الحرية للدكتور حسن نافعة ولحسام مؤنس:

 

 

صابرين دياب

 

عندما أُعتدي علي في مطار القاهرة ,من قبل ضباط امن اسرائيليين,  مساء جمعة  الحادي عشر من  نوفمبر عام 2010 , اثناء عودتي الى بلادنا فلسطين ,, كانت نقطة تحول كبيرة في حياتي لوقعها الاليم في نفسي , وللموقع الذي تم الاعتداء علي فيه ,, وهو مطار اكبر عاصمة عربية , وهو معقل سيادتها,,في مصر عبدالناصر !!

والاشد مضاضة وفظاعة هو فرجة ضباط الامن المصريين علي , اثناء عربدة الضباط الصهاينة, وادخالي من غرفة الى غرفة في مطار القاهرة, بحرية مطلقة , دون وازع او نخوة تردع!!  ودون ان تلجمهم شهامة امن مبارك!!   وفي اثناء التحقيق معي في المطار , سألني الضابط  الاسرئيلي: عندما اتيتِ الى هنا “مصر” ذهبتِ اولا الى ضريح عبدالناصر ,, لماذا عدتِ مجددا وانت عائدة هنا “الى المطار”!!!!!؟

ف ادركت انهم يريدون اهانتي عمدا في قلب القاهرة, وقلب الزعيم الخالد ! وكانوا قد صادروا كل اجهزتي , وكل الكتب التي حملتها هدايا من الاستاذ , وعدد من اهم كتّاب ومفكري مصر .. حتى حبّات الجوافة, التي حملتها من بيت الاستاذ حمدين صباحي في بلطيم, والتي اوصاني ان اقدمها لوالدي , قاموا بفتحها وافسادها ! وافساد كل اشيائي الحبيبة والجميلة, التي كانت بحوزة قلبي ووجداني,,

 

ولن اخوض الان في تفاصيل جرحي , الذي “تضمد” الى حد ما بعد ثلاثة اشهر بالضبط ,وفي نفس التاريخ , مساء جمعة الحادي عشر من فبراير عام 2011 وفي نفس الساعة التي خرج فيها عمر سليمان, يعلن عن خلع فاقد النخوة والمروءة .

 

ومن ابرز الرجال المصريين الوطنيين, الذين وقفوا الى جانبي ,وتحدوا من قصّروا بحقي, كضيفة وكفلسطينية , و كإنسان اهينت كرامتها امام مرأى وسمع رجال اصحاب الارض والسيادة!  وحملوا جرحي ومظلمتي معي , كان القامة الفكرية والثقافية المرموقة, والشخصية العروبية الوطنية الكبيرة, استاذي وصديقي الغالي والحبيب الدكتور “حسن نافعة” ,,والصديق والزميل المناضل الصحفي “حسام مؤنس”, الذي رافقني في زيارتي الثالثة والاخيرة الى القاهرة , وكان اخر من ودعني في المطار !

حسام العروبي الناصري , شاب غيور على وطنه مصر , مرهف وحساس  وصادق جدا ,, تأثرت كثيرا, حين سمعته يبكي عبر الهاتف , ويعتذر لي عن كل مصر واحرارها , وقال : (مصر مش كدة , مصر هي مصر التي تعلمتي تحبيها وتعشقيها , ورجالها رجال ,, سامحينا يا صابرين),, وقام وقتذاك بحملة تضامن واسعة وعزيزة على وجداني .

 

هذان الغاليان والوفيّان,, هما الان في ذمة القيد والاعتقال!!!!

هذه الذمة التي فتحت جرحي مجددا , كسكين غُرِس في القلب!

 

هل يعقل ,, ان تقوم دولة تحترم نفسها , ب اعتقال مثقف واكاديمي كبير راقٍ ومرموق , وطني مشهود له بالاتزان والرصانة والحس الوطني المسؤول !!!؟  كالقامة والقيمة , “حسن نافعة” !!؟ , وشاءت المصادفة ان تحدثت مع الدكتور حسن قبل اعتقاله بيوم واحد , حول ما يحدث في مصر ,, وقال لي اتفق معك في قلقك ,وان  ما يحدث الان ليست ثورة , بل امر يدعو الى القلق !!!

 

ولماذا يُعتقل شاب, لم يرتكب جرما , الا حب بلاده,, وهم يعلمون هذا يقينا!!!

 

حقا,, انه لأمر يثير في النفس حزنا ووجعا كبيرين ,, اليس هذا فعل احمق ان يتم اعتقال هذه النماذج الوطنية الرفيعة!!!!

 

**اننا نطالب الدولة المصرية التي نقف معها ضد العبث والفوضى , ان تطلق صراح كل معتقلي الرأي , وفي المقدمة , الاستاذ الدكتور حسن نافعة ,, والمناضل الوفي الزميل حسام مؤنس  ..

 

ايها الغاليان ,, لكما من فلسطين الذبيحة , من سجونها ومعتقلاتها , من ميادينها ومخيماتها , من قدسها واقصاها وقيامتها , من جروحها كل جروحها,, اسمى ايات الوفاء وكل كتب التضامن والحب والدعاء الى الله بفك اسركما ..

 

تليق الحرية بكما , وتليقان بها ..

 

الحرية للدكتور حسن نافعة

الحرية لحسام مؤنس

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار