هل “الانتفاضة” ضد عباس وسلطته باتت وشيكة؟ وهل هناك تهديد حقيقي على حياته؟ وهل وصل الغضب الى المؤسسة الأمنية؟ “رأي اليوم”

0

ربما لم تصحّ معظم التوقعات حول احتمالات انفجار انتفاضة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، رغم حدوث عدد من الارهاصات، مثل “هبة” الطعن بالسكاكين التي أدت الى تعزيز الآمال في هذا الخصوص، ولكن الامر المؤكد ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبعد مشاركته “المهينة” في جنازة شمعون بيريس، الرئيس الإسرائيلي الأخطر على العرب والمسلمين، ومجرم الحرب الذي تورط في مجازر عديدة في لبنان وقطاع غزة وفلسطين المحتلة عموما، ربما يكون أشعل فتيل انتفاضة سياسية ضده شخصيا تطالب برحيله.
الرئيس عباس تعَوَد على الانتقادات والهجمات الصحافية والشعبية الغاضبة التي تستهدفه وسلطته وبات لا يعيرها أي اهتمام، لأنه بات يعتقد انها “فشة خلق”، او “فقاعة” ستختفي حتما بعد بضعة أيام، فهو يملك المال، ويملك مفاتيح حركة “فتح” التي يتزعمها، والاهم من كل هذا وذاك، التنسيق الأمني الذي يحقق له ولسلطته دعما إسرائيليا، حتى “يُهيأ” البديل الأكثر استسلاما وخنوعا وتحمسا للمشروع الاستيطاني والدموي الإسرائيلي.
الرئيس عباس كان محقا في قراءاته وتقديراته هذه التي ثبتت صدقيتها في السنوات الماضية، ولكن لا نعتقد ان هذه “الصدقية” باتت ممكنة في الأشهر والسنوات المقبلة، بالنظر الى حالة الغضب المتفجرة في الأراضي المحتلة حاليا، وهو غضب غير مسبوق.
وإذا صحت التقارير التي نشرتها عدة صحف إسرائيلية اليوم (الاثنين) عن تشديد الحراسة على الرئيس عباس، واحاطة تحركاته بالسرية المطلقة، فإن هذا مؤشر مهم على وجود اخطار على حياته، وما يجعلنا نميل الى تصديق هذه الانباء التي ترددت في مدينة رام الله، عاصمة السلطة حول تعرض اللواء ماجد فرج الى محاولة اغتيال صباح يوم الجمعة، أي يوم تشييع بيريس، وهو في طريقه للانضمام الى الوفد الرئاسي.
السلطات الأمنية الفلسطينية قالت ان اللواء فرج تعرض الى حادث سير، وأصيب بكدمات فقط، نقل على أثرها الى المستشفى للعلاج، ولكن هناك من يشكك في هذه الرواية ويقول ان اللواء فرج، رئيس المخابرات الفلسطينية، واقوى مسؤول أمني في السلطة، لا يتحرك الا وسط موكب كبير وحراسة مشددة.
المؤشر الأبرز في رأينا على حالة الغضب هذه، انتقالها الى قوات الامن الفلسطينية نفسها، واقدامها، وبأوامر من الرئيس عباس، على اعتقال “المقدم” أسامة منصور، من جهاز الامن العسكري، لنشره تغريدات على موقعه على “فيسبوك” طالب فيها الرئيس عباس بعدم المشاركة في جنازة بيريس، وطلب منه “ان يتوجه للمشاركة في جنازة الشهداء، وسؤال ام الأسير الشهيد ياسر الحمدوني ما إذا كانت تسمح له بالمشاركة في جنازة من كسّر عظام رجال الانتفاضة، وهندس الاستيطان، وارتكب مجازر في حق الشعبين اللبناني والفلسطيني”.
الرئيس عباس تجاوز كل الخطوط الحمراء وبصورة استفزازية للشعب الفلسطيني والأمة العربية باسرها، ولم يعد يحظى باحترام الا من شاركوا معه في جنازة بيريس، الى جانب بعض الانتهازيين، وزاد الطين بلة عندما اوعز لمحكمته العليا باستثناء قطاع غزة من الانتخابات البلدية، وهو الذي كان بالأمس القريب يتحدث عن المصالحة مع حركة “حماس″ لتعزيز الوحدة الوطنية.
الرئيس عباس للأسف لم يدخل القدس محررا، وانما معزيا بأحد أبرز ذئاب الحركة الصهيونية، وتملقا له وخلفائه، وهذه قمة الإهانة والاذلال والتزلف، وبدون حتى دعوة رسمية من جلادي شعبه، ولهذا يستحق هذه الغضبة الفلسطينية، التي نأمل ان تتطور الى انتفاضة شعبية ضده وضد سلطته.
“راي اليوم”

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار