اقتحام مجمع الشفاء الطبي .. محاولة إسرائيلية يائسة لالتقاط صورة نصر وهمية.

اقتحام مجمع الشفاء الطبي .. محاولة إسرائيلية يائسة لالتقاط صورة نصر وهمية.

في مسرحية استعراضية،استمرت على طول أيام الاجتياح البري الصهيوني لغزة، صوّر الاحتلال مجمع الشفاء الطبي على أنه مركز القيادة والتحكم، الذي تقود حركة حماس وكتائب القسام المعركة من أروقته، وتخزن فيه السلاح والصواريخ وتحتجز فيه أسرى العدو.
وفي واحدة من أسمج خطط الدعاية الكاذبة، مارست إسرائيل حملة البروباغندا هذه بمنهجية متصاعدة ومتأنية، في سبيل إقناع العالم بخطتها الإرهابية التي دمرت خلالها قواطع عريضة من مدينة غزة وشمالها قبل أن تقتحم المستشفى، يومالأربعاء 15/نوفمبر/2023

الضوء الأخضر الأمريكي
وفي ظهر إسرائيل، تقف أمريكا التي تدعي أنها الراعي الأول للديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة، وتبنت رواية إسرائيل الكاذبة كما هي، دون أن تكلف نفسها بما تملك من إمكانات الاستجابة لنداءات وزارة الصحة والمسؤولين في غزة لإرسال فرق أممية متخصصة، لزيارة مستشفى الشفاء والتحقق من ادعاءات إسرائيل السمجة.

ومنذ أيام، طالبت وزارة الصحة وحركة حماس وكل الفصائل الفلسطينية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بالتواجد في المستشفيات المستهدفة والمهددة وخاصة مستشفى الشفاء، لكشف الحقائق والوقوف أمام مسؤولياتها في حماية هذه المستشفيات، ومنع جيش وحكومة الاحتلال من تزييف الحقائق، لكن أحدا لم يستجب لذلك.

وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة: وجهنا مناشدات إلى جميع المنظمات الدولية والصليب الأحمر منذ أيام لإنقاذ الجرحى والطواقم الطبية في مجمع الشفاء، لكنها رفضت الاستجابة وتماهت مع أهداف الاحتلال وتتحمل جزءا من المسؤولية عما يجري.
وساعات قبل الاقتحام الفعلي الذي تم قبيل فجر اليوم الأربعاء، كرر البيت الأبيض عبارات المتحدث باسم جيش الاحتلال، مدعيا أن استخباراته توصلت إلى ما يؤكد استخدام حماس والقسام حرم المستشفى لأغراض عسكرية، في ضوء أخضر جديد وواضح لدبابات العدو لمواصلة جريمته البشعة باقتحام المستشفى.
ترميم صورة الجيش المهزوم
جيش الاحتلال العاجز، الذي تلقى الضربة الأقسى في تاريخ الصراع، في السابع من أكتوبر الماضي، يحاول ترميم صورته المهترئة التي فضحتها عدسات مثبتة على رؤوس المقاومين من مجاهدي القسام، وهي توثق علوّ كعب الفلسطيني في غلاف غزة، وإجهاز المقاتلين على فرقة غزة بالكامل في ساعات معدودة.
وعلى غرار ما أحدثته آلة الحرب الأمريكية إبان غزو العراق عام 2003، حين جعلت من معركة مطار بغداد صورة لانتصارها، يجعل جيش الاحتلال معركة مستشفى الشفاء وترويع طواقمه ومرضاه وحصاره وتدمير أروقته صورة لانتصاره يخرج بها لشعبه من قلب غزة، لعله يقتنع أن لديه جيشا قويا يستطيع أن يصل إلى أي مكان ويحقق أهدافه.
المتأمل يجد أن الحرب تدخل هذا الصباح يومها الأربعين، دون أن تتمكن ترسانة الاحتلال الهائلة، والصواريخ الأمريكية المدمرة التي سقطت بمئات الأطنان على رؤوس الآمنين في غزة، من تحقيق أي من أهداف الاحتلال المعلنة، بل انكسر الجيش مرة أخرى أمام المقاومة الثابتة، وبانت عورة دباباته التي بات المجاهدون يقتنصونها الواحدة تلو الأخرى وكأنهم في لعبة يتسلون بها على موبايل حديث.

يشار إلى أن توقيت اقتحام مستشفى الشفاء جاء بعد حديث متزامن عن قرب التوصل إلى صفقة جزئية لتبادل الأسرى، وربما سيعد الاحتلال ما سيُعلن عنه من “إنجاز”، السلم الذي سينزل عنه بعد مواقفه الحازمة وتصريحاته السابقة برفض التبادل أو إدخال الوقود إلا بعد الإفراج عن الأسرى دون شرط، وفق تقديرات متابعين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار