الخطة”ب”الأمريكية “للربيع العربي” في المنطقة بعد فشلها في سوريا واليمن

ان ما نشهده هو موجة ثانية من (الربيع العربي)، ذلك المصطلح الامريكي والذي يستخدمه من يعلنون العداء أو التناقض مع أميركا، وهو بكل أسف أهدر الأوضاع الثورية العربية التي كانت مستحقة، وذلك بحرف بوصلتها، ومنعها من ان تصبح ثورات للتحرر الوطني ومناهضة الاستعمار الذي تسبب في تردي الاوضاع وحماية الفساد. أصبحت عبر ادبيات ملونة ثورات شكلية خاوية من كل مضامين الثورة، ترفع شعارات وطنية بينما مضمونها امريكي ومصيرها للصالح الامريكي.

بالطبع هناك حراك شعبي مستحق لقطاعات ضجت من الظلم الاجتماعي والفساد، ولكن لماذا تحرك البلدان في وقت متزامن، ولماذا كان الطرف الاقوى بالحراك وصولا للاعلام وتصدر الصورة هو الطرف المعادي للمقاومة؟
فهل ما نقوله افتراء ام له مبررات؟

لو اردنا ان نسوق المبررات فيمكننا ان نسرد فقط بعض الامور:

اولا: الثورة لا بد من ان يتوفر لها ظرف ذاتي الى جانب ظرفها الموضوعي، اي يتوفر لها تنظيم وقيادة.

ثانيا: الثورة يجب ان تكون قادرة على التغيير وجاهزة ببديلها الثوري لتسلم السلطة، لا ان ترفع شعارات السلمية وتوحي بانها تطالب، ثم ترفض الاستجابة للتفاوض، ثم تدفع الامور للفوضى، وكأنها تمهد الطريق للبديل الجاهز، وهو بالمصادفة دوما تابع للمعسكر الخليجي والامريكي.

انها دعوة لتأمل نمط الثورات الملونة التي لم تحقق شيئا سوى استبدال انظمة باخرى موجودة ضمن “الرفوف” الامريكية، ودعوة لعودة الايمان بنمط ثورات التحرر الوطني القائمة على قيم الاستقلال الوطني وخلق البدائل وامتلاك قوة التغيير.

لولا المقاومة في سوريا لكان البديل الامريكي حاكما، ولولا المقاومة في اليمن لكان ذلك كذلك. ومن هنا تستهدف كيانات المقاومة في العراق ولبنان، وهو توظيف امريكي – صهيوني صريح لآلام الشعوب وبأيدي ابناء هذه الشعوب من بعض العملاء، وكثير من الابرياء والسذج.

إن كانت النخب الاميركية والمرتزقة تؤدي دورا مدفوع الثمن، فعلى النخب الشريفة التي ترفع راية الاستقلال الوطني ان تتسق مع شعاراتها وان لا تصبح مطية لامريكا ونخبها. إن ما نراه باختصار هو الخط (ب) الامريكية، بعد فشل الخطة (ا) بهزيمة المقاومة عبر الحصار والارهاب.
العهد الاخباري

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار