“حماس” أبعد عن تركيا واقتراب حَذِر من روسيا..”لهجة نقديّة”مع إيران وتجميد لملف المُصالحة مع دمشق ومُصافحات “عن بُعد” مع الأردن ومِصر..متى يلتقط إسماعيل هنية صورةً في “ساحة الكرملين”؟

“حماس” أبعد عن تركيا واقتراب حَذِر من روسيا..”لهجة نقديّة”مع إيران وتجميد لملف المُصالحة مع دمشق ومُصافحات “عن بُعد” مع الأردن ومِصر..متى يلتقط إسماعيل هنية صورةً في “ساحة الكرملين”؟

عمان- خاص بـ”رأي اليوم”:
يُلاحظ المراقبون بصفة عامّة نموًّا ملموسًا في اتصالات وزارة الخارجية الروسية وبعض سفارات موسكو في المنطقة مع أطياف متناقضة ومختلفة ومنوعة هذه المرة لها علاقة بالقضية الفلسطينية وسط أنباء لا يمكن التوثق منها عن انحياز المؤسسات العميقة في الدولة الروسية لبنيامين نتنياهو حصريا في انتخابات الكنيست الإسرائيلية المقبلة وبناء على حسابات لها علاقة أو مرتبطة بالخلافات التي لها علاقة بالملف الأوكراني حصريا مع إسرائيل بيمينها الوسطي والمتشدد.
لكن يلحظ المراقبون الغربيون نموًّا في اتصالات حلقات مهمة في موسكو في المستوى الدبلوماسي مع شخصيات وأطياف فلسطينية متعددة في المنفى وأيضا شخصيات في داخل فلسطين ومن المرجح ان اتصالات جرت عبر مكتب حركة حماس في كل من اسطنبول وبيروت في الآونة الأخيرة.
وهي اتصالات قد تؤدي إلى تشكيل وفد يمثل حركة حماس ويزور موسكو في وقت لاحق من شهر ايلول المقبل في زيارة قد تكون هي الأولى من نوعها وكشفت مصادر مطلعة النقاب عن أن الجانب التركي لعب دورا في رعاية حلقة من الاتصالات بين المستوى السياسي في حركة حماس وممثليها في الخارج وبين بعض المسؤولين البارزين في الخارجية الروسية.
ولم يعرف بعد المدى الذي يمكن أن تصل إليه اتصالات روسية مع قياديين في حركة حماس وتردد عبر منابر الالكترونية بان رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ اسماعيل هنيه قد يترأس وفدا لمقابلة مسؤولين بارزين في الخارجية الروسية من بينهم بوغدانوف المستشار المرتبط بالقضايا العربية في مقر الخارجية الروسية.
وهنا في جلسة حوارية خاصة سأل دبلوماسي غربي متابع أمام “رأي اليوم” عمّا إذا كان الشيخ هنية سيلتقط صورة في ساحة كبار زوار الكرملين قريبا؟
وتراهن حسابات سياسية على أن النمو في العلاقات بين حماس وموسكو قد لا يعجب تل ابيب ولا واشنطن.
وفي الوقت ذاته تنبّهت العديد من الدوائر الى اللغة النقدية التي استخدمها في عمان القيادي البارز في حركة حماس خالد مشعل تحت عنوان توجيه ملاحظات نقدية حادة إلى ما أسماه بالتدخل الايراني بفصائل المقاومة و الوضع الميداني في قطاع غزة إضافة إلى اشارات لها علاقة بالنظام السوري تؤسس انطباعا بأن العلاقات بين حركة حماس وحكومة دمشق قد لا تعود قريبا خلافا لتقارير وتنبؤات إعلامية تحدّثت في وقت سابق عن وساطة يقوم بها حزب الله حصرا.
ونقلت العديد من الأوساط والنخب السياسية الأردنية عن خالد مشعل القيادي في حماس قوله مؤخرا بأن القرار في الحرب الأخيرة التي استمرت لثلاثة ايام وتورطت بها منظمة الجهاد الاسلامي صدر بصورة غير مستقلة وطنيا مع الإشارة إلى أن قرار الحرب والنطاق العملياتي اتخذ من طهران.
وهو أمر لا تُرحّب به حركة حماس وتعتبره نوع من التدخّل في الشؤون الداخلية لفصائل المقاومة وإن كانت الحركة قد سعت إلى احتواء خلافات برزت في الميدان وغرفة العمليات مع حركة الجهاد الإسلامي.
وفيما يخص ملف المصالحة مع سوريا يبدو انه خضع للتجميد فمن قابل مشعل في عمان سمعه يشير إلى أن حتى حزب الله الذي سبق أن توسّط لإنجاز مصالحة بين قيادات حماس وأركان النظام السوري توقف عن مبادرته وبالتالي لا تبدو حركة حماس وفي جناحها السياسي على الأقل متفائلا بإمكانية العودة إلى مسار مصالحة حيوية وفعّالة مع الحكومة السورية.
ومن هنا تقفز آلية تقاسم الأدوار والحراك السياسي النشط لخالد مشعل ورفاقه في المكتب السياسي حيث يفترض بالتواصل مع موسكو أن يُعوّض النقص الحاد بعد تعرقل المصالحة أو مبادرة المصالحة مع حكومة دمشق.
ويفترض بالطاقم السياسي لحماس أن يعزز موقعه في خارطة الإقليم مع بعض الدول العربية مثل قطر والأردن ومصر والإمارات بسبب المواقف النقدية للتدخّلات الإيرانية في قطاع غزة وخصوصا عبر منظمة الجهاد الإسلامي التي لا تعتبر من المنظمات المفضلة لا في مصر ولا في الأردن.
وبنفس التوقيت تخوض حركة حماس بالتحديات المرتبطة بكيفية تقاسم الأدوار فيها ورسم ميزان مصالحها بعد ملاحظات حيوية عن تقلّص تمثيلها في الأراضي التركية حصرا ولكن العلاقات مع أنقرة واسطنبول لا تزال موجودة والاتصالات يحافظ عليها الطرفان وان كان الرهان على البقاء في الحضن التركي بالنسبة لقادة حماس يبدو مؤخرا أنه تقلّص إلى حدوده الدنيا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار