من ينزل عن الشجرة للمصلحة العامة .. حماس وفتح و لعبة القط و الفأر إلى أين؟ المواطن هو الضحية

0

مثل لعبة “القط والفأر”، هذا هو حال لسان حماس وفتح ، فكلا الطرفين لديه الاستعداد للجلوس و التفاوض ولكن لا أحد يريد أن يترفع و ينزل عن الشجرة من اجل المصالحة العامة و إنقاذ قطاع غزة الذي بات مطحونا نتيجة الانقسام و الحصار.

فحركة فتح تنتظر رد من حركة حماس لتجاوز الأزمة الراهنة حول الانقسام، بينما حماس تقول أنها تريد إجابات من فتح حول الأزمات التي يمر بها قطاع غزة ، بناء على الاجتماع الأخير بين الطرفين بغزة، وحتى نشر هذا التقرير لا يوجد إجابة من الطرفين.

مجلس الوزراء برام الله في جلسته الأسبوعية، يوم الثلاثاء، أكد على ضرورة التوقف عن المواقف العائمة، واتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ مبادرة الرئيس محمود عباس لاستعادة قطاع غزة إلى حضن الوطن، انطلاقاً من أن الاستحقاق الوطني الأساسي يتمثل بإنهاء الانقسام،في المقابل  قال القيادي في حركة حماس صلاح البردويل، خلال مؤتمر صحفي، عقد في فندق الكومودور بغزة إنه “رغم الخصومة السياسية مع عباس، جاهزون لإنقاذ غزة، ويدنا ممدودة لنسير سويةً”؛ مؤكدًا أنهم جاهزون لتطبيق المُبادرة القطرية، وتسلم الحكومة لكافة مهامها، وحل اللجنة الإدارية؛ وتساءل “هل سنبقى مدى الحياة ننتظر”.

إذا ونحن أمام حالة المد و الجزر و لعبة القط و الفأر، تحدثت ” وكالة قدس نت للأنباء” ، مع الكاتب و المحلل السياسي الدكتور أحمد الشقاقي الذي قال في معرض رده على سؤال حول  رؤيته لهذه الحالة في ظل مطالبة الرئيس عباس بتسليم غزة ورد حماس بأنها مستعدة  لتتولى حكومة الوفاق مهامها :” مطالبة الرئيس عباس لحركة حماس بتسليم غزة، ورد الحركة عليه بأن ذلك مرهون بتسلم حكومة الوفاق لمهامها يؤكد عمق الأزمة بين حركتي وفتح وحماس، واعتماد منطق المناورة السياسية يجعل تحقيق المصالحة بعيد المنال.”

مواصلا حديثه، “كذلك فإن الغاية الأساسية التي تشكلت لها حكومة الحمد الله هي بالأساس توحيد مؤسسات الحكومة بين الضفة والقطاع وفشلت في ذلك. وهذا الفشل في الأداء الحكومي يؤكد أن التوجه نحو المصالحة من خلال بوابة الحكومة لن يجدي نفعاً مع التعقيدات السياسية والميدانية وكذلك الأزمات المتلاحقة”.

وأضاف،”المشكلة ليست قصور في الحكومة ووزرائها، الخلل يكمن في الاعتماد على الحكومة كمدخل للمصالحة وبالتالي نحتاج إلى تغيير شامل في بوابة المصالحة، وأرى أن الاتفاق من خلال ملف منظمة التحرير هو الأنسب لمعالجة كافة قضايا الخلاف حال صدقت النوايا؛ لأن ذلك سيعالج قضايا مهمة أهمها دخول قوى سياسية مؤثرة في الشارع إلى مركز صنع القرار الرسمي الفلسطيني بما يسمح بالاتفاق على برنامج سياسي توافقي ، و الأسلوب الجديد الذي بدأ يتبعه الرئيس محمود عباس بخصوص ملف المصالحة خطير ومن الممكن أن يتسبب بمزيد من التعنت ورفض الآخر، لأن التلويح بتصاعد الأزمات يجعل القيادة الفلسطينية عرضة للاستهجان من قبل القواعد الشعبية، وهذا ما حصل كذلك فيما يخص قضية رواتب الموظفين”.

الأزمات تتجه نحو التعقيد

وحول تصوره لأوضاع قطاع غزة و بقاء المواطن رهينه الانقسام قال الشقاقي :” أوضاع قطاع غزة صعبة منذ سنوات، وتفاصيل الأزمات تتجه دوما نحو التعقيد. وأعتقد أنه بات واضحاً للجميع أن استمرار الانقسام يعني ارتفاع فاتورة المعاناة ومن يدفع الثمن هو الجمهور الفلسطيني بالدرجة الأولى، وكذلك هناك تراجع كبير في الالتفات إلى قضايا الثوابت الوطنية على حساب الحديث في قضايا معاناة الناس”.

وأضاف، “نشهد إضراباً للأسرى في سجون الاحتلال منذ عشرة أيام، واللغة السائدة بين الجماهير هي تفاصيل الأزمات الإنسانية والرواتب وارتفاع معدلات الجريمة. هذا مؤشر خطير ويدل على سرعة الانحدار نحو الأسوأ”.

وأوضح المحلل الشقاقي قائلاً :”إننا بحاجة إلى إرادة حقيقية نحو إنهاء الانقسام، أما الحديث الاستهلاكي الذي يتبناه طرفي الانقسام لا يرقى إلى حجم الكارثة، وسيدرك الجميع أن سياسة المماطلة في تحقيق المصالحة ستلحق بالغ الضرر بالحركة الوطنية الفلسطينية بكافة قواها وفصائلها”.

على ماذا الرهان

وأمام حالة التيه التي ضربت الجميع وعلى ماذا يراهن الطرفين في هذه الحالة، يجب الشقاقي بالقول:” القيادة السياسية في رام الله وحركة فتح تراهن على تحقيق إنجاز في مفاوضات السلام حتى تستطيع تقديم جديد إلى جمهورها، والرهان على إدارة البيت الأبيض في ظل الانحياز الأمريكي الغير مسبوق لإسرائيل يعني انجرار للفشل التام”.

“أما حركة حماس فهي تملك أوراق قوة تتعلق بملف المقاومة تمكنها من استثمارها في موقعها السياسي وفي رصيدها لدى الشارع، لكن معاناة الناس وارتفاع مستويات الأزمة الإنسانية يهدد بشكل مباشر حالة الاستقرار النسبي بالقطاع ، و أتصور أن الطرفين يدركوا أن الشارع الفلسطيني يرفضهم بسبب استمرار حالة الانقسام، وبالتالي على فتح وحماس التوجه بشكل حقيقي نحو المصالحة، لأن استمرار هذه الحالة سيدفع بالجميع إلى مصير مجهول”.

ومؤخرًا التقى عضوا اللجنة المركزية لفتح؛ أحمد حلس وروحي فتوح، بوفد من حركة حماس في قطاع غزة؛ مثله القيادي في الحركة صلاح البردويل، وناقش الطرفان ملفات؛ حكومة الوفاق واللجنة الإدارية، وموضوع الانتخابات بكل أشكالها، والمبادرة القطرية.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد كلف وفد من اللجنة المركزية لحركة فتح بزيارة قطاع غزة، لإجراء حوارات مع حركة حماس لإتمام المصالحة ورفع تقرير حتى تاريخ اليوم 25 نيسان/إبريل الجاري ، إلا انه تم تأجيل زيارة وفد المركزية للقطاع كون ما تريد طرحه ، قدم من قبل حلس وفتوح.

ويسود الانقسام السياسي والجغرافي الأراضي الفلسطينية، منذ منتصف يونيو/حزيران 2007، ولم تفلح جهود المصالحة، والوساطات العربية في رأب الصدع بين الحركتين، وإنهاء الانقسام الحاصل.

الأمور ذاهبة في اتجاه تعقيد اكبر

والسؤال الذي يطرح نفسه على الجميع إلى أين الأمور ذاهبة في ظل الأزمات التي تعصف بالقطاع؟ الكاتب والمحلل السياسي الدكتور هاني العقاد يجيب على ذلك وفق ما رصدته ” وكالة قدس نت للأنباء”  قائلا:” الأمور ذاهبة في اتجاه تعقيد اكبر فهناك اتهام متواصل بين الجانبين بعدم رغبة كل طرف تحمل مسؤولياته اتجاه غزة ,المؤذي لكل فلسطيني أن حكومة الوفاق أعربت عن جاهزيتها لتسلم مهامها في غزة بمجرد ان تسمح حماس بذلك وحماس قالت عبر الناطقين باسمها انها مستعدة لتسليم قطاع غزة وتولي حكومة الوفاق كافة الملفات وتحل كافة الازمات رزمة واحدة دون ادني مسؤولية بالمشاركة في هذا الحل , كل هذا يعطينا ايحاء دراماتيكي مخيف ان المشكلة في الشعب وليس في الفصيلين الكبيرين فتح وحماس”.

مواصلا حديثه، “فتح تنتظر رد حماس على ورقة الرئيس ابو مازن ذات الخمس نقاط التي تتضمن حل اللجنة الادارية التي شكلتها كتلة التغيير والاصلاح بالمجلس التشريعي وفتح الطريق لحكومة الوفاق لتتولى مهامها الادارية والامنية في القطاع وتتولي ادارة معابر القطاع والقبول بالورقة القطرية التي اقترحتها قطر الشهر الماضي ولم تلق حتى اهتمام من قبل احد ولا حتى الفصائل الأخرى والتي تدعو في حقيقتها الى تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنفيذ الانتخابات العامة و كذلك الغاء كتلة حماس في التشريعي كل القرارات التي اتخذتها حماس بشكل منفصل , قد لا ترد حماس بإيجابية على البنود الخمسة في ورقة الرئيس و رغم تهديد الرئيس ابو مازن بإجراءات كبيرة ضد القطاع على اعتبار ان قطاع غزة لا ينصاع لتعليمات وشرعية السلطة الفلسطينية وهنا خطورة ما سيحدث” .

وأضاف، الواضح “اننا ذاهبون الى مرحلة من اخطر مراحل الانقسام وهي حسمه اما لصالح الوحدة الفلسطينية او لصالح تحمل حماس مسؤولية كل شيء وسيرافق هذا بالطبع احالة كل موظفي حكومة الوفاق الى التقاعد و وقف كل التحويلات المالية لغزة واخلاء مسؤولية السلطة اداريا عن قطاع غزة , اما سياسيا فلا اعتقد ان السلطة ستتخلى عن غزة لان غزة جزء من اراضي الدولة الفلسطينية وسينطبق عليها اي حلول سياسية قادمة يمكن ان تتوصل اليها القيادة الفلسطينية الى حين قبول حماس التخلي عن المسؤولية الادارية في غزة لحكومة الدولة الفلسطينية” .

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار