ذكرى رحيل المناضل محمد داوود (أبو داوود) عضو المجلس الثوري لحركة فتح

0

ذكرى رحيل المناضل محمد داوود (أبو داوود) عضو المجلس الثوري لحركة فتح

لواء ركن/ عرابي كلوب المناضل/ محمد داوود عودة (أبو داوود) عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ورئيس لجنة الرقابة الحركية وحماية العضوية الأسبق، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني وأحد مؤسسي جهاز الأمن الفلسطيني، وواحداً من أبرز قادة حركة فتح، والذي وافته المنية في دمشق بتاريخ 3/7/2010م، نتيجة فشل كلوي، عن عمر ناهز الثالثة والسبعون عاماً.
محمد داوود محمد عودة من مواليد بلدة سلوان القريبة من القدس بتاريخ 3/5/1937م، تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي حتى الثانوية العامة في مدارس سلوان والقدس (الرشيدية) حتى العام 1956م، عمل بعدها مدرساً في قرى رام الله وأريحا حتى العام 1961م، ومن ثم انتقل للعمل في السعودية مدرساً، أبعد من السعودية أثر انضمامه ونشاطه في حركة فتح منذ انتسابه إليها في العام 1964م.

حصل على شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة دمشق عام 1967م.

كان أبو داوود من ضمن أول دورة أمنية لحركة فتح في القاهرة عام 1968م، والتي أوفدتها حركة فتح منتصف العام 1968م، بعد الاتفاق مع الحكومة المصرية على ذلك والتي تمت في معهد البحوث الاستراتيجية التابع لجهاز المخابرات العامة المصرية والمتخصص في تخريج قادة العمل الأمني والعسكري، وكان من ضمن الدورة كل من الإخوة/ (علي حسن سلامة، محمد داوود عودة، مهدي بسيسو، مريد الدجاني، سفيان الأغا، مهنا عزيز الظاهر، غازي الحسيني، فخري العمري، ومحمد صبيح) وآخرين حيث كانوا نواة جهاز الأمن (الرصد)، هذه المجموعة هي الرعيل الأول المؤسس للمؤسسة الأمنية الفلسطينية والتي ستبهر العالم فيما بعد.

عين أبو داوود فيما بعد قائداً لقوات المليشيا في الساحة الأردنية وشارك في أحداث أيلول عام 1970م والتي وقعت في الاردن بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية آنذاك.

بعد الخروج من الأردن عام 1971م، عمل أبو داوود مع الشهيد القائد/ صلاح خلف (أبو إياد) وبعض الإخوة في العمل الخارجي للحركة عام 1972م، حيث ساهم في تأسيس منظمة (أيلول الأسود)، وشارك في التخطيط والإشراف على التنفيذ في الهجوم الذي استهدف الفريق الإسرائيلي في دورة ميونيخ الأولمبية عام 1972م، والتي سميت بعملية ميونيخ فيما بعد، حيث قتل فيها أحدى عشر رياضياً إسرائيلياً ورجل شرطة وطيارين ألمانيين.

اعتقل أبو داوود في الأردن عام 1973م، مع مجموعة من كوادر حركة فتح، والتي دخلت إلى الأردن لتنفيذ عملية حيث كان هدفها هو السيطرة على مجلس الوزراء الأردني والسفارة الأمريكية في عمان، بهدف الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأردن، إلَّا أن العملية كشفت، وحكم على أبو داوود ومرافقيه من المجموعة بالإعدام، وخفف الحكم وأفرج عنه بعد عدة أشهر بعد زيارة قام بها العاهل الأردني الراحل الملك/ حسين بن طلال إلى السجن.

أنتقل أبو داوود بعد ذلك إلى بيروت، وخلال الحرب الأهلية في لبنان عين قائداً عسكرياً لمنطقة بيروت الغربية بين عامي 1975م – 1977م.

في عام 1978م اختلف أبو داوود مع الأخ/ أبو عمار لأسباب سياسية حيث غادر بيروت وأقام في أوروبا الشرقية.

تعرض أبو داوود لمحاولة اغتيال في بولندا عام 1981م، حيث أصيب بسبع رصاصات في أماكن مختلفة من جسده، إلَّا أن هذه الرصاصات لم تمنعه من الركض وراء الشخص الذي حاول اغتياله في ردهات الفندق، حتى إن كثيراً من الحضور كانوا ينظرون إلى المشهد وكأنه فيلم سينمائي، وظل أبو داوود ينزف حتى وصلت سيارة الإسعاف ونقل إلى المستشفى للعلاج.

أصبح أبو داوود مطلوباً من قبل إسرائيل لإشرافه على عملية ميونيخ، حيث تبع تلك العملية حملة قتلت إسرائيل فيها عدداً كبيراً من القياديين الفلسطينية والسفراء في العديد من دول العالم، واتهمت إسرائيل بالوقوف وراء محاولة اغتيال أبو داوود في بولندا.

على أثر الانشقاق الذي حصل في حركة فتح في شهر مايو 1983م لعب أبو داوود دور الوسيط في الخلاف داخل حركة فتح بين بين العقيد/ ابو موسى والأخ/ ابو عمار، إلا أنه لم ينجح في تلك الوساطة.

بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993م، وعودة قوات منظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها إلى أرض الوطن 1994م، رفضت إسرائيل عودة أبو داوود إلى الوطن، الَّا أنها وافقت فيما بعد عام 1996م بدخول أرض الوطن كعضو في المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في غزة بحضور الرئيس الأمريكي السابق/ (بيل كلينتون).

أنتخب أبو داوود عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح بالمؤتمر الثالث الذي عقد في (حموريا) سوريا سبتمبر عام 1971م، وكذلك عضواً منتخب في المؤتمر الرابع لحركة فتح والذي عقد في مدرسة أبناء الشهداء (بعذرا) بدمشق في مايو 1980م، وعضواً منتخباً في المؤتمر الخامس الذي عقد في تونس أغسطس عام 1989م.

عين أبو داوود رئيساً للجنة الرقابة الحركية وحماية العضوية في حركة فتح عام 1996م، وكان عضواً في المؤتمر السادس في بيت لحم عام 2009م بالرغم من عدم حضوره لمنعه من دخول أرض الوطن مرة ثانية بعد نشره كتابه.

أبو داوود عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1974م وحتى وفاته.

بعد إصداره كتابه (فلسطين من القدس.. إلى ميونيخ) والذي صدر عام 1999م، والذي أقر فيه بمسؤوليته الكاملة عن عملية (ميونيخ) وروى فيه كيف تم التخطيط للعملية التي نفذتها فرقة كوماندوز (أيلول الأسود)، وكذلك ظهوره على شاشة الجزيرة الفضائية في حلقات (شاهد على العصر)، أقدمت إسرائيل على عدم السماح له بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية وظل يعيش في سورية إلى أن وافته المنية.

أبو داوود متزوج وله خمس بنات وولد واحد.

بعد صدور كتابه، أصدرت ألمانيا مذكرة توقيف بحق أبو داوود لاعترافه بمسؤوليته عن العملية التي جرت فصولها الرئيسية على أرضها، وكذلك أعلنت فرنسا أن أبو داوود شخص غير مرغوب فيه ومنعته من دخول البلاد عندما دعته دار النشر (أن كاري ير) التي أصدرت كتابه (فلسطين من القدس إلى ميونيخ) للحضور إلى فرنسا احتفالاً بصدور الكتاب.

قبل وفاته بعام أعتزل العمل النضالي بسبب وضعه الصحي.

توفي أبو داوود يوم السبت الموافق 3/7/2010م عن عمر ناهز الثالثة والسبعون عاماً في مستشفى الأندلس بالعاصمة السورية (دمشق) بعد صراع مع المرض الذي أنهكه وأودى بجسده الطويل الممشوق، حيث ووري جثمانه الطاهر في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بدمشق.

من أقوال أبو داوود مخاطباً الإسرائيليين:

(اليوم لم أعد أتمكن من مقارعتكم، ولكن حفيدي سيتمكن من ذلك، وكذلك سيفعل أحفاده من بعده).

برحيل القائد/ أبو داوود فقدنا ذكراه وطنية حية لم تقل ما لديه، وأخفت الكثير الكثير من الأسرار وراءها.

كان المناضل أبو داوود شامخاً في مراحل نضاله ومسيرته التي وهب جل حياته من أجل القضية والشعب والثورة.

هذا وقد نعت أمانة سر وأعضاء المجلس الثوري لحركة فتح يوم السبت الموافق 3/7/2010م عضو المجلس، ورئيس لجنة الرقابة الحركية الأسبق المناضل الكبير/ محمد عودة (أبو داوود) عن عمر ناهز 73 عاماً، وجاء في بيان لأمانة سر المجلس (أن الفقيد كان واحداً من أبرز قادة الحركة، ومن مؤسسي جهاز الأمن، ومن المدافعين عن حقوق وكرامة شعبنا، والذي وافته المنية في دمشق عن عمر 73 عاماً قضاها مقاتلاً ومناضلاً فتحاوياً في الصفوف الأمامية.

رحم الله القائد المناضل/ محمد داوود عودة (أبو داوود) وأسكنه فسيح جناته.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار