائيليّ السابِق فإنّ أهّم إنجاز لتلك العملية تمثل في تجديد منظومة “التنسيق الأمني” مع السلطة الفلسطينية، بعد اعتقال أربعة آلاف مسلح انتشروا في كافة أنحاء الضفة الغربية، وقتل المئات، بمن فيهم كبار رجال حماس والجهاد وعناصر فتح، من خلال مهاجمة بناهم التحتية وأهدافهم العسكرية، والمخارط التي تنتج الصواريخ، مع أن هذه العملية بكل تفاصيلها العسكرية لم تسفر عن وقف الهجمات الفلسطينية المسلحة، واستمر مقتل الإسرائيليين فيها.
واعترف موفاز في كتابه أنّ إنجازات عملية (السور الواقي) في العام 2002، والتي تمثلّت بإعادة احتلال الضفّة الغربيّة، كانت بالنقاط وليس بالضربة القاضية، وأنّها، أيْ الإنجازات، تمثلّت في المسّ الكبير بما أسماها التنظيمات الإرهابيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وفق تعبيره. يُشار إلى أنّه حتى اللحظة لم تُقِّر إسرائيل بمسؤوليتها عن قتل الزعيم الراحِل ياسر عرفات.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار