موسم قطف الزيتون في فلسطين..إحتفاء  بعطاء الوطن ووفاء للأرض.

يعتبر شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، أكثر شهور السنة التي ينتظرها الفلسطينيون بفارغ الصبر، حيث موعد قطاف زيتونهم الذين راعوه طيلة سنة كاملة، لتبدأ طقوسهم الأصيلة التي كانت وما تزال جزءا من تراثهم وحبهم لشجرة الزيتون، فبها يتباركون ولأنها أيضا تعتبر من أسباب تمسكهم بأرضهم وهويتهم. موسم قطاف الزيتون في فلسطين أشبه بموسم الأعياد فيه تجتمع العائلة في مكان القطاف ويسمى “البيارات”، إذ يبدأون يومهم منذ إشراقة الشمس وحتى غروبها، وهناك تحكى حكايات عن هذه الشجرة، وتردد الأغاني والأهازيج التراثية الفلسطينية، وهناك أيضاً يجددون صلة الوفاء مع أرضهم .

وقالوا عن هذا الموسم “قطف الزيتون موروث فلسطيني تربينا عليه من صغرنا وتمسكنا به ولن نتنازل عن شجرة زيتون واحدة في أراضينا للمحتل”.

“وموسم قطف الزيتون وعصره فقير هذا العام”، وذلك في إشارة منها لانتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق أشجار الزيتون. وعن أسباب تمسك الفلسطينيون بهذا الموسم سواء كان فقيراً أم غنياً إن “شجرة الزيتون يقدسها الفلسطينيون لأنها تعد عاملاً ورمزاً للتوحد والتقارب بين أبناء الشعب الواحد المشتت بفعل عوامل الفرقة والاختلاف”.

“وتعتبر شجرة الزيتون من الأشجار الملائمة لمناخ البحر المتوسط، ففلسطين وبلاد الشام الموطن الأصلي لتلك الشجرة، ومنها انتشرت إلى بقية دول حوض المتوسط”. ويعتبر الزيتون من الفروع المهمة للزراعة حيث تبلغ مساحته حوالي مليون دونم. وتشكل 85 في المئة من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار، ونحو 40 في المئة من المساحة الإجمالية المزروعة بالمحاصيل الزراعية. وتساهم شجرة الزيتون من قيمة الإنتاج الزراعي حوالي 15-20 في المئة وتصل إلى 25 في المئة إذا كان الموسم جيداً.وتوضح الصفحة في معلوماتها أن “الزيتون كان يعتبر  مصدر دخل رئيس للمزارع الفلسطيني في سنوات ماضية. لكن اليوم وفي ظل  تدني نسبة أسعار الزيت نتيجة عدم السماح للتصدير إلى الخارج وبالتالي تكدس أعداد هائلة جعل الأسعار تتدنى لدرجة أنها لا تفي بجهد وتعب المزارع”. وعلى رغم تردي أوضاع تجارة الزيتون وزيته بسبب تدني الأسعار وانتهاكات الاحتلال بمنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم نتيجة الحصار والإغلاقات والجدار الفاصل، إلا أن شجرة الزيتون تبقى محتفظة بقيمتها التراثية والاجتماعية لدى الشعب الفلسطيني.