حروب الجيل الخامس حرب العقول …

حروب الجيل الخامس حرب العقول …
رجا اغباريه …

علموا الأذكياء من أبنائكم الفيزياء والتكنولوجيا والصناعات الذكية –
ميدان صراع البشرية الذي بدأ!
أصبحنا نصحو كل يوم على اخبار جديدة من الحروب الخفية، وهي ليست حروب جيش مقابل جيش وجندي مقابل جندي التي ما تزال هي الحاسمة في الحروب التقليدية حتى اللحظة.
انها حروب الجيل الخامس، حروب العقول التي تستند الى صراع التطور العلمي الذكي، الذي يخدم رفاهية الناس من جهة ويهدد حياتهم وربما بقائهم من جهة اخرى.
اثار انتباهنا هذا الاسبوع وضع شركات تجسس “اسرائيلية” من قبل امريكا في القائمة السوداء عالمياً! وهي شركات “N s o” التي صممت برنامج التجسس ” بيغاسوس ” وشركة ” كنديرو “، اضافة طبعاً لشركات روسية وسنغافورية وغيرها، بتهمة ان نشاطات هذه الشركات ” تتعارض مع المصالح الامنية الامريكية والسياسة الخارجية “. كلمات كبيرة تمتد على طول الكرة الارضية وعرضها، حيث تتواجد مصالح الامبريالية الامريكية التي نصبت نفسها شرطي العالم ومؤخراً قراصنة العالم وفي الطريق، قراصنة النفط الايراني والسوري والفنزويلي.
هذه الشركات التي ثبت ان المخابرات “الاسرائيلية” تقف خلفها وتوجهها، كما مثيلاتها الحكومية _ امريكية -روسية -صينية -اسرائيلية -ايرانية -فرنسية -انكليزية وغيرها، تتعقب مسؤولين حكوميين ورجال اعمال وعلماء وصناعيين وسياسيين وعسكريين وثوار … وكل انسان مؤثر او يؤثر على حياة عائلته وشعبه ودولته والبشرية برمتها، ابتداءً من منتوجات الاكل والشرب والانارة والطبابة والملبس، مروراً بتوجيه وتحريف انتخابات، وانتهاءً بضرب مفاعلات نووية بطرق سايبرانية لا تراها العين المجردة. بل نسمع فقط عن نتائجها من الدولة المتضررة وليس من التي ألحقت الضرر …
هذه الشركات / حكومية او غير حكومية ، تتدخل بحياة المواطن العادي اينما كان وحسب سياسة عليا توجهها ، تخترق خصوصيته سواء بكشف حساباته في البنك او كشف ملفه المرضي بالمستشفى كما حصل في مشفى ” هلل يافي ” بالخضيرة وبالأمس معهد الاشعة الضخم والمتقدم ” مور ” في تل ابيب ، وشركات الهندسة والمياه وموقع المثليين ( اترف ) والانترنت واختراق هاتف غانتس ( وزير الحرب الصهيوني ) وملفات الجنود ، حتى تعقب من كان بجانب مريض كورونا والاستعداد للتدخل بقضايا العنف، وغيرها الكثير من المخفي الذي لا نعلم به ، لدرجة ان ” مراقب الدولة اليهودية ” يقول ان ” اسرائيل غير مستعدة لحرب سايبرانية ” ، رغم انها بحسب الحكومة الامريكية مصدر الارهاب الدولي التجسسي السايبرياني
وعلى المقلب الآخر، تتعرض إيران مثلاً لتعطيل الكهرباء ومحطات البنزين، وحرق مصانع سايبرياً وضرب مفاعلات نووية، وتجسس على علماء وقتلهم وملاحقة سفن وتعطيلها، ولا يستبعد الخبراء ان ضرب المفاعلات النووية الايرانية يرجح ان يتم (إذا تم)، سيكون بهذا النوع من الحرب اضافة الى الطائرات الموجهة والصواريخ الدقيقة الخاصة (امريكية -صهيونية)، والسيناريوهات كثيرة ومعظمها غير معروف بتقديرنا …
وبعيداً عن التهويل، ان شئتم، فان دولة مثل “اسرائيل” لا تتورع من التجسس على المناضلين وهم في غرف نومهم مع نسائهم، فما بالكم بدول عالية التقدم التكنولوجي الذكي والصناعي مثل امريكا والصين وروسيا …
حرب النجوم والفضاء والتجسس
غزو الفضاء وتطوير الاقمار التجسسية الصناعية التي تستطيع تصوير الفرد وهو سائر على قدميه، وتطوير الصواريخ فائقة الدقة وعابرة القارات، واخيراً “فارطة الصوت” كما اعلنت الصين مؤخراً عن صاروخها الجديد الذي اقلق امريكا، وتصريح بوتين من يوم أمس الخميس، خلال اجتماع بشأن تطوير صناعة الدفاع: “لقد أصبح إنشاء أسلحة الليزر وفرط الصوتية والحركية وغيرها في بلادنا التي لا مثيل لها في العالم إنجازًا حقيقيًا في مجال التقنيات العسكرية …… ساعد في تعزيز التكافؤ الاستراتيجي”. (اقرأ بهذا الشأن على الراية). فما بالكم بالدولة الاولى بالعالم التي يريد بوتين ان يتكافأ معها، بهذه المجالات، امريكا!
اذن، اصبحت البشرية في وسط عملية انتقال من الحياة التقليدية والحروب التقليدية، الى حياة تكنولوجية متطورة في كل شيء وصولاً الى حرب النجوم والكواكب التجسسية والنووية. هنا لا يجوز ان نقابل هذا التقدم الحاصل تكنولوجياً، بالتخلف والمزيد من التخلف والاحتراب الداخلي وتفكيك مجتمعاتنا، الامر الذي تسببه بشكل مباش وغير مباشر، عبر وكلائها، الامبريالية المتعولمة الامريكية ومعسكرها وعملائه الاقليميين عندنا وعند كل الشعوب التي تحررت من الاستعمار المباشر وتسعى ان تتحرر من استعماره الاقتصادي السياسي والتكنولوجي، الارهابي المبني على اختراق هذه المجتمعات التي لم يسمح لها الاستعمار بالخروج من التخلف والتبعية له.
لقد اصبحت تكنولوجيا التدمير ومقاومتها بأيدي الدول والمجموعات التي تقيمها هذه الدول. فطائرات بدون طيار الآخذة بالتطور والقرصنة السايبرانية والاختراقات المحوسبة وضرب المرافق العسكرية والنووية والمرافق الحياتية كما اظهرنا اعلاه، هي سمة العصر الجديد، عصر حروب الجيل الخامس، وحرب العقول.
فاين نحن من هذه الحرب؟
علينا ان نوجه ابنائنا على مستوى الفرد والعائلة، الاذكياء، في الاتجاه نحو هذا العلم الذي سبقنا له اعدائنا واعداء البشرية ومصاصي دمائها. علينا كدول وشعوب تريد ان تعيش وتلحق بركب التطور الحاصل الا نكون مستهلكين فقط، بل منتجين بكل المجالات. نحن نملك القدرات البشرية التي يستفيد منها الاستعمار تحديداً، يحتضنها ويجير قدراتها في خدمة تطوره العلمي للخير او للشر. يجب ان نفتح المدارس والكليات الخاصة المحمية والمفضلة لتطوير هذا المجال واللحاق بركب الدول والشركات الخاصة المتطورة. لا تنقص العرب الاموال ولا العقول ولا الحضارة والعلوم التي سرقها منا الغرب ويحاربنا بها. علينا التخلص من التخلف والمستعمر المعشش في داخلنا. لدينا خلفيات وموارد وحضارة واسس علمية، نستطيع ان ننطلق منها، وان ما وصلت اليه إيران والصين كدول لا تختلف خلفياتها عنا، يثير الافتخار ويحفز على البدء. فبالبدء كانت الكلمة وفي الطريق ستكون الفكرة وفي النهاية سيكون الانتاج التكنولوجي والصناعي الذكي والتكافؤ الاستراتيجي.
فهل نخوض غمار هذه الحرب الجديدة لنواجه استعمارها الجديد الناتج عن سباق تسلح العقول بالذكاء التكنولوجي والصناعي، الذي يكمل مسار الاستعمار الديني والاقطاعي والصناعي والعولمي الحالي (للرجل الابيض)، ونتمتع بحياة متطورة وكريمة ومستقلة، ام نبقى كالأيتام على موائد اللئام !!!
كلمة الراية الاسبوعية

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار