عملية “أخشاب الجميز” الحرب السرية على سوريا والمنطقة…أي رسائل تحملها لموسكو ضيف حلقة اليوم: عضو المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح

0

تمر المرحلة الحالية التي تعيشها سورية بلحظات شديدة الحرج وغاية في الخطورة، وذلك بعد التدخل الأمريكي المباشر في الأزمة مؤخراً على حوامل وتحت ذرائع مختلفة، حيث غاب سياسياً إلى حد ما،

ولكن زرع بعض أسافينه في الشمال والشمال الشرقي السوري. ما يعني أنه دخل الأصيل في الحقيقة بعد فشل كل الوكلاء لتحقيق بقايا المشروع الذي تحطم فعلاً، ولكن بشكل غير كامل، نظراً لأن الولايات المتحدة تعتمد دائماً في إستراتيجيتها على خطط متعددة المراحل، تقوم بتحضيرها وتقيمها للجهات المختصة ، أهم مراكز البحوث العلمية والسياسية والإستراتيجية العسكرية، ليتم البناء عليها على شكل خطط أساسية وأخرى إحتياطية.

في الحقيقة يثير الوضع الشبهة في هذه التحركات الأمريكية، التي تخالف كالعادة كل قوانين ومبادىء الشرعية الدولية، التي تحكم العلاقات بين الدول، والتدخل في شؤون بعضها البعض. إذاً الولايات المتحدة كشفت عن وجهها الحقيقي لتعترف بصمت ، ومن خلال تحركاتها بأنها العراب الحقيقي والأول لكل ما يجري.

تجري كل هذه التطورات في ظل تصعيد مريب في الميدان، ما يثير الشك في ملامح المرحلة القادمة، التي قد تودي بالفعل إلى مواجهة إقليمية، قد تتحول الى حرب عالمية تقليدية، بعد أن كانت خلف الستار طوال الأعوام التي خلت. اليوم يتم الحديث الإشاعة عن تفجير سد الفرات، مايعني أن المخطط لايمكن إستكماله دون إحداث كارثة إقليمية تقطع أوصال الدول المحيطة بنهر الفرات، وتعطي المساحة للفصل الجغرافي والديمغرافي الذي من بعده تصبح جغرافيا المنطقة وديمغرافيتها في خبر كان.

فهل تأتي هذه الخطوة في إطار المخطط الأمريكي السري المسمى عملية “أخشاب الجميز؟

وماهي خفايا هذه العملية؟

ومن أين ومتى بدأت؟

وأين يخطط لها أن تنتهي وكيف؟

عملية “أخشاب الجميز” (Timber Sycamore): من السرية إلى العلنية تفاصيل في الحرب السّرية لوكالة المخابرات الأميركية على سورية والمنطقة.. أي رسائل تحملها لموسكو؟

بهذا الصدد يقول عضو المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح:

استنادا إلى العديد من المصادر الصحفية والإعلامية (كمارتن بيرغر و تشارلز ليستر و جيرمي بين في نيويورك تايمز، إضافة إلى قناة الميادين) جرى مؤخرا الكشف عن تفاصيل في الحرب السرية لوكالة المخابرات الأميركية و السعودية على سوريا، ولكن بداية و قبل الغوص في تفاصيل هذا البرنامج السّري الذي ورد في العديد من التقارير الإعلامية والتلفزيونية, لفتني أمران، الأمر الأول هو تفعيل الولايات المتحدة هذا البرنامج مجدداً في عهد الرئيس ترامب تزامناً مع زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن(15/3/2017)، ويفهم من هذا أنّ السعودية باتت مجدداً رأس الحربة الأميركية في الحرب على سورية في عهد ترامب، ورأينا تطبيقها المباشر في معارك ريف حماه الشمالي والغربي تحت مسمى (وقل اعملوا- صدى الشام) بقيادة “جبهة النصرة” الإرهابية وأحرار الشام الإرهابية، إضافة إلى معارك جوبر و القابون في ريف العاصمة دمشق.

و أردف الخبير صالح قائلاً:

الأمر الثاني هو الدلالة اللغوية للبرنامج ،والتي تشير ضمناً إلى عاموس الذي قال ” لست أنا نبياً ولا أنا ابن نبي ، بل أنا راع وجانى جميز”، و هو أحد الأنبياء الاثني عشر الصغار وقد عاصر هوشع و إشعياء وله “سفر عاموس” وفق المعتقدات التوراتية، ولا يبدو الأمر بعيداً عن مخططات الرئيس ترامب لنقل السفارة الأميركية إلى القدس وتحقيق حلم “الدولة اليهودية الصهيونية”، وهنا يتقاطع الأمران في أمرٍ واحد وهو تبني السعودية للمشروع الأميركي/ الصهيوني في الاعتراف بـ”يهودية الدولة الإسرائيلية” من خلال محاولة تدمير سورية الرافضة كلياً لهذا المشروع.

الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية أسترالية SBS في دمشق، سوريا 1 يوليو/ تموز 2016
© AP PHOTO/
ماذا قال الأسد عن علاقات سوريا مع السعودية ومصر وتركيا؟
وفي التفاصيل: صحيفة نيويورك تايمز في العام (2016) أفادت بأنّ أعضاء من إدارة أوباما قالوا لهم إنّ المملكة العربية السعودية ترعى الأغلبية المطلقة للحروب الخارجية غير المعلنة في الخارج، وفي بعض الأحيان، تتقاسم الولايات المتحدة والمملكة السعودية أدوار مخابراتهما، بينما تقوم الرياض في بعض الحالات بتوزيع مبالغ كبيرة من المال على عملاء وكالة الاستخبارات المركزية، دون طرح أيّ أسئلة،وفي عام 2013، وافقت وكالة الاستخبارات المركزية والرياض على إطلاق عملية تحت اسم “الأخشاب الجميز” الذي تدار على الأرض من غرفتي عمليات “الموم” و”الموك” بشكلٍ أساسيّ، وتهدف هذه العملية إلى إسقاط الحكومة المنتخبة في سوريا من خلال التدريب المستمر والدعم المقدم إلى جميع أنواع المتشددين المتطرفين, وبموجب الاتفاق يسهم السعوديون بالأسلحة وكميات كبيرة من الأموال، وتتولى وكالة المخابرات المركزية قيادة تدريب المتطرفين على بنادق هجومية من طراز ايه كيه — 47 وعلى صواريخ (تاو) وتم إعداده لتسليح نحو “80 مجموعة” مختلفة من المسلّحين في سوريا، تم تزويدها بعدة “مئات” منها هذه الصواريخ الموجهة المضادة للدروع من طراز “تاو B2″, وفي هذا الصدد أيضاً تحدث الخبير الأميركي تشارلز ليستر ضمن ذات الإطار عن أكثر من (1000) صاروخ مضاد للطيران محمول على الكتف (مانباد) وصلت في العام 2015 ثلاث دفعات منها للمجموعات المسلحة في سوريا، وعلاوة على ذلك، شاركت تركيا والأردن وقطر جميعاً في هذا التصميم الإجرامي وفي الوقت نفسه، كانت الولايات المتحدة تشرف على عمليات التسليم هذه من خلال عناصرها في (سوكوم) وهي قيادة العمليات الخاصة والسرية للولايات المتحدة والمكلفة بالإشراف على مختلف عناصر العمليات الخاصة للجيش والبحرية والقوات الجوية للقوات المسلحة الأمريكية، وتلك القيادة هي جزء من وزارة الدفاع ويقع المقر الرئيسي لـ”سوكوم” في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بولاية فلوريدا،وتقوم القوات الخاصة الأمريكية بنقل تلك الأسلحة من بلغاريا ورومانيا إلى موانئ تركية والأردن.
واستطرد الخبير صالح يقول:

الاستخدام المكثف لصواريخ تاو الأميركية في معارك ريف حماة الشمالي بالتزامن مع المشروع الاميركي في المنطقة الشمالية الشرقية في سوريا هي رسائل واضحة لانتقال الولايات المتحدة إلى مرحلة الصراع مع روسيا على سوريا، في سيناريو يحاكي (Operation Cyclone) في أفغانستان بذات الأدوات الإرهابية وذات الدول الإقليمية، وهو ما يضع مسار جينيف وعجلتيه سياقي (أستانة وفيينا) في مأزق، بانتظار ما تؤول إليه نتيجة المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة بالإنابة أو بالأصالة.

وختم صالح قائلاً:

اليوم المشروع خطير ومعقد ويستدعي يقظة شعبية جماهيرية كبيرة في تلك المنطقة خصوصا للمتحالفين مع تركيا والأردن من العشائر العربية هناك، والالتفاف حول الدولة السورية الوطنية والجيش العربي السوري الذي يحارب هذا المشروع بضرب ادواته على الارض مباشرة، وهو ما يحمل الإعلام الوطني والمقاوم مسؤولية فضح هذا المشروع أمام الرأي العام.

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار