المؤتمر القومي العربي بين الوجود والحضور…والاشتباك:د. عادل سمارة

0
رام الله المحتلة: هامٌ جداً أن يبقى نبض المؤتمر القومي العربي في خضم هجمة الإبادة، وانتقال المشروع الرأسمالي الغربي والصهيوني من استهداف الأمة العربية إلى لحظة الإبادة مرتكزاً على عاملين:


• قوى الثورة المضادة المعولمة من خارج الجسد
• وتوليد أو تولُّد قوى داخلية محلية من نفس الجسد تحقق مآربه بلا مواربة مما يضيف الضلع الثالث للثورة المضادة.
لقد دأب مؤتمركم على ملامسة مختلف قضايا الأمة، وفي أغلب الأحيان بقي الأمر حد الملامسة مما جعل أبقى على كل شيء بوجوده ولكن باهتاً. أما والمذبحة تدور/تُدار من المحيط إلى الخليج، صار لا بد من الانتقال من الوجود إلى الحضور. لم يعد وجود ديكارت الواعي كافياً، نحن بحاجة إلى الحضور الفاعل وليس المراقب.
تلاحقني في هذه المناسبة نقطتان ويكفي:
الأولى: الموقف من تصفية الدولة، وخاصة الجمهورية: لقد جرَّنا الأعداء فكريا منذ هزيمة 1967 إلى:
• إما التخلي عن المشروع العروبي (القوى القومية والشيوعية)
• أو الارتداد ضد هذا المشروع
• و/غض الطرف عن تنامي مشروع قوى وأنظمة الدين السياسي.
لنجد انفسنا اليوم أمام مجزرة لتصفية الدولة القطرية (يسميها البعض الوطنية) ولكن لصالح الثورة المضادة وليس تحويلها لصالح شكل ما من الدولة العروبية.
وهذا يقتضي من المؤتمر القومي العربي موقفا عروبياواضحا في الاصطفاف ضد الثورة المضادة. كلنا نتذكر التصفية العلنية للعراق ومشاركة عرب فيها وإقامة سوق عكاظ تجميل الغزو. وهذا فتح على تصفية ليبيا وسوريا واليمن والصومال …الخ وتخريج مئات الدوقيات من الجسد العربي. مقتضى الأمر أن يقف مؤتمركم بوضوح ضد كل عربي يشارك حتى لو بالقصيد ضد الجمهوريات العربية دون إغفال وجوب الديمقراطية إذا ما سلمت هذه الجمهوريات. وهذا يقتضي ايضا، انتقال المؤتمر من:
• مهادنة “القومية الحاكمة” اي الطبقات الكمبرادورية الحاكمة التابعة
• إلى الوقوف إلى جانب القومية الكامنة أي الطبقات الشعبية ذات المصلحة في الديمقراطية والوحدة والتنمية بالحماية الشعبية على طريق الاشتراكية.
والقضية الثانية فلسطين: غدت فلسطين مشروع تصفية لدى معظم الأنظمة العربية التي تموضعت في الثورة المضادة. وبعد أن كان تحرير فلسطين مرتكزاً على تحرير العواصم العربية، خرج الكيان بلبوس عربي وراسمالي غربي وخاصة أمريكي لتدمير العواصم العربية.
وعليه، اصبح الحد الأدنى لتبرير بقاء المؤتمر القومي العربي الوقوف كحضور ضد هؤلاء الأعداء العرب وغير العرب. أي ضد مشاريع التصفية ومنها:
• دولتان في فلسطين أي على حساب فلسطين، دويلة في بقايا المحتل 1967 ودولة في المحتل 1948
• دولة واحدة بين جزء من الشعب العربي الفلسطيني وبين العدو.
• المبادرة العربية
• دولة للتعايش مع المستوطنين طبقا للصرخة التي تولدت من “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة”…اية مفارقة هذه أبعد من الكفر. وبالمناسبة لهذه الصرخة فرقها ومروجيها داخل فلسطين.
أما الكيان الصهيوني وأقطاب الثورة المضادة فمشروعهم كما هو:
• مواصلة قضم الأرض والتخطيط للاستيطان في كردستان العراق وسينا المصرية
• قراءة الخطط والمشاريع والمبادرات والتلاعب بها والتشاغل بها بينما المشروع المادي على الأرض يواصل مسيرته.
الحضور اليوم يقتضي موقفاً يتجاوز قومية الحكماء والأكاديميا:
إما مع معسكر المقاومة المتجاوز للقطرية والطائفية والتبعية، قومية مشتبكة
أو مع معسكر الثورة المضادة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار