قبل وقوع الطوفان.. ماذا يجري في الساحة الفلسطينية؟!!

0

قبل وقوع الطوفان.. ماذا يجري في الساحة الفلسطينية؟!!
القدس/المنـار/

في الأراضي الفلسطينية عواصف من التسريبات والاتهامات والتمحور والاصطفاف غاب معها أي حديث عما تتعرض له هذه الأراضي من تحديات وتغيير معالم وتهويد وقتل ميداني، وفتح أبواب للتطبيع العربي مع اسرائيل، انه التشويش والاشغال عن مسيرة البحث عن خيارات للتخلص من الاحتلال، في وقت تنشغل فيه الدول العربية وشعوبها في مواجهة الحروب الارهابية، التي خططت لها أمريكا واسرائيل وتمولها السعودية وقطر وتركيا والامارات ودول “ذيلية” تسير في ركابها وفلكها.
والسؤال الذي يفرض نفسه، وبحاجة الى اجابة دقيقة وصريحة وسليمة، هو، ماذا يجري في الاراضي الفلسطيني، والى أين نحن ذاهبون في ساحة تهب عليها العواصف من كل جانب، ما هي الحقائق، والأسباب، وكيف وصلت وآلت اليه الاوضاع الى هذا الحال المخجل والمزري والخطير، وفي نفس الوقت مثير للقرف والاشمئزاز؟!! ما هي جوانب هذه الملهاة، بل التراجيديا، وما هي تفاصيل “اللعبة” المدمرة، في غياب وعي وتغييب للعقل واضحين؟! ولماذا الان، وما هي الدوافع، وهويات المشاركين ودوافعهم وارتباطاتهم، والاجندة السوداء القاتمة التي تسير اللاعبين، في هذا “السيرك” العجيب الغريب وتساؤلات أخرى كثيرة!! وصولا الى ردود واجابات شافية حول هذا “الانجراف” المهين، من جانب قيادات انساقت وراء الاطماع والغرباء والاجندات المشبوهة، وقبلت أن تنحني مقابل الرشى المالية، فدخلت حظيرة الاستخدام والمقاولين، وبين الوكلاء تنافس شديد على الارتباط بجهة هنا ونظام هناك، على حساب الشعب ومسيرته، دون أدنى التفات لمعاناته أو اهتمام بمطالبه، أو حفاظ على ثوابته ومشروعه الوطني، بمعنى أدق وأوضح، قيادات تحولت الى دمى للفوز بـ “موضوع” الصراع المحتدم في الساحة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، والذي لا داعي لاثارته، فكل الجهات التي ارتبطت بها القيادات المتصارعة، وتنثر الوعود والورود أمام المرتبطين، تهدف الى استخدام الشعب وقضيته جسرا للعبور الى تل أبيب، وبالتالي “لا تبرئة” لهذه الدمى، من انزلاق باتجاه طلب العون والاسناد من الاحتلال الظالم، الذي وصل في علاقاته مع الجهات الخارجية المحركة لهذا “المايسترو” ــ وهي عربية ــ الى درجة التحالف، لذلك، اسرائيل على علاقة ودراية بما يدور من تصارع بين قيادات تخلت بسهولة عن متابعة القضايا المصيرية لتدخل “دوامة” الاستخفاف بوعي وعقل شعب يواجه الاحتلال منذ عقود طويلة من الزمن. في الساحة الفلسطينية “حرب شرسة” على المشهد السياسي وقيادته، عنوانها، اسقاط هذا المشهد ارضاء لجهات أشعلت هذه الحرب، جهات فشلت في سياساتها في الاقليم، ودب رعب السقوط والتغيير في أوصالها، فاتجهت للمتاجرة بشعب فلسطين وقضيته وقيادته ومشروعه الوطني، وعثرت على مقاولين ووكلاء يخوضون هذه الحرب بالوكالة، فكان هذا الصراع الذي نراه، ويزداد اشتعالا، جهات عجزت عن تحقيق نتائج سياساتها الارهابية، وانطلقت نحو الساحة الفلسطينية للتغطية على فشلها، وحفظ ماء الوجه، ومن خلال هذه الساحة تريد العبور العلني باتجاه تل أبيب، اشهارا لعلاقات تزداد قوة وارتباطا مع الاحتلال الاسرائيلي، بحثا عن معارك وحروب انتقامية، لتستأنف سياسة تدمير الساحات العربية بتنسيق وتعاون وثيقي مع اسرائيل.
في هذا السياق، وجدت الجهات المحركة المشبوهة في السعي لاسقاط المشهد السياسي وتغيير قيادته، لصالح تنصيب قيادة جديدة، الغطاء لعجزها وافتضاح أمرها وخيانتها، فكانت “ضالتها” في ضعاف النفوس من قيادات “أتخمت” مالا وتجييشا، وجيوبا مملوءة بالمال السياسي، ووعودا “براقة” بتولي مواقع “مرموقة”.
وبكل الصراحة والوضوح، وجدنا قيادات دخلت ميدان الصراع لسرقة المشهد السياسي، وقمة الهرم فيه، مع أنها صاحبة ملفات سوداء من كل الجوانب ويندى لها الجبين، وبدأت بالبحث عن “سيد” لها، مع أنها غير قادرة على قطيع صغير من الأغنام أو الدجاج، وتسلحت بماكنة اعلامية صفراء يعتريها الصدأ، مادتها وسلاحها العهر والشتيمة والتشهير والتسريب.
وقيادات “أغاظتها” قرارات فصلها، وطردها، صادرة عن مؤسسات الجهات التي تنتمي اليها، فالتجأت الى جهات هي الاخرى، حاقدة جبانة بنطبق عليها الجهل السياسي، وقبلت على نفسها، أن تدخل “زريبة” و “حظيرة” العبيد فاقدي الكرامة والخجل، وانضمت الى الصراع الدائر، وبدأت التسريبات المتعمدة “تلميعا” و “رسم هالة” لقيادات مذمومة مطرودة، وضعيفة جبانة، وراحت هذه التيارات تمارس “التنظير” حرصا وشرفا واخلاصا وقدرة، وهي الخائنة لشعبها وفاقدة للشرف، وعاجزة سيئة السمعة والصيت ذات تاريخ أسود مخجل، الامارات لها مقاولوها، وكذلك الاردن ومصر وامريكا واسرائيل وتركيا، وهذه جهات تلتقي في النهاية على الهدف نفسه، وما يزال السباق نحو الغرباء مستمرا، حرب شرسة على تولي القيادة بعد اسقاط المشهد السياسي باسناد من هؤلاء الغرباء، الذين وحدوا في اشعال حرب داخل الساحة، الطريق الوحيد لتمرير الحل التصفوي لقضية شعب عادلة، فكيف لشعبنا أن يقبل بهؤلاء الخارجين على ارادته قادة له!!
وترافق الحرب المشتعلة والقذرة، حملة تسريبات لأسماء المتصارعين على الخلافة، وتطرح من حين الى آخر، نتائج لاستطلاعات رأي مأجورة، وفبركات لقيادة انتقالية، واخرى ثنائية، وثالثة ثلاثية، وتنسج تحالفات على أسس من المصالح المتبادلة والمنافع الذاتية، لتولي القيادة، تغطية للعجز وعدم القدرة.
ان استمرار هذه الحرب القذرة، يعود لأسباب عديدة، ولا بد من تناولها، بصدق ودون مواربة، أولها أن القيادة الفلسطنية التي تقف على قمة المشهد السياسي، لم تعالج هذه المسألة منذ بداية “اللغط” بشأنها، بحكمة ودراسة دقيقة، وبالتالي، ساهمت في تعميقها ، وكان لا بد من تجاهل هؤلاء الخارجين والمرتدين، وعدم الانجراف وراء “الوشوشات” وتكبير الأمور وتضخيمها، لأن في ذلك، منح “زخم” لعصابة مرفوضة شاذة، لا مكان لها في الساحة الفلسطنية.
والسبب الثاني هو عجز الاعلام الرسمي بكل وسائله، وما يزال هذا العجز مستمرا بل يتعمق، وبالتالي، لم يعد هذا الاعلام على مستوى المسؤولية، وكيف يكون كذلك، وهو لا يقرأ أو يسمع ويشاهد من جانب أبناء هذه الساحة، فالخبرات الاعلامية غير متوفرةـ والخطط الاعلامية غائبة، والمنتفعون كثيرون “والطباخون” اكثر، والتعاطي مع هذه الماكنة الاعلامية يتم على اسس وقواعد من الاحقاد الشخصية، حيث يمكن القول، أن تعاطي القيادة مع وكلاء الأنظمة، والمنبوذين والمقاولين، والجهات الداعمة، خطة مدروسة بدقة، تتلاقي مع الاجندة الغريبة المشبوهة لاسقتط المشهد السياسي الفلسطيني نفسه، أي أن هناك من يتعاطى مع المخطط المذكور من داخل البيت.
والسبب الثالث، عدم مصارحة أبناء الساحة الفلسطينية بحقائق ما يدور وما يجري من استهداف للقيادة والمشهد السياسي، مع ضعف أركانه واعلامه في الشرح والتوجيه وتبيان الامور، ونشر الحقائق، وللأسف، ما يزال هذا الضعف والعجز مستمرا، مع عدم استبعاد أن تكون هناك خيوط مربوطة بين قيادات هي في موقع المسؤولية مع الخوارج، وحاملي أكياس “الرشى المالية،، ففي العديد من المؤسسات العليا، وهيئاتها القيادية اصطفافات مشبوهة تثير الشكوك، فالبعض له اتصالاته مع المرتدين، وقسم في دائرة الانتظار وعدم تحديد الموقف، وقسم ثالث يلعب على الجبلين ويرفض، وآخرون عاجزون عن ادارة اعلام قادر مسؤول يتمتع بالخبرة والكفاءة، وهذا في حد ذاته يخدم الخوارج، اضافة الى ما يمكن تسميتها بـ “لعبة التقارير” الكاذية التي ترفع الى ولي الأمر، فمنها، للتغطية على فشل وعجز كاتبيها، ومنها، ما هو للتعمية والتضليل، وثالثة، هي لاستبعاد، أو اغلاق الطريق أمام من هم قادرون فعلا على خوض هذه المعركة، التي تستهدف في النهاية تصفية الضفية الفلسطينية من خلال اسقاط وتغيير المشهد السياسي على “أمزجة وأهواء” الدافعين والمدفوع لهم.
وبكل الصدق والحرص أن كل من تسرب أسماؤهم، بأنهم أكفاء وقادة، ورؤساء محتملين ومرشحين، لا يستحقون، ان يكونوا على قمة دفة الحكم، ورؤساء لهم، فهم أعجز من أن يقودوا شعبا، ويحموا قضية من تآمر الغرباء والمذمومين، فارتباطاتهم موجودة، ومعروفة وتتلاقى مع المقاولين، فالقيادة ليست طاولة وقلم، أو مجرد لعبة تدار على الهواتف الذكية، أو لقاء على طاولة مليئة بالمأكولات ما لذ منها وطاب، فالقائد له مواصفاته وهي لا تتوفر وبنسب مختلفة لدى المتصارعين والمتنافسين.
ومن أسباب هذا الانحدار، الصمت على تلك الجهات والانظمة التي منحت لنفسها الحق بالتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني، والعبث في الساحة الفلسطينية مباشرة أو عبر وكلائها ومقاوليها، الخارجين على ارادة شعب فلسطين، كان المفروض وما يزال مطلوبا أن تواجه بقوة، ودون مهادنة و “تطييب خواطر”، أو حفاظا على خيوط مربوطة في الخفاء أو أملا في مواقع، في المشهد السياسي القادم,
أما القيادة الفلسطينية الحالية، وبشكل خاص وتحديدا من جانب من يقف على قمة المشهد السياسي، فهي، مطالبة ومدعوة، حفاظا على الساحة من البلبلة والانقاضاض والتشكيك وحتى لا تتحول الى جسر لاشهار العلاقات بين أنظمة الردة واسرائيل، ودفعا بالمرتدين على مزابل التاريخ، مدعوة الى الدقة في اختيار وانتقاء مستشاريها، وتوسيع قاعدة هذا التشاور وعدم اغلاق الأبواب في وجوه الناصحين الأمناء مع ضرورة أن يتعاطى البعض في دائرة صنع القرار بصدق وأمانة مع قائد المشهد السياسي من خلال عدم حجب واخفاء التقارير الصادقة عنه، فالمسؤولية أمانة واخلاص، مع ضرورة الالتفات الى ما يجري داخل الوزارات والهيئات من عبث وظلم وتلاعب وغبن، وسوء ادارة مبنية على المصالح الشخصية والأمزجة والأهواء، فالظلم يستشري، ونخشى من انفجارات واسعة قادمة.
ومع توضيح أكبر قادم، بالاسماء والتفاصيل الدقيقة!!

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار