الاجتماع الثلاثي _الأمريكي _ الروسي _ الصهيوني .. الأهداف والأبعاد الحقيقية

ايران اليوم
كرم فواز الجباعي_رئيس القسم العبري
– أعلن البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي بولتون سيلتقي بنظيره الروسي نيكولاي بتروشيف والمستشار الأمني لرئيس وزراء الكيان الصهيوني في القدس، وبالنظر إلى الحساسية العالية للتطورات في المنطقة، ما هي الأهداف الحقيقية لهذا الاجتماع وما هي العواقب المحتملة ..؟ وسائل الاعلام الصهيونية والأمريكية ركزت كثيراً على هذا اللقاء الذي سيعقد تحت عنوان “مراجعة الأمن الإقليمي” ..
– وذكر عدد من الدبلوماسيين الغربيين أن مستقبل الوجود السياسي الإيراني في سوريا هو الموضوع الرئيس للاجتماع ..
– ومن جهته أعلن نتنياهو أنه اقترح الاجتماع شخصياً ودعا إلى أن يكون دعوة غير مسبوقة لذلك ، يمكننا أن نقول إنه من المؤكد أن يكون الموضوع الرئيس في هذا الاجتماع هو المصالح الأمنية الإسرائيلية ..
– والشيء الملاحظ انه في الأشهر الأخيرة ازداد حجم الأنشطة الأمريكية والصهيونية وبعض الدول العربية لمصلحة الكيان الصهيوني وتل أبيب تبذل قصارى جهدها لإغلاق جميع قنوات الأزمة من حولها على مدار القرن عشية صفقة القرن ، هذه التدابير في مرحلتها الأولى تحمل بعداً سياسياً ..
– ولاشك ان سوريا تعتبر واحدة من أكثر النقاط الحرجة والأكثر أهمية في الأزمة وخصوصاً بعد ضم الصهاينة هضبة الجولان والعلاقات الجيدة مابين طهران ودمشق إن تكرار الحوادث المفتعلة صهيونيا على الشريط الحدودي بين القنيطرة ومجدل شمس يشكّل أهمية استراتيجية ومن اجل أمن هذا الكيان حسب ادعائه كان يحاول تقريب روسيا وأمريكا من مصالحه الأمنية في سوريا .. في أغسطس من العام الماضي ، زار بولتون القدس وكانت القضية الرئيسة هي خروج إيران من سوريا ، وزيادة الضغوط الاقتصادية عليها ، وقد تحدّث بولتون إلى نيكولاي بتروشيف بشأن تراجع الوجود الإيراني في سوريا خلال زيارته لجنيف في سبتمبر ، ولكن بشكل عام ، كانت هناك اختلافات أخرى بين أمريكا وروسيا حتى انه لم يوقع البيان الختامي ..
– واصل الكيان الصهيوني دبلوماسيته العسكرية مع روسيا ، وفي 27 فبراير ، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيشوف عن تشكيل مجموعة عمل مشتركة مع تل أبيب بشأن سوريا ، وسحب القوات الأجنبية ولكنه أعلن أيضاً أنه لم يتم تحديد هيكل وتكوين مجموعة العمل هذه .. يسعى الكيان الصهيوني إلى اتفاق روسي أمريكي ومتابعة لهذه السياسة، التقى مجلس الأمن الإسرائيلي ، برئاسة مئير بن شبات، مع بولتون في واشنطن في وقت لاحق من هذا العام. وسلّط بولتون الضوء فيما بعد على التعاون الأمريكي الإسرائيلي ضد مايسمونة ( الأنشطة الإيرانية) ودعت الصحف العبرية أيضاً لتهديد إيران وغيرها من الجماعات هذه القمة هي آخر جولة من الإجراءات الإسرائيلية ، والتي تهدف في الواقع إلى جني أنشطة العام الماضي في تقريب روسيا وأمريكا ضد إيران في سوريا وتقويض استقرار المنطقة بعض النقاط التي تسربت عن ماهية اللقاء :
1- تعزيز الدور الثنائي للوبي الصهيوني في المجتمع السياسي الروسي الأمريكي ..
2- ليس لدى أمريكا استراتيجية واضحة في سوريا على الرغم من أن ترامب قد تحدث بوضوح لكن الحلفاء
الأوروبيين لأمريكا والحزبين الأمريكيين الرئيسيين يختلفان مع ترامب فهذا الاجتماع يشرع مايرغبة ترامب ..
3- كان وجود إيران وإدارة القوات البرية مساهماً رئيساً في انتصارات الجيش السوري على الإرهابيين، وهو لمسناه أكثر من أي وقت مضى في السعي وراء عملية إدلب الحاسمة ..
– إن إسرائيل وأمريكا ليسا حليفين موثوق بهما لذلك ، على الرغم من أن الارتباط بالعلاقات الاستراتيجية بين طهران ودمشق قد لا يكون له أي تأثير على موسكو ، إلا أن الانسحاب الكامل لإيران من سوريا سيهدد أيضاً بعودة الأزمة وتهديد القواعد الأرضية الروسية وهذا ما لاتريدة إسرائيل وأمريكا ..
4- صفقة القرن التي هي مقدمة لهذه القمة فشلت عبر بومبيو مؤخراً خلال لقائه مع الزعماء اليهود ، قائلاً : ” إن الخطة بها نقطتان جيدتان وتسع نقاط سيئة “ ، وبالنظر إلى تجاهل حقائق الهيكل الواقعي في المنطقة وانحراف المصالح الأمنية للجهات الفاعلة، فإن الإنجازات المثالية التي يسعى نتنياهو وترامب إلى تحقيقها لن تتحقق بالكامل .. لذلك روسيا من الممكن أن تساهم بنجاح الصفقة .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار