في مثل هذا اليوم حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس

.

 

في الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 1187م، استطاع السلطان صلاح الدين الأيوبي تحرير بيت المقدس ومسجده الأقصى من احتلال الصليبين، ذلك الاحتلال الذي مكث جاثماً على صدر بيت المقدس 88 عاماً. للأسف، ستمر ذكرى هذه الحادثة كغيرها من الذكريات العظيمة على جموع العرب والمسلمين مرور الكرام. فكثر من العرب والمسلمين في هذه الأيام ما عاد بيت المقدس أو المسجد الأقصى يشكل أولوية رئيسية من أولوياتهم. على العكس، أصبح بيت المقدس لبعضهم عبئاً ثقيلاً يريد التخلص منه بأي وسيلة. وحال بعضهم يقول حتى ولو كان بيت المقدس مهماً، ولو كان المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، إلا أن متطلبات المرحلة تحتم نسيان هذه القضية والركض بسرعة الضوء نحو التطبيع.

 

لم يكن ذلك بحال صلاح الدين، ذلك القائد الكردي العظيم، الذي جعل قضية بيت المقدس ومسجده الأقصى على رأس أولوياته، وصمم ألا يلقى ربه إلا بعد أن يحرره ويرده عزيزاً للمسلمين. لذلك، لم يدخر هذا القائد وسيلة لجمع شمل الأمة إلا وسلكها، ولم يعرف طريقة لزرع حب بيت المقدس في نفوس المسلمين إلا وطبقها. لذلك، وعندما شعر صلاح الدين أن نقطة الصفر للتحرير قد أزفت، وجه نداءه إلى جموع المسلمين كي يلتقوا في دمشق، حتى تبدأ من دمشق الخطوة الأولى نحو التحرير الفعلي لبيت المقدس. لقد وصلت رسالة صلاح الدين وفهمتها جموع المسلمين من عرب ومن كرد ومن أتراك وغيرهم، من بلاد المغرب ومن بلاد المشرق. كلهم تجمعوا في شهر آذار/مارس في دمشق وانطلقوا منها تحت راية واحدة وهدف واحد.

 

نجح صلاح الدين في توحيد أولويات المسلمين، واستطاع ترويض أولئك الذين رفضوا الوحدة، الذين قدموا مصالحهم الشخصية على مصالح الأمة، الذين لم يكن يضرهم أن يتأخر تحرير بيت المقدس، فمصالحهم الشخصية مقدمة على كل شيء. ولم يكن لصلاح الدين أن يحقق النصر المؤزر على الصليبيين وهناك من هم في الطرف الإسلامي خارج إطار الوحدة، فصلاح الدين كان يعلم أن من يغلب المصلحة الخاصة على مصلحة الأمة لن يجد حرجاً في التحالف والتعاون مع العدو إذا كان ذلك يصب في مصلحته.كما يحصل اليوم مع العديد من الأنظمة العربية وقيادات فلسطينية.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار