انتخابات فلسطينية تحت التهديد وزفاف القيادة الجديدة الى طاولة التفاوض مع”اسرائيل”وعندها تعبر الدول العربية بوابة التطبيع الأكبر.

انتخابات فلسطينية تحت التهديد وزفاف القيادة الجديدة الى طاولة التفاوض مع”اسرائيل”وعندها تعبر الدول العربية بوابة التطبيع الأكبر.

القدس: الاصطفافات في الساحة العربية وعلاقات دولها مع نظيراتها في هذا العالم تتغير وتتبدل حسب المصالح والخوف من الاخطار وحسب طبيعة الاوامر والتعليمات التي تصلها من جهات التأثير المرتبطة بها.
ويبدو أن الاصطفاف الجديد الذي يجري تشكله له هدف واحد، التقت عليه دول هذا المحور، هدف اذا ما تحقق حسب ما هو مرسوم فانه يريح أنظمتها وتنجح في تقديم الخدمات لامريها.
في المنطقة حراك عربي، يشمل أعداء الأمس، فبقدرة قادر تلاقت الأنظمة، مصالحات وتعزيز علاقات وسيناريوهات مشتركة ولغة خطاب متفق عليها، فيها الحرص والرغبة والنصيحة والاهتمام بمصالح دولها وقضايا الامة، وسقطت الى الهاوية كل المسائل التي كان يتبناها هذا النظام أو ذاك، بمعنى أنها بيعت بأبخس الاثمان لقاء اصطفاف جديد فرضته الحاجة وتعليمات الامر في تحرك قد لا يدوم طويلا، يتبعثر أعضاؤه بعد تحقيق الهدف المرسوم.
هدف هذا الاصطفاف الذي نشاهد قواعده وأبطاله ولقاءات أعضائه، وجهود الوسطاء الذين يتنقلون من عاصمة الى اخرى، هذا الهدف هو توفير العناصر اللازمة والاحتياجات المطلوبة لاجراء انتخابات فلسطينية تأتي بقيادة واحدة للشعب الفلسطيني والدفع بها الى طاولة التفاوض مع اسرائيل، لانجاز تسوية تتيح لأعضاء هذا الاصطفاف اشهار العلاقات السرية والرغبات المخفية، والسياسات التي تنتظر التنفيذ استنادا الى المصالح، وحتى يخرجون من دائرة الحرج اذا ما انساقوا الى البوابة الاسرائيلية وأقاموا مع تل أبيب الاحلاف الأمنية والعسكرية ونفذوا الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية المشتركة.
لذلك، ومن أجل هذا الهدف كانت المصالحة الخليجية والتقارب الذي بدأ يلوح في الافق بين تركيا ودول خليجية، وتعزيز احتضان مشيخة قطر للقطبين المتصارعين في الساحة الفلسطينية فتح وحماس، وما نراه من تلاق فتحاوي وحمساوي خشية فقدان التأثير والحكم والاسناد والاندثار، فسقطت أدوار ونهضت اخرى، هناك من هو في قمة هذا الاصطفاف ومن هم في ذيله، المختلفون والمتحاربون المتصارعون تلاقوا على هدف ايجاد تسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي لن تلبي طموحات الشعب الفلسطيني، ولن تختلف كثيرا عما حملته صفقة القرن من بنود، وان تغير اسمها الذي سيعتبره البعض انتصارا طال انتظاره.
الآمر الاوروبي والامريكي، والقوى العربية الاقرب لقوى التأثير الغربية، هددت فتح وحماس بالحصار والزوال اذا لم ينجزا عملية انتخابية تشاركان فيها، وعضوية القيادة الفلسطينية الجديدة محفوظة في الاصطفاف الذي قارب على التشكل.
جاءت موافقة الحركتين سريعا، ولعبت المشيخة القطرية الدور الاكبر في تحقيق التقارب بينهما مع أن أيا منهما لا تريد اجراء الانتخابات فهما متمتعتان وعلى فراش وثير في رام الله وغزة، لكن الخوف من الاسقاط والاقصاء يقف وراء هذا التلاقي.
اختصارا وبمعنى أدق وأوضح الاصطفاف الجديد سيزف حماس وفتح الى صناديق الاقتراع في “يوم الحناء” الى “ليلة الزفاف” على طاولة التفاوض بين اسرائيل والقيادة الجديدة وعندها تكون الدول العربية قد عبرت بوابة التطبيع مع اسرائيل.

القدس-المنـار:16.1.2021

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار