*المقاومة تتصدى وتواجه مخطط خرائط إسرائيلية..بمحاولة تهجير الشيعة من لبنان إلى سوريا والعراق بعد فشل تهجير الفلسطينيين الى مصر والأردن.*
*المقاومة تتصدى وتواجه مخطط خرائط إسرائيلية..بمحاولة تهجير الشيعة من لبنان إلى سوريا والعراق بعد فشل تهجير الفلسطينيين الى مصر والأردن.*
حسين صالح
مشاريع كثيرة يحلم بها العدو الإسرائيلي منذ احتلاله الأراضي الفلسطينية العام 1948، ولو أردنا تعدادها فلن نتمكّن من إحصائها نتيجة الطمع والإجرام وحب الإستعمار الذي يتغلغل داخل جسم هذا الكيان.
يسعى العدو الإسرائيلي منذ زمن إلى جعل الحدود اللبنانية – الفلسطينية آمنة له، لكن المقاومة في الجنوب كانت العائق الأكبر أمامه، حتى أصبحت قوة إقليمية لا يُستهان بها ويُحسب لها ألف حساب.
حاولت الحكومات الإسرائيلية متعاقبة إنهاء المقاومة في لبنان وتفكيك بيئتها الحاضنة – التي تشكل نسبة كبيرة من اللبنانيين – وتهجير أبناء الطائفة الشيعية إلى سوريا والعراق، لكن هذا المخطط أُحبط عدة مرات كان آخرها في حرب تموز العام 2006.
أما اليوم، فيعتقد الاسرائيلي أنه في العصر الذهبي، كونه يحقق إنجازات تكتيكية، ابتداء من مجزرة “البيجر” وصولا إلى اغتيال قادة الصف الأول في حزب الله، ويرى أن هذا هو الوقت المناسب لتحقيق حلمه بتهجير الشيعة من لبنان، حتى وصل الحال إلى أن هذا المخطط بات يُطرح في بعض الجلسات اللبنانية السياسية الخاصة جدا ووراء الكواليس، فهل يصبح جنوب العراق وجزء من سوريا وطنا بديلا لشيعة لبنان؟
أجابت مصادر سورية في حديث لـLebanonOn، وقالت إن “التغيير الديموغرافي وتقسيم العالم على أسس طائفية وعرقية هو جزء من مخطط عالمي قائم”.
وأضافت المصادر أن “محور المقاومة اليوم رغم أنه في محنة كبيرة يسعى إلى إيقاف الحرب، وبنظره أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وهو اليوم مهتم بترميم نقاط الضعف واستعادة زمام المبادرة”.
ورأت المصادر أن “رسم المسارات المستقبلية لنتائج هذه الحرب من المبكر الحديث عنها”.
وعن الدور السوري، أشارت المصادر إلى أن “سوريا حافظت على البنية الديموغرافية لديها، وهي أيضا كانت من الرافضين لمشروع تهجير الموارنة من لبنان في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، وكان موقفها أن لبنان لا يعيش إلا بجناحيه المسلم والمسيحي والحفاظ على كل المكونات، وكما عارضت في السابق هكذا مخططات ستعارض اليوم أيضا”.
ولفتت المصادر إلى أن “الطائفة الشيعية تشكل نسبة كبيرة من المجتمع اللبناني، وعدد كبير من أبناء هذه الطائفة يتمركزون على الحدود اللبنانية الفلسطينية بحكم الجغرافية، وحتى لو تم إبعادهم إلى شمال لبنان سيقاومون، فهم قدموا الكثير في سبيل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، سواء في سوريا أو في لبنان”.
عراقيا، شدد مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية د.محمود الهاشمي في حديث لـLebanonOn على أنه “ليس كل ما تخطط له اسرائيل او تحلم به يتحول إلى حقيقة”، مشيرا إلى أن جميع الحروب تكون ضمن تداعياتها الهجرة بحثا عن الأمن والأمان”.
ولفت الهاشمي إلى أنه “مثلما فر الآلاف من الصهاينة من مناطق شمال فلسطين المحتلة بسبب الحرب، فقد فر الآلاف من اللبنانيين من جنوب لبنان ومناطق أخرى أيضا”.
وأشار الهاشمي إلى أن “العدو يرسم خرائط كثيرة عن مشروع إسرائيل الكبرى، ونحن نرسم خرائط أن نخلي أرض فلسطين من الصهاينة، وميادين الحرب هي التي تصنع مستقبل هذه الخرائط”.
وعن هجرة ونزوح اللبنانيين إلى الدول المجاورة، قال الهاشمي أنه “إذا كان اللبنانيون قد وجدوا دولا وشعوبا صديقة تأويهم وتستقبلهم، فإن الصهاينة هم أصلا مطرودون من أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى وليس هنالك من يرغب باستقبالهم”.
وأوضح الهاشمي أن “العراق استقبل أعداداً كبيرة من اللبنانيين، وتسارع العراقيون لتقديم أفضل الخدمات لهم”، مؤكدا أن “الشعب اللبناني محط ترحيب لدى الشعب العراقي دون النظر إلى الطائفة، ولو وقع الحيف على بقية طوائف لبنان لكان لهم نفس الاستقبال”.
وتابع الهاشمي: “المنهج الصهيوني بالحرب هو استهداف المدنيين، وهو جزء من عقيدته بالحرب ويرى في استهداف المدن والأحياء السكنية وسيلة للضغط النفسي والسياسي والاقتصادي، فيما تؤكد ادبيات الحزب أن الجيوش التي تستهدف المدنيين تخسر الحرب غالبا”.
وعن الإجراءات التي يتخذها المحور لإفشال هذا المخطط، رأى الهاشمي أنه “ليس هناك أكثر من إيواء الشعب اللبناني وتقديم الخدمات له، إلى حين انتهاء الحرب ومخاطرها وعودة الشعب اللبناني إلى أرضه”.
وأكد الهاشمي أن “سوريا والعراق الدولتان المضيفتان للمهجرين اللبنانيين دول مقاومة، وترى من واجبها استقبال الفارين من المعركة مع العدو الصهيوني، وتعتبره واجب وطني وديني وانساني لغرض مواجهة التحديات التي تفرضها وقائع المعركة”.
وشدد الهاشمي على أن “المقاومة في سوريا والعراق هي جزء من المنظومة السياسية للبلدين، وجزء مهم من صناعة القرار، فهي غير مكترثة لما يصدر عن العدو وطموحاته إنما معنية بإهدافها بإسناد غزة المقاومة وشعبها، والتعامل بمهنية مع كل حيثيات المعركة، ومثلما نساند غزة كذلك نساند شعب لبنان”.
وأوضح الهاشمي أنه “في العراق لا يوجد فصل بين المقاومة والحكومة ،لان الحكومة جاءت بترشيح من كتلة الإطار التنسيقي، الذي غالبيته اما مقاوم او مناصر للمقاومة، فيما الكتل الأخرى أصدرت بياناتها الصريحة بضرورة إيواء المهجرين من لبنان وتقديم افضل الخدمات لهم سواء من الكتل السنية او الكردية. كذلك الجانب الديني فقد تم فتح المؤسسات الدينية وعلى رأسها مكاتب المراجع الدينية فقد كانت اول الداعمين والداعين إلى استقبال النازحين وإيوائهم”.
أما في ما يخص التغيير الديموغرافي، فاعتبر الهاشمي أن “هذا ليس سوى فرضية صهيونية – أميركية تشبه الكثير من خرائط الوهم الصهيوني”، مشيرا إلى أن اللبنانيين قبل أن يكونوا شيعة او سنة سكنوا هذه الارض ولهم تاريخ عريق عليها وسيعودون إلى بلادهم، والصهاينة هم الذين سيحملون حقائبهم ويغادرون ارض فلسطين لأنهم مجرد وجود افتراضي صنعته ادبيات الغرب، ونرى أن موعده قد انتهى”.
بناء على كل ما تقدّم وكل الوقائع الملموسة والتاريخية، فلا ينجح مشروع تهجير طالما أن هنالك مقاومة حقيقية تدافع عن أرضها ووجودها وكيان وطنها، وتحارب نيابة عن كثيرين قرروا التسليم من دون أي محاولة، سوى الدعوات إلى اللجوء للأمم المتحدة، التي من قلب قاعتها أعطى نتنياهو امر اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله…
التعليقات مغلقة.