الحزب الشيوعي الصيني يعزز سلطات الرئيس شي جينبينغ الذي دعا الشعب في اختتام المؤتمرأل 20 إلى التحلي بـ”جرأة النضال من أجل النصر”

الحزب الشيوعي الصيني يعزز سلطات الرئيس شي جينبينغ الذي دعا الشعب في اختتام المؤتمرأل 20 إلى التحلي بـ”جرأة النضال من أجل النصر”

متابعة -فرانس24

عبر تعديلات لميثاقه تم الكشف عنها السبت في ختام مؤتمره السنوي ببكين… عزز الحزب الشيوعي الصيني موقع وسلطات الرئيس شي جينبينغ الذي ضمن لنفسه سيطرة كاملة عليه عشية فوزه رسميا بولاية ثالثة باتت شبه مؤكدة على رأس البلاد. وأعلن الحزب الذي يعقد مؤتمره كل خمس سنوات، التشكيلة الجديدة للجنة المركزية التي هي بمثابة “برلمان” داخلي للحزب. وتعقد اللجنة الجديدة المؤلفة من 205 أعضاء، أول اجتماع لها الأحد، تقوم خلاله بتعيين الأعضاء الـ25 في المكتب السياسي الجديد الذي يعد هيئة القرار في الحزب الشيوعي ويمسك بزمام السلطة الفعلية في الصين.

إعلان

اختتم الحزب الشيوعي الصيني السبت أشغال مؤتمره السنوي المنعقد ببكين، بإدخال تعديلات على ميثاقه الوطني تمنح الرئيس شي جينبينغ سلطات وموقعا أكبر، عشية فوزه رسميا بولاية ثالثة باتت شبه مؤكدة على رأس البلاد.

ونص قرار تم تبنّيه بإجماع المندوبين قبيل اختتام المؤتمر، على “الموقع المحوري للرفيق شي جينبينغ داخل اللجنة المركزية للحزب والحزب بمجمله”.

وبذلك بات من المؤكد أن شي سيفوز الأحد بولاية ثالثة على رأس الحزب وبالتالي الصين، بعد انعقاد أول اجتماع للجنة المركزية الجديدة.

ودعا شي المندوبين في ختام المراسم التي جرت في قصر الشعب إلى التحلي بـ”جرأة النضال من أجل النصر” معلنا “اعملوا بجدّ وكونوا عازمين على المضي قدما”.

وشارك في المؤتمر نحو 2300 مندوب اختارتهم سلطات الحزب في بكين منذ الأسبوع الماضي، بهدف تغيير فريق قيادة الحزب وبالتالي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ورسم التوجهات المستقبلية للبلاد.

وأعلنت في ختام المؤتمر الذي يعقده الحزب كل خمس سنوات التشكيلة الجديدة للجنة المركزية التي هي بمثابة “برلمان” داخلي للحزب.

ولا تتضمن قائمة الأعضاء التي نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة، أربعة من كبار وجوه الحزب الشيوعي بينهم رئيس الوزراء الحالي لي كه تشيانغ الذي سيغادر مهامه في آذار/مارس المقبل.

كذلك، سيغيب عن اللجنة المركزية المسؤول الثالث الصيني لي زانشو ونائب رئيس الوزراء هان تشينغ ووانغ يانغ رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهي جمعية لا تملك سلطة القرار.

وكان وانغ يانغ الذي يعتبر من الأصوات الأكثر ليبرالية في الحزب، أحد الأسماء المرجحة لتولي رئاسة الحكومة المقبلة.

وبحسب تقديرات وكالة الأنباء الفرنسية، تم تعديل أعضاء اللجنة المركزية الجديدة بنسبة 65% عن التشكيلة السابقة التي تعود إلى العام 2017.

المكتب السياسي: هئية القرار في الحزب الشيوعي

وتعقد اللجنة الجديدة المؤلفة من 205 أعضاء، بينهم 11 امرأة فقط، أول اجتماع لها الأحد، تقوم خلاله بتعيين الأعضاء الـ25 في المكتب السياسي الجديد، هيئة القرار في الحزب الشيوعي، وأعضاء لجنته الدائمة.

وتمسك هذه الهيئة واسعة النفوذ المؤلفة حاليا من سبعة أعضاء بزمام السلطة الفعلية في الصين.

ومن أجل البقاء في السلطة، ألغى شي جينبينغ من الدستور عام 2017 حد الولايتين الذي كان ينص عليه، ما يمكنه من البقاء على رأس البلد مدى الحياة نظريا.

اقتياد الرئيس السابق إلى خارج القاعة

وإن كانت المراسم قد جرت وفق سيناريو محكم الإعداد، إلا أن حدثا غير متوقع طرأ عليها إذ تم اقتياد الرئيس السابق هو جينتاو الذي ظهر في وضع صحيّ ضعيف خارج القاعة، على ما أفاد صحافيو وكالة الأنباء الفرنسية.

وقام أحد الموظفين بحض هو البالغ 79 عاما والذي ترأس الصين بين 2003 و2014 على النهوض من مقعده المجاور لمقعد شي جينبينغ وإخراجه من القاعة رغم إرادته بشكل واضح.

ولم تأت وسائل الإعلام الرسمية على ذكر هذه الحادثة غير المألوفة إطلاقا.

وعلق المحلل البريطاني أليكس وايت الذي سبق أن أقام في الصين في تغريدة “سواء كان الأمر متعمدا أم أنه كان يعاني وعكة، النتيجة هي ذاتها. إهانة كبرى للجيل الأخير من القادة ما قبل شي”.

تسليط الضوء على تايوان

وعقد هذا المؤتمر العشرون منذ إنشاء الحزب الشيوعي عام 1921 في ظل ظروف دقيقة بالنسبة للصين إذ تواجه تباطؤا في نموها الاقتصادي بسبب تدابير الإغلاق والحجر المتواصلة، وتوترا دبلوماسيا مع الغرب في عدد من الملفات.

وفي سياقه، أجرى المندوبون الـ2300 تقريبا الذين اختارتهم مختلف هيئات الحزب اجتماعات مغلقة على مدى أسبوع بهدف تعديل الفريق القيادي للحزب والبلد، ورسم التوجهات المقبلة لثاني قوة اقتصادية في العالم.

وعمد شي جينبينغ منذ وصوله إلى الرئاسة أواخر 2012 إلى تركيز السلطات في يده وطبق سياسة تقضي بتعزيز سلطة النظام.

وفي خطاب افتتح به المؤتمر، دعا شي جينبينغ الذي يعتبر رئيس الدولة ورئيس القوات المسلحة ورئيس الحزب، إلى استمرارية سياساته.

ومن المتوقع بالتالي المضي في سياسة “صفر كوفيد” رغم عواقبها الوخيمة على الاقتصاد وما تثيره من استياء شعبي متزايد.

وبعيدا عن الحذر الذي طبع دبلوماسية أسلافه، من المتوقع أن يستمر شي في رفع صوت الصين، مجازفا بتصعيد التوتر مع الخصم الأمريكي وخصوصا حول مسألة تايوان.

وقرر الحزب الشيوعي بهذا الصدد أن يدرج للمرة الأولى إشارة في ميثاقه تؤكد “معارضة” بكين لاستقلال الجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.

فرانس24/ أ ف ب

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار